السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. غرام ولا فى الأحلام

عكس الاتجاه.. غرام ولا فى الأحلام

قصة العشق الغرائبية للعجوزين الهندى والأسترالية اللذين استعادا حبهما بعد خمسين عامًا من الفراق والتقيا بعد أن بلغا 82 عاما، وكان الهندى قد تزوج غيرها وأنجب بنينا تزوجوا جميعًا وماتت زوجته منذ عامين، وكانت الأسترالية قد قررت ألا تتزوج معتمدةً على رهان أو يقين يخبرها باللقاء حتى ولو فى آخر العمر، فكان أن التقيا بالفعل فى مارس الماضى فى لحظة قدرية نادرة الحدوث تكررت فى أجمل أفلام السينما الأمريكية، وفى رواية ماركيز «مائة عام من العزلة».



القصة المثيرة التى نشرها يوم 4 إبريل موقع «إنديانا تايمز» عن صحيفة «هيومان بومباى»  الهندية، ولم تتناقلها حتى اللحظة لا صحف الغرب ولا صحف أمريكا، عن قصة حب دارت أحداثها فى مدينة صحراوية معزولة شمال إقليم «راجاستان».

القصة التى تحكى حكاية سائحة أسترالية ذهبت إلى الهند منذ خمسين عاما، وكانت وقتها فى الثلاثين من العمر فى رحلة سياحية لمدة 5 أيام التقت فيها بالعاشق الهندى الذى كان يعمل حارسًا على بوابة المدينة السياحية النائية، ومنذ النظرة الأولى أحبا بعضهما دون بوح، واعترفت هى له قبل الرحيل بحبها فأصيب بالخجل كما روى للصحيفة الهندية، ولم يرد لكنها كانت تعلم بغرامه، سافرت إلى بلدها، ومن هناك؛ من أستراليا أرسلت له دعوة لزيارتها، سافر فورا لمدة ثلاثة أشهر، تبادلا الغرام وعلمها الهندية وعلمته الإنجليزية، عرضت عليه الزواج ورفض، كانت فكرة أن يترك بلده مستحيلة وفكرة أن تذهب هى معه إلى الهند مستحيلة، بكت وافترقا ولم يتراسلا خمسون عاما إلا منذ شهر.

باليقين القديم الذى تملكه فى قلبها قررت فجأة منذ شهر أن تبحث عنه!! وتوصلت لعنوانه وتراسلا وعرفت أنه صار وحيدا وقد ماتت زوجته منذ شهرين وتزوج أبناؤه فسافرت إليه على الفور واستعادا الاثنان حبهما، يحكى الهندى للصحيفة أنه يشعر بأن قلبه يبلغ ال 21 عامًا مازال يخفق حين يمسك يدها وينظر فى عينيها ويسمع صوتها، يقول: لا أعرف ما هو المستقبل، كل ما أعرفه أننى استعدت حبى الأول، وأننا لن نفترق.

السؤال الملح هنا : هل قبل اختراع السينما وقبل ذيوع خيال «ماركيز» كان الحب موجودًا بنفس أسطورته وسطوته وبذات الوهج والسحر والألق والصدق والقيمة والحضور الآسر؟ 

 - لا تستطيع أن تخمن هل اقتبس ماركيز روايته (الحب فى زمن الكوليرا) من حكاية هذا الهندى العجوز الذى تشبه ملامحه وهيئته وذقنه البيضاء الطويلة سمت «طاغور» وهو ليس بشاعر مثله لكنه يملك أسطورته وحكاية خُلدِه الآسرة.

هل أراد العاشقان أن يمثلا شخصيتىّ «فيرمينا» و«فلانينتيرو» بطلا رواية ماركيز الشهيرة؟ الإجابة لا ولا هذا ولا تلك، ولا ماركيز سمع عنهما ولا قرأ الهندى الروايات.

هل شاهد العاشقان الفيلمين الأمريكيين الشهيرين (قبل شروق الشمس و قبل غروب الشمس) وأعجبهما غرام بطلى الفيلمين «سيلين» و«جيسى» فأعادا تمثيله فى الحياة أم أن مؤلف الفيلمين قد استوحى من قصته الهندى والأسترالية السيناريو؟؟ الإجابة: ولا هذا ولا تلك فالفيلمان تم إنتاجهما 1995 و2004 قبل أن تموت زوجة الهندى.

لكنها / الحكاية / الصدفة الجميلة التى تسحبك من ملهاة عامىّ 2020 و2021، من الأزمات والأمراض والحروب والموت لتردك إلى نفسك القديمة أيام حكايا الجدات عن السحر والجن والقدر، فتتحسس مكان القلب، قلبك، الذى لا يزال يقبع فى منتصف القفص الصدرى ويميل يسارًا ناحية الوجع. 

فى الفيلمين البديعين : before sunrise وbefore sunset إخراج وكتابة ريتشارد لينكليتر وبطولة إيثان هوك وجولى ديلبى، البطل والبطلة اللذان شاركا كتابة سيناريو الجزء الثانى مع المخرج المؤلف ووضعت البطلة الموسيقى التصويرية للجزء الثانى ويحكى الفيلمان عن عاشقين التقيا وأحبا بعضهما وضللتهما رسائل البريد الضائعة بينهما وبعد ثمانى سنوات استعادا حبهما بالرغم من أن البطل كان لا يزال أبًا وزوجا لامرأة أخرى، ولم ينس أحدهما الآخر، لم تتزوج البطلة لكنها دخلت فى علاقات، وتدور أحداث الفيلمين فى فيينا وباريس. 

فى رواية الحب فى زمن الكوليرا للروائى الكولومبى «جابرييل جارثيا ماركيز»، الرواية المنشورة عام 1985 والتى تحكى ذات الحكاية عن عاشقين استمر حبهما سبعين عامًا، افترقا فى مراهقتهما وتزوجت البطلة ولم يتزوج البطل والتقيا بعد سبعين عاما إثر موت زوج البطلة، أما مكان أحداث الرواية يدور فى إحدى قرى البحر الكاريبى فى القرن التاسع عشر.

هل لدى أحدكم قصةً حقيقيةً شبيهة بحكاية الهندى والأسترالية؟