الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم..  «أتاتورك» و«هدى شعراوى» و«شيخ الأزهر»

غناء القلم.. «أتاتورك» و«هدى شعراوى» و«شيخ الأزهر»

فى عام 2021، بعد واحد وعشرين عامًا من الألفية الثالثة، قال شيخ الأزهر: «للمرأة السفر دون محرم لو السفر آمن».. «الطلاق التعسفى غير شرعى وجريمة أخلاقية».. «بيت الطاعة غير موجود فى الإسلام».. «للمرأة تولّى المناصب العُليا فى الدولة».. «ولى المرأة لا يحق أن يرفض زوجًا ترضاه المرأة».. «التراث الفقهى ليس مقدسًا».



انهالت كلمات المديح: «شيخ الأزهر منصف المرأة المصرية أخيرًا».. «شيخ الأزهر يبدأ تجديد الخطاب الدينى»، آلاف النساء والرجال، ومنهم شيوخ وفقهاء، كانوا أكثر جرأة، وتجديدًا، منذ مئات السنوات وحتى عصرنا الحالى، وكانت النتيجة بهدلتهم فى المحاكم وشتيمتهم، وتشويههم بالعمالة مع الغرب الكافر وإقصاءهم وطردهم ونفيهم، والمطالبة بإهدار دمهم، والتعتيم على كتاباتهم، ومصادرتها وحرقها، حتى لو كانت خيالاً فى قصص وروايات ومسرحيات وقصائد، كلهم نادوا بحرية وكرامة وأنسنة النساء فى البيت والدولة، والعدالة بين الجنسين، وعدم تقديس السلف والتراث، وإيقاف الختان، وكفالة مطلقة لحرية العقائد، ورفض تديين المجتمع.. كل هذا، وكان الأزهر، صامتًا، أو مؤيدًا، أو هو نفسه رافع القضايا ضدهم.

كل هؤلاء نموّتهم، وندفن كفاحهم، ونقتل ريادتهم، ويظهر شيخ الأزهر الآن، فى مايو 2021، فى جو آمن، وبعد مطالبة رئيس الدولة بتجديد الخطاب الدينى، على أنه «منصف المرأة المصرية، وزعيم «تجديد الخطاب الدينى»؟.. كيف يقول شيخ الأزهر، إن «بيت الطاعة غير موجود فى الإسلام»، و«طاعة المرأة للزوج فى الشرع، مقدسة، من الثوابت، وهى جوهر العلاقة بين الزوج وزوجته، حتى لو الزوجة أكثر علمًا وحكمة وثقافة من زوجها، والمرأة غير المطيعة، ناشز، أغضبت الله، ورسوله، يحق عليها النبذ، واللعنة، عرضة لكل شىء مهين، بما فى ذلك الضرب، والطرد من البيت، وحرمانها من أطفالها، وربما يجعلها الزوج مثل «البيت الوقف»، تجمد مصيرها بسلوك مخلوق ابن تسعة مثلها.. «مراتى وأنا حُر فيها».

لم نسمع زوجة قالت: «جوزى وأنا حُرة فيه» لماذا؟.. زوج المرأة هو «الإله» الذى تعبده، وتسجد له، حسب أحد الأحاديث المستحبة.. وعندما غيرت تونس الخطاب الدينى التقليدى، للمزيد من الحرية، والعدالة بين النساء والرجال، منذ سنوات، اعتبرها الأزهر، متعدية على الثوابت، والتراث.

وعندما طالب الرئيس السيسى منذ سنوات، بإلغاء الطلاق الشفهى، الذى يعتبر فى جوهر الطلاق التعسفى، عارضه بشدة شيخ الأزهر، لأنه من الثوابت الشرعية، والآن يقول إن الطلاق التعسفى جريمة أخلاقية، وقال «تجديد الخطاب الدينى لا معنى له، لأن دين الله مجدد نفسه».

وحتى الآن الأزهر لم يكفر «داعش»، وتوابعهم، الذين يذبحون الرقاب، وإنما اعتبرهم مجرد فئة «ضالة» أساءت فهم الإسلام، لكن مَنْ يقول رأيًا مسالمًا فى الدين، مخالفًا للسائد، فورًا، يُكفر علنًا، دون هوادة.

فى ثورة 1919، منذ مائة واثنتين سنة، خرجت كل فئات وطبقات وشرائح، وديانات، وطوائف، مصر، بما فيها النساء، اللائى نزعن الحجاب، وطالبن بالاستقلال الوطنى بزعامة هدى شعراوى.

وفى المؤتمر النسائى الدولى الثانى عشر، 18 أبريل 1935، فى اسطنبول، قالت هدى شعراوى: «كمال أتاتورك الذى أنهى الخلافة الإسلامية بعد 600 سنة، وقضى على دولة العمامة، لبناء الدولة المدنية التركية الحديثة، نعتبره قدوة لنا جميعًا». 

19 مايو 2021، الذكرى المائة والأربعون لميلاد أتاتورك، الذى اعتبر تدخّل رجال الدين فى السياسة والحُكم، «سرطانًا»، لا ينفع معه، إلا الاستئصال الجذرى الشامل دون هوادة. 

من واحة أشعارى: 

نساء ورجال

يغيرون لون الشَّعَر 

أحمر 

أصفر 

كستناء 

لكن قلوبهم 

تبقى كما هى 

من الجذور 

سوداء