الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. إليزابيث  سارقة الألماس

عكس الاتجاه.. إليزابيث سارقة الألماس

وما كان «هارى» ليدرى وهو يفتح النار على جدته ملكة بريطانيا فى حواره مع أوبرا وينفرى على إحدى قنوات التليفزيون الأمريكية أن بلادًا كثيرة كانت تنتظر تلك الهجمة المباغتة، وأن شعوبًا كانت مصطفة وصابرة منذ مئات السنين، منذ خمسة قرون، منتظرة لحظة قدرية كهذهِ لتطلق أسلