الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه ..«الشهرة» و«التشهير».. وبينهما شياطين الإنس

عكس الاتجاه ..«الشهرة» و«التشهير».. وبينهما شياطين الإنس

هل كان يتخيل أحد أن تهدد مغنية البوب الأمريكية الأشهر «بريتنى سبيرز» باللجوء إلى الكونجرس الأمريكى - مرة واحدة كده - بمجلسيه؛ النواب والشيوخ، ليستخدم نفوذه ويعيد إليها ثروتها وحالها ومالها وشقاء عمرها المنهوب من قبل والدها وشركة إدارة الأموال الخاصة المعروفة باسم Bessemer Trust، وهما الأوصياء مشاركة على كل ممتلكاتها وحساباتها المصرفية، هددت سبيرز باللجوء إلى الكونجرس بعد أن «غُلُب حمارها» وخذلها القضاء وأهلها والصحافة ونعتوها بالجنون والأمراض النفسية والعصبية، وأدخلوها مصحات بالفعل لتتأكد الجريمة الكاملة المرسومة بدقة منذ العام 2008 للسيطرة على 100 مليون دولار وعقارات وعائدات حفلات وإعلانات، اتهموها جميعاً بالجنون وفقدان الأهلية على مالها وولديها وحتى على نفسها إثر سقوطها فى براثن اكتئاب قديم، بعد فشل قصة حب نتج عنه مرض ثنائى القطبية، ربما كان المرض مدبراً للسيطرة على ملايين دولاراتها وممتلكاتها، فهى كانت ولا تزال فى أوج حضورها وتألقها ووجودها الفنى الآسر طوال السنين ولم يخفت بريقها لحظة.



الأزمة التى تعيشها بريتنى سبيرز مع القضاء ووسائل الإعلام والسوشيال ميديا والأسرة تتكرر مع فنانين آخرين فى أربعة أرجاء الدنيا وليس فى أرض الأحلام الأمريكية، وبصِيغ مختلفة أو متشابهة ومتطابقة، حتى إننا كان لا بد أن نتساءل عن الحدود والخطوط الفاصلة بين الشهرة وبين التشهير بالفنانين: أين تمتد وكيف تبدو ومن يؤجج نيرانها ويُلَعلِع فضائحها وجُرَسها على هذا النحو المُستَهجَن؟

«شيرين عبدالوهاب» مثالاً، ستعرف أن المغنيتين الاثنتين تجمعهما مشتركات عدة كالشهرة والموهبة والثراء والقبول الطاغى والزيجات الفاشلة المتكررة والطمع فى الثروة، والعلاقات المضطربة مع الأهل، والتشهير من وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وطمع شركات الدعاية والرعاية الفنية والقانونية فى الثروة الطائلة، ثُمّ الحجر التام كما هى حالة المغنية الأمريكية التى طالبت فى جلسة المحكمة الأسبوع الماضى بإنهاء وصاية شركة Bessemer Trust بالذات وتحديدًا، لأن والدها مصاب بسرطان وحالته متدهورة ولم يعد يستطيع مباشرة الوصاية عليها، لكن الذى حدث من المحكمة كان غريب الشأن إذ رفض القضاة إنهاء وصاية الشركة إياها من سيطرتها على تركة وأموال بريتنى، يقينًا الشركة مستفيدة ولن تفرط بسهولة فى نزع أموال قارون من بين يديها.

تظاهر عدد كبير من محبى سبيرز أمام المحكمة الأسبوع الماضى وطالبوا بحريتها، واتهموا الصحافة صراحة بالتواطؤ مع القضاء لصالح الشركة المهيمنة على أموالها، وكانت مغنية البوب قد تركت للمحكمة شريطًا صوتياً بائساً تستجدى فيه المحكمة حريتها فهى مغلولة ومجبرة على التزام وسائل منع الحمل ومجبرة من عدم الزواج من حبيبها الإيرانى الممثل ومدرب كمال الأجسام والذى يرافقها كظلها.

كانت شيرين عبدالوهاب قد تعرضت لقرصنة صحفية من رئيسة تحرير مجلة الجرس التى أوعزت لصحفييها فى مصر بإجراء محادثات متقطعة مع والد زوج شيرين والذى استجاب وتكلم وباح وفضفض، وقال ما كان لا يجب أن يُقَال وأساء لابنه وزوجة ابنه ولشيرين ولم ينكر محاولة الابن السيطرة على أموالها.

ستجد أن الحالة المزاجية لشيرين عبدالوهاب تختلف كليةً عن حالة بريتنى سبيرز، آثرت شيرين الانزواء والتراجع الفنى والإنسانى والاختباء فى غرفة بمنزلها وكان أن (كَفَت على الخبر ماجور)، بينما ملأت «سبيرز» أرجاء المسارح والقنوات التليفزيونية غناءً ورقصاً واحتفالاً بحصولها كل عام على الجوائز الموسيقية، وها هى ترفع الأمر لأعلى سلطة دستورية فى البلاد بالوصول إلى مبنى الكونجرس الأمريكى للشكوى وكأنها تقوم بتصعيد الأمر لأعلى مستوى ممكن.

لكن المرأتين بينهما قصص من الألم والأسى وخيبة الأمل و«كسرة» القلب والخديعة والنصب المحترف كذلك، وبينهما من الحضور والجمال والموهبة ما لا تسعها الدنيا.