الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم..  الرجل المتمرد.. أين أنت؟؟

غناء القلم.. الرجل المتمرد.. أين أنت؟؟

لا نبالغ، إذا قلنا إن دور الرجل المتمرد، فى مجتمعاتنا، بشكل خاص، أشد تأثيرًا، من دور المرأة المتمردة، وذلك لأسباب ثلاثة رئيسية. 



أولها: إن الفكر الذكورى، يحترم منطق الرجل، ويصغى إليه بجدية، أكثر من احترامه، وإصغائه لمنطق المرأة. حتى لو كان يضرب فى الجذور التى أقامت هذا الفكر، وأرست دعائمه. 

وثانيها: لأن الحريات المسموحة للرجل فى النقد والتعبير والحركة، أكبر، وبالتالى فإن فكرة المتمرد، يجد منافذ أوسع، وقنوات أرحب، للتداول وإثبات الحجة، عن تلك المتاحة للمرأة المتمردة.

ثالثها: ولأن العلاقة السائدة بين الجنسين، تأخذ فيها المرأة مكان التابع، لفكر، ورأى، ومنطق، ومصالح الرجل، فإن وجود، رجل متمرد، معناه تبعية المرأة لفكر ورأى، ومنطق، ومصالح العقل المتمرد.

الرجل المتمرد، يعى أن دفاعه عن حقوق وحريات المرأة، هو دفاع عن حقوقه، وحرياته هو أيضًا، وأن العلاقة غير المتكافئة، تفسد الطرفين «الأعلى» و«الأدنى». ويؤمن أن الطرف الأقوى، أو الأعلى، لا يستبيح، ولا يبرر، الظلم الواقع على الطرف الأضعف أو الأدنى، باسم الموروثات.

الرجل المتمرد، يرفض أن يرى المرأة «عورة»، أو قطعة لحم، أو شهوة متحركة مثيرة لغرائز الجسد، عليها أن تتغطى، وتختبئ، لتحمى أخلاق الذكور فاقدى الأدب. 

 لا يقبل أن يعولها، ويكون مسئولاً عن لقمتها وهدمتها وفساتينها. فى نظره، هى إنسانة، لا يجب حرمانها من العمل الشريف المنتج، المتناسب مع دراستها، ومؤهلاتها، ومواهبها، ولا يحق أن يحرمها من متعة مسئولية الإنفاق على ذاتها. 

  لا يرضى أن يمحو تعبها فى المدارس والجامعات، ويضيع فلوس أهلها هدرًا، عشان الطبيخ، والغسيل، وخدمة الأطفال، وتسلية أوقاته.

الرجل المتمرد، يرى الحرية، دون تجزئة، ودون ازدواجية. حرية الوطن، هى حرية كل البشر. لا يضع أولويات، فحرية الأرض، فى أهمية حرية الناس، وتحرر فئة معينة لا يأتى، إلا متزامنًا مع تحرر الفئات الأخرى. 

لا يفصل بين احتلال عدو خارجى أرض الوطن، وبين وقوع الناس، تحت احتلال العادات، والأفكار البالية.. ويرى أن الانتصار على عدو خارجى، أسهل من الانتصار على التقاليد المتعصبة الموروثة، ويؤمن بصعوبة اقتحام عدو خارجى، طالما أن الجبهة الداخلية صلبة. والصلابة، طريقها الوحيد، العدالة.

الرجل المتمرد، يندهش، حين يذكر أصحاب دعوات الحرية، كلمات، مثل العدالة الاجتماعية، قاصدين الصراع بين الفقراء الذكور، والأغنياء الذكور. أمّا التضامن، بين الفقراء الذكور، مع الأغنياء الذكور، ضد فقراء النساء، وأغنياء النساء مستبعدة، وأن الديمقراطية فى الأسرة، أساس الديمقراطية فى المجتمع، غائبة تمامًا، بل وغير مستحبة.

الرجل المتمرد، يسأل، الرجال، لماذا لا ترضون باستكانة أوطانكم، وترضون باستكانة نسائكم؟ ولماذا، تمنح كلمة «لا» الشرف، والزهو، للرجل الذى يقولها، فى مواجهة جسورة للظلم، بينما هى سبب، للتأنيب واللوم، والاتهام، إذا قالتها امرأة، فى مواجهة رجل ظالم؟؟. 

 

من واحة أشعارى: 

راهنت على آلاف الرجال 

لم يربح فى السباق

إلا رجل «التمرّد»

راهنت على مليون امرأة

لم تفز سوى 

منْ كانت قمة «التفرّد»