السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لتطوير 781 قرية وعزبة فى الشرقية ضمن «حياة كريمة»: «حياة كريمة» قرى الحسينية تفوز بنصيب الأسد

تعتبر الشرقية من أهم محافظات مصر تاريخيّا وقد أكسبتها ظروفها التاريخية وموقعها المهم مكانة فريدة على امتداد التاريخ القديم والحديث، فموقعها المهم جعل منها الحارس للمدخل الشرقى لمصر، ذلك الباب الوحيد تقريبًا الذى اجتازه الغزاة عبر التاريخ منذ أيام الهكسوس.



 

تُعد الشرقية ثالث محافظة فى تعداد السكان على مستوى الجمهورية؛ حيث يبلغ عدد سكانها التقديرى «8» ملايين نسمه تقريبًا بالمغتربين، ونسبة السكان 23 %  فى الحضر و77 %  فى الريف ، وتبلغ مساحة  المحافظة 4911 كم2، أى ما يعادل 1.072.470 مليون فدان، وهى ثانى محافظة من حيث المساحة الزراعية بعد محافظة البحيرة؛  حيث يأتى النشاط الصناعى  فى المرتبة الثانية بعد الزراعى، وتضم مدينتين صناعيتين؛ العاشر من رمضان والصالحية الجديدة، وبهما 2867 مصنعًا.

تضم محافظة الشرقية  13 مركزًا  و4 مدن و2 حى «أول، وثانٍ» الزقازيق و107 وحدات محلية قروية و509 قرى و3890 كَفرًا وعزبة ومدينتين صناعيتين «العاشر من رمضان، والصالحية الجديدة».

تبدأ جولتنا من محافظة الشرقية من مركز ومدينة الحسينية، التى تم اختيارها ضمن القرى المستهدفة لتطويرها، وتضم 29 قرية رئيسية و594 عزبة وكفرًا، وتمثل أول مركز من حيث مساحة محافظة الشرقية، أى بنسبة 27.65 % من مساحة المحافظة، وسُميت بالحسينية نسبة إلى السلطان حسين الثانى. وكان يطلق عليها قبل ذلك «تل فرعون» ثم «تل نفيس» وحتى الآن لاتزال هناك منطقة بالمركز تحمل اسم «تل فرعون» وهى منطقة أثرية.

فضلا عن أنها تضم عددًا من المناطق الأثرية والسياحية، منها منطقة صان الحجر التى تزخر بالعديد من المعابد الحجرية الضخمة التى يتزعمها المعبد الكبير للإله آمون بتماثيله ومسلاته وأبياره، والمقابر الملكية الخاصة بفراعنة وملوك الأسرة 21 و22 والمقابر الحجرية الغنية بنقوش دينية.

وتضم  الشرقية 115 موقعًا أثريّا ما بين آثار فرعونية وقبطية وإسلامية من أهمها: «منطقة صان الحجر، منطقة تل بسطة، متحف أحمد عرابى، متحف جامعة الزقازيق».

 جزيرة سعود بمركز الحسينية

ومن قرية جزيرة سعود بمركز الحسينية، تبدأ جولتنا، التى تشهد أعمال إحلال وتجديد لخط المياه فى طريق «سعود- بحر البقر»، التى جارى الانتهاء من استكمال باقى الأعمال لتوفير كوب مياه نظيف لأهالى القرية.

وكما أكد لنا إبراهيم غانم، أحد أهالى القرية، أن أهالى القرية ينتظرون الانتهاء من إنشاء محطة مياه للشرب؛ نظرًا لأن المياه الموجودة لا تصلح للاستخدام الآدمى، ونلجأ لشراء المياه يوميّا لاغراض الطهو، من خلال محطات فلاتر خاصة، بدلًا من صرف أموال بصفة مستمرة على شرائها، وتعد عبئًا لدى الأسر الأكثر احتياجًا، قائلًا: «بيتى مفيش فيه مَيّه نشرب منها النهارده بسبب تأخر سيارة توزيع المياه، نتمنى فى هذه المبادرة وصول الدعم لمستحقية الفعليين؛ لأن الناس الغلابة معدومة ومنازلهم لا تصلح للسكن بها بسبب تهالكها وسوء حالتها وعدم وجود أسقف وتحوى القوارض والثعابين، أمّا بالنسبة للصرف الصحى، فالقرية معدومة والبلد عايمة على بركة مَيّه بيعملوا طرنشات يتم كسح المياه من خلالها أسبوعيّا، وهى عبء مادى على المواطن البسيط الذى يدفع 50 جنيهًا فى النقلة».

 جزيرة عليوة

ومن جزيرة سعود توجّهنا على بُعد أمتار قليلة على طريق جزيرة عليوة، التى يتم عليها أعمال تنفيذ مد خط مياه جديد فى إطار تنفيذ مشروع المياه والصرف الصحى بقرية جزيرة سعود.

وأثناء تواجدنا فى جزيرة سعود التقينا الحاجة هدى العادلى، التى قالت لنا إن مبادرة «حياة كريمة» هى طوق النجاة لينا، وتعكس حرص الرئيس السيسى على تحقيق الحياة الكريمة لجميع المصريين، وإدراكًا منه أن ثمار التنمية يجب أن تصل للجميع لتلبية احتياجاتهم لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالقرى الفقيرة لتوفير الخدمات الأساسية للفئات الأولى بالرعاية.

 فرحة فى قريتَى الحجاز وأبو عامر 

ومن جزيرة سعود إلى قرى «الحجازية ومنشأة أبوعامر وأرض الفدان» الآلاف من الأهالى هناك كانوا يعانون من تدنى مستوى الخدمات المقدمة لهم، إلى جانب التعديات على الأراضى الزراعية وتراكم تلال القمامة، إضافة إلى المبانى الحكومية المتهالكة ووحدات طب الأسرة التى تعانى من الإهمال الشديد، ما يُعد مأساة حقيقية يحياها البسطاء الذين خرجوا من حسابات المسئولين وتصاعدت معها حدة الاتهامات الموجهة ضدهم.

فعند دخولك للقرية كأنك عبرت عبر بوابات  لقرى خارج الحياة؛ فأعمدة الإنارة متهالكة والشوارع مظلمة والطرُق متسخة والبيوت تجتاحها السيارات لرفع مياه الصرف الصحى وآخرون يبيعون مياه الشرب.

وكما قال لنا منصور العزيزى- من أهالى قرية الحجازية- إن قريته ومنشأة أبوعامر التابعتين لمدينة الحسينية، التى يتعدى سكانهما الـ20 ألف نسمة، تعرضتا لإهمال شديد وتدنى مستوى الخدمات، وأصبحت المبانى الحكومية، سواء وحدة الشئون الاجتماعية أو الزراعية، التابعتين لقرية منشأة أبوعامر، متهالكة وآيلة للسقوط، وكذلك المستشفى تم إحلاله وتجديده عام 1990، وتزويده بالأجهزة الطبية اللازمة لاستقبال المرضى فى بداية التسعينيات.

وأوضح أن أعمدة الإنارة العمومية لم تتغير منذ عام 1981 مما يجعلها فى غاية الخطورة على المواطنين، بالإضافة إلى عتمة الشوارع. وقال إن الجزء الأكثر مشكلة هو الصرف الصحى لدينا؛ لأن علينا تنظيفها كل أسبوع، وهذا الحل باهظ الثمن علينا ولا توجد مياه للشرب مما دفعنا إلى استخدام الجراكن غير الصحية. 

واستكمل الحديث معنا منتصر العوادلى- أحد الاهالى- قائلاً إن المستشفى التكاملى صرح طبى تم بناؤه منذ سنوات عديدة ولم يتم استغلاله، ولا يوجد به رعاية صحية، وأقرب مستشفى هو الحسينية، وهو بعيد جدّا ، ومن أهم مطالبنا إنشاء الملاعب الرياضية ومراكز الشباب، فكان لدينا مركز من دون ملعب ثم تم إغلاقه بقرار من مديرية الشباب لعدم مطابقته للشروط الفنية.

 قرية منشية أبو عامر 

وعلى بُعد عدة كيلومترات من مركز الحسينية تقع قرية منشأة أبو عامر، التابعة للوحدة المحلية بسماكين الغرب، التى تم اختيارها ضمن  مبادرة «حياة كريمة»، وبها 22 تابعًا؛ حيث أكد لنا سيد وفائى- أحد الأهالى- إن القرية تحتاج إلى غاز طبيعى للتخفيف عن الأهالى من حَمْل أسطوانات الغاز والسير بها مسافات طويلة، فضلا عن مكتب بريد يخدم كبار السّن وأصحاب المعاشات فى صرف معاشاتهم الشهرية التى يضطرون للذهاب إلى المدينة للحصول على مستحقاتهم.

 قرية أرض الفدان

وفى قرية أرض الفدان التابعة لمركز أبوكبير انتشرت ظاهرة تجريف الأراضى الزراعية وزيادة المساحات التى تم تبويرها فى الآونة الأخيرة، ما أدى إلى نقص المساحات الخضراء، وكما حكى لنا بدوى خلف- أحد الأهالى- قائلا إن القرية تعرضت فى الفترة الأخيرة لإهمال من قبل المسئولين، وإن بعضهم تواطأ مع مافيا الأراضى وأعطاهم فرصة للتغوُّل داخل الرقعة الزراعية وتبويرها لإعادة البناء عليها دون رقيب أو حسيب، وزادت نسبة المبانى بالمنطقة فى ظل عدم وجود رقابة. مطالبًا وزير الزراعة ومحافظ الشرقية بالتدخل لإنقاذ الرقعة الزراعية من التجريف والبناء.

