الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و1/2..سعاد حسنى.. الروح تحررت والجسد خضع لقانون الجاذبية!!

كلمة و1/2..سعاد حسنى.. الروح تحررت والجسد خضع لقانون الجاذبية!!

أيام ويمر 20 عامًا على انتحار سعاد حسنى، نعم قلت انتحارًا وليس رحيلاً، واقعيًا وليس رمزيًا، إلا أن بعض الورثة وعددًا من عشاقها يؤكدون أنها قُتلت، أتذكر أن أول شائعة ترددت أكدت أنها اختارت يوم ميلاد عبدالحليم حافظ لتنفيذ الانتحار، فلقد تصادف أن حليم كان سيبلغ وقتها لو كان على قيد الحياة 72 عامًا، خيال الناس كان حاضرًا بقوة ليجدد قصة حب لم تكتمل فى دنيا الواقع.



كانت سعاد تتلقى علاجًا مكثفًا بسبب الاكتئاب الحاد، وصاحب ذلك زيادة فى وزنها، ترافق مع إصابتها بالعصب السابع الذي يؤدى إلى شلل فى عضلات الوجه، وهو ما دفع سعاد للإقامة الجبرية فى لندن، فلم تكن تريد أن يراها أحد، وفى لحظة، قررت الطيران من الشرفة، إلا أن البعض لا ترضيه هذه النهاية، وتعددت الحكايات.

من يعرف سعاد، وأنا أتيح لى أن أتعرف إليها، يتأكد تمامًا أنها ليست أبدًا تلك الشخصية التي تدخل فى معارك شخصية مع أفراد أو كيانات، نستطيع قراءة الموقف على النحو التالى وهو أن البعض قد تعودوا على الأضواء، وبعد رحيل سعاد تسارعت وتصارعت الفضائيات على تقديم أقاربها، وكالعادة ومع مرور الزمن يخفت الاهتمام، هناك من يريد أن يظل تحت الأضواء، ولهذا ومع كل ذكرى لرحيل سعاد تقرأ نفس «المانشيت» الورثة يطالبون بتشريح الجثة، أكثر من محامٍ بحث عن الشهرة يتصدى لهذه القضايا ثم يخبو الاتهام ليتجدد فى الذكرى التالية. عانت سعاد كثيرًا فى سنواتها الأخيرة عندما أوقفت الدولة المعاش الاستثنائى الذي كانت ترصده لها، ورغم ذلك رفضت أن يتم علاجها على نفقة أحد الأثرياء العرب، كما أنهم ساوموها على ارتداء الحجاب ورفضت المبدأ، نعم كثيرًا ما كانت تصرح باقتراب عودتها لأرض الوطن، وكان لديها مشروع لفيلم (البلياتشو)، وهو ما يؤكد أن سعاد أرادت الاختفاء عن العيون، سر الهجرة إلى لندن هو ألا يعرفها أحد، وفى العودة المزعومة جاءت فكرة (البلياتشو) لتواصل الاختفاء، فلن يرى أحد وجهها الحقيقى تحت هذا الركام من الأصباغ.

قال لى الموسيقار الكبير كمال الطويل وكان هو الأقرب لسعاد، أنه كان على تواصل دائم معها فى لندن، وأن الكاتبة الصحفية الراحلة مديحة عزت تحدثت إليه، من أجل أن يقنع سعاد بالعودة إلى مصر، بعد أن علمت أنها فقدت السيطرة على نفسها فى الحفلات العامة، والدليل أنها تشرب الملوخية مباشرة من الطبق، وطلب الطويل عدم نشر شىء، وحتى واقعة احتساء الملوخية لو صحت لا تعنى أى شىء يحمل انتقاصًا فى حق سعاد، ولكن الرغبة فى النشر كانت أقوى فأصابت سعاد فى مقتل.

اختارت سعاد أن تطير وتحلق فى الهواء بعيدًا عن كل شرور الأرض، وكلما أمعنت فى الطيران لأعلى اكتشفت أن الجسد ينطبق عليه قانون الجاذبية، وهو ما أطلقنا عليه انتحارًا!.