
طارق مرسي
ثلاثية «الاختيار 2 وكابول وهجمة مرتدة»
معظم الأعمال المُبشرة بالإبداع والنجاح هذا العام فى السباق الدرامى تلعب على «تيمة الانتقام»، وهى التيمة الأكثر رواجا وتأثيرا فى تاريخ الدراما، وبعد مرور أربعة أيام من بدء السباق، لن تعلو دراما فوق صوت دراما الوطن لأنها سيكون الانتقام فيها ذا مذاق خاص وهدف أعمق من الدراما التقليدية ويحقق الهدف الأسمى للدراما وهو التطهر، والله على ما أقول شهيد.
وبنظرة شاملة وفى ضوء ما توفر من مسلسلات فإن أجمل ما فى أعمال هذا العام أنها أصبحت تعتمد على اللغة السينمائية والتقنيات الحديثة وبالتالى أصبح المشاهد فى البيوت على موعد أمام أعمال كبيرة وإيقاع سينمائى سريع فضلا عن وجود قضايا وملفات تحترم عقل وذوق المشاهد.
وفى هذا الماراثون الرهيب هذا العام تتصدر هذه التيمة المشهد حتى الآن بعد مرور أربع حلقات، ولنا فى بروفة العام الماضى عبرة بعد النجاح الفائق لمسلسل «الاختيار» وغيره من الأعمال.
والتوقعات المرئية بعد انطلاق مدفع الدراما وقص شريط السباق تقول إن المسلسلات الثلاثة (الاختيار 2 وهجمة مرتدة والقاهرة كابول) سيكون لها مكانة خاصة لأنها تعتمد على أحداث واقعية بل ووطنية تخص كل مصرى غيور على بلده بعد أن يكتشف أنه وجها لوجه أمام كل خائن وعميل ومن هم الذين يضحون بدمائهم من أجل تراب الوطن.هذا هو ما اتضح منذ الدقائق الأولى، سواء فى الصورة الفائقة الجودة والإبداع فى مسلسل «هجمة مرتدة» ومعظم مشاهده ما بين شرق أوروبا والعراق ومصر وأحداث ساخنة وتفاصيل واعدة، ولمع فيها أحمد عز، نفس الصدق والإتقان تحقق فى مسلسل «الاختيار ٢» بحلم بطلة كريم عبدالعزيز بـ«تفجيرات الأزهر» وما تلاها من عمليات رخيصة، أما فى «القاهرة كابول» الوجه الآخر للإرهاب الدولى ضد مصر والمنطقة العربية وكشف رموزه والقوى المحركة له، من خلال مناورات الشيخ رمزى أو طارق لطفى، الأعمال الثلاثة عموما تقدم لنا وجبة إرهاب ثلاثية الأبعاد 3g وهى تقدم دراما للتربية الوطنية والفنية وللأعمال الثلاثة وقفات أخرى.
تيمة «الانتقام» السائدة فى دراما رمضان هذا العام سوف تكون محركا للأحداث فى الحلقات المقبلة، ومن أبرز الأعمال التى تلعب عليها مسلسل «نسل الأغراب» فبعد خروج (عساف) أحمد السقا من السجن لا كلمة تعلو عنده سوى الانتقام، وفى مواجهة شرسة مع أمير كرارة (غفران) ومعركة عنيفة بين نسل آل الغريب.
على إيقاع نفس التيمة يلعب ياسر جلال فى «ضل راجل» وصور أخرى للانتقام وفى المسلسل لابنته بعد صدمة حضورها عيد ميلاد إحدى صديقاتها، ومنذ الحلقة الأولى فلن يكون الانتقام حكرًا على الأبطال لأن غادة عبد الرازق لها رأى آخر فى مسلسل (لحم غزال) فى مسلسل البحث عن ابنها، بينما يجسدها محمد رمضان فى مسلسل (موسى) فى حقبة زمنية أخرى، فترة الاحتلال الإنجليزى، وتضحية موسى من أجل أخيه.
ولأن انطباعات الأسبوع الأول تدوم فى العموم، فإن هذه الأعمال ستكون لها السطوة على الشاشة وسوف يكون الصراع كبيرا بين نجوم الجيل فى التمثيل وستكون منافسة قوية على مذبحة الانتقام يتصدرها كريم عبد العزيز وأحمد مكى فى الاختيار 2 وأحمد عز وهند صبرى فى هجمة مرتدة وطارق لطفى وفتحى عبدالوهاب وخالد الصاوى فى القاهرة كابول وفى مقابل ياسر جلال فى ضل راجل ومحمد رمضان فى موسى.
أما غادة عبدالرازق فمهمتها ليست سهلة فى تربص يسرا فى مسلسل (حرب أهلية) ومنى زكى فى مسلسل (لعبة نيوتن) ونيللى كريم فى مسلسل (ضد الكسر )، وبكل تأكيد فإن فرص صعود وتصدر أسماء جديدة هي الأبرز مثل «مى عمر» فى نسل الأغراب و«أمينة خليل» فى خلى بالك من زيزى و«دينا الشربينى» فى قصر النيل وفى المقابل الغموض يحاصر «ياسمين عبدالعزيز» و«أحمد العوضى» فى «اللى مالوش كبير» وأيضًا «ريهام حجاج» فى «كل ما نفترق»، أما الملك «يحيى الفخرانى» فى «نجيب زكى زركش» فهو فى مكان آخر خارج المقارنة والمنافسة.. هكذا تقول أعماله فى سابق العصر والأوان وهو المعلم الأول للدراما الرمضانية.