الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و1/2..اسأل روحك.. اسأل قلبك.. اسأل عقلك!!

كلمة و1/2..اسأل روحك.. اسأل قلبك.. اسأل عقلك!!

قبل أن تدلى بأى تصريح جديد راجع  ذاكرتك أولاً واسأل عقلك ما الذى قلته قبل عام أو عَشرة أو عشرين عامًا، تقريبًا كل الإعلاميين، وعدد لا بأس به من الفنانين ورجال السياسة والاقتصاد والفكر، يواجهون هذا الموقف، ماذا قلت قبل سنوات، وما الذى تقوله الآن.. المَثل الشعبى الشهير يقول «إذا كنتم نسيتوا إللى جرَى هاتوا الدفاتر تتقرَا»، طبعًا الدفاتر الآن ليست فقط للقراءة بعد أن يتم تداولها عبر «النت» بالصوت والصورة.



أن يظل الإنسانُ على نفس الموقف  متشبثًا بنفس الرأى، طوال حياته، ضد الطبيعة البشرية، الحقائق أو الوثائق الجديدة، يجب أن تغير فى  تعاطى الإنسان  مع كل المواقف، وإلا أصبح  فى هذه الحالة « دوجما»  يُكرّر الرأىَ، ويستعيد المَشهدَ نفسَه ولا تُنضجه  التجربة ولا مرور الأيام، ما كنت متحمسًا له بالأمس حتى ولو كان القريب، لا يعنى أن  تظل تردده ومؤمنًا به للأبد.

(السوشيال ميديا) أحيانًا تستغل التناقض الظاهرى فى الآراء دون أن تضع أىَّ مؤثر جديد لعب دورًا، فى كشف حقيقة ما، إلا أن   المرفوض والمستهجن هو حالة  النفاق التى تنتاب البعض عندما يتوجَّه مؤشرُ اختياراته فقط  صوبَ مصالحه اللحظية؛ ليصبح مثل  دمية «اليويو».

كثيرًا ما ترَى فنانًا أو مذيعًا أو أحد رجال السياسة وهم يستعيدون له مَقطعًا ما من حوار قديم له ويقارنون هذا المَقطع بما أدلى به قبل أيام أو ساعات فتكتشف أنه تغيّر 180 درجة؛ لأن مَصالحه ربما تغيرت وكأنه يستعيد المقولة الشهيرة لسعيد صالح فى مسرحية (هالو شلبى) والتى صارت هى دستور عدد كبير من المشاهير «إللى يتجوز أمّى أقوله يا عَمّى» .لا أنكر قطعًا أن هناك من يصطاد أو بتعبير أدق يتصيَّد، أو يأخذ كلمة بعيدًا عن سياقها وزمانها، من أجل التشهير، وعن سَبْق الإصرار والإضرار، ولكنّى أتحدّث هنا عن موقف مُغاير، تبدو من خلاله الشخصية، وهى تنحاز فقط لمَصالحها الآنية الضيقة، ولا تلقى بالاً بأن هناك من سيستعيد الشريط مجددًا،  هذا  الموقف وإن اختلفت وسائله ليس جديدًا وكثيرًا ما شاهدناه، عَبْرَ الزمن، مَثلاً فى مَطلع الخمسينيات من القرن الماضى، عندما تَقرَّر استبعادُ أم كلثوم وعبدالوهاب فى بداية ثورة 23 يوليو لأنهما غَنَّيَا للمَلك فاروق، ثم تَقرَّر فى زمن عبدالناصر بعدها منع  فقط الأغانى التى أشادت بالملك فاروق وأيضًا حذف  كل صوره من الأفلام،  ثم فى منتصف السبعينيات، أعاد أنور السادات هذه الأغانى للتداوُل، كما سمح بعرض صور الملك فاروق، الآن لا تستطيع أى سُلطة مصادرة  أغنية أو صورة أو رأى.

الكل صار يملك أدواته التى يدافع بها عن نفسه، ويسجل أرشيفه  حتى لا يُصبح عُرضَة للتلاعُب أو التزوير. علينا  فى هذا الزمن، أن نتمتع بذاكرة حديدية نستعيد كل مواقفنا وآرائنا  السابقة، قبل أن نُدلى بأخرَى، حتى لا تبدو فى جانب ما متناقضة، أصحاب ذاكرة الأسماك لا يتذكرون ماذا قالوا بَعد ثوانٍ،  حذارِ فى زمن «السوشيال ميديا» من ذاكرة الأسماك، وقبل أن تشرع فى الإجابة على أى سؤال؛ استعد مَطلع أغنية أم كلثوم، واسأل روحَك.. اسأل قلبك.. ولا تكتفى بهذا القدر قبل كل ذلك «اسأل عقلك» واستعد ذاكرتك!!