وفى جولتنا التقينا سامى معجل- رئيس مركز ومدينة الحسينية- الذى أكد لنا أن مبادرة «حياة كريمة» سوف تعيد الحياة مرّة أخرى لأهالى مركز الحسينية، الذين عانوا على مدار حقب زمنية طويلة الأمَد، من انعدام البنية التحتية والخدمات، التى هى أبسط حقوق المواطن البسيط والأكثر احتياجًا للعيش فى حياة كريمة للارتقاء بمستوى المعيشه. قائلا إنه تم اختيار 41 قرية و710 توابع «بمركز الحسينية»، بمحافظة الشرقية، ضمن المرحلة الأولى؛ لإحداث تنمية شاملة ومستدامة، بتكلفة تقدر بنحو 11 مليارًا ونصف المليار.

وقال إن يد التطوير امتدت إلى جميع القطاعات، بدءًا من البنية التحتية وشبكات الصرف الصحى مرورًا بالقطاعات الخدمية، ففى مجال الطب البيطرى تتضمن خطة تطوير إنشاء 2 مجزر نصف آلى وتطوير المجزر الحالى وإحلال وتجديد 10 وحدات بيطرية لتقديم الخدمات البيطرية للثروة الحيوانية والداجنة، وإنشاء وتطوير وصيانة مراكز شباب فى 41 قرية، وإنشاء أيضًا محولات وشبكات وأكشاك كهربائية وتزويد تلك القرى بأسلاك وأعمدة إنارة، وتزويد القرى بـ 13 سيارة و3 لوادر و4 سيارات إطفاء.

وفى نهاية جولتنا بالمحافظة ، أكد لنا الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، أن الجهاز التنفيذى بالمحافظة يعمل بكل طاقته لإنجاز المبادرة الرئاسية؛ لتطوير 41 قرية و740 تابعًا وعزبة فى مركز الحسينية التى وقع عليها الاختيار  لتطويرها. مؤكدًا على سرعة الانتهاء من الرسومات والمقايسات الهندسية لتنفيذ المشروع، الذى سيغير وجْهَ الحياة بقرى مركز الحسينية ويقدم أفضل الخدمات لسكانها ويعمل على الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى والصحى. 

وأشاد محافظ الشرقية بالجهود المبذولة، التى تدعو للاطمئنان بأن الأعمال سوف تنتهى بجودة عالية، ووفقا للتوقيتات المحددة، وكذلك التنسيق الدائم والمستمر مع الأجهزة التنفيذية لتنفيذ مبادرة «حياة كريمة» بقرى مركز الحسينية لتغيير واقع الحياة على نحو أفضل وأشمل لمواكبة الجهود التنموية التى تشمل كل القطاعات بالدولة.

وأكد محافظ الشرقية أن القيادة السياسية تولى اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ مبادرة «حياة كريمة» للارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى والصحى للأسر الأكثر احتياجًا بالقرى؛ لإحداث تنمية شاملة بالريف المصرى وتمكينها من الحصول على الخدمات الأساسية بما يتناسب مع المشروعات القومية التى تنفذها الدولة المصرية.

ووجَّه المحافظ الجهات المشاركة فى تنفيذ المبادرة  بالتنسيق والتعاون وترتيب كل المشروعات التى تم إدراجها بخطط التطوير وإنجازها على أرض الواقع لإحداث تنمية شاملة بالريف المصرى.

ويقول د. ممدوح غراب محافظ الشرقية، إن مركز الحسينية يمثل 31 % من مساحة المحافظة الكلية، وهو مركز ذو طبيعة ريفية، ورُغم اتساع مساحته؛ فإنه يفتقر منذ سنوات بعيدة للخدمات الأساسية، والتطوير لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين والأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا فى تلك القرى.

وأكد المحافظ أن التطوير يشمل 14 قطاعًا، منها إحلال وتجديد شبكات المياه ومد شبكات جديدة لتوفير مياه الشرب النقية لأهالى القرى التى وقع الاختيار عليها، كما يتم إنشاء 3 محطات معالجة و10 محطات رفع وشبكات انحدار بأطوال وأقطار وأعماق مختلفة؛ وذلك للحفاظ على البيئة من التلوث، كما سيتم إنشاء 272 فصلًا دراسيّا فى 26 مدرسة؛ وذلك لتخفيف الكثافة الطلابية والقضاء على نظام الفترتين والارتقاء بمنظومة التعليم.

وأضاف إنه سيتم لأول مرة إنشاء شبكة غاز للقرى المستهدفة بالكامل، باعتباره أحد المصادر النظيفة للطاقة، وأيضًا سيتم رصف أكثر من 500 كيلو متر بعرض 6 أمتار؛ وذلك لتنشيط الحركة التجارية وربط القرى ببعضها، وتبطين 7 ترع بأطوال 21 كيلو مترًا ورفع كفاءة 13 كوبرى، بالإضافة إلى إنشاء وتجديد 24 وحدة صحية و9 نقاط إسعاف داخلية، وإنشاء 7 وحدات اجتماعية لاستقبال الأسر محدودة الدخل وإجراء الأبحاث الاجتماعية لها التى تمكنهم من صرف المساعدات المالية المختلفة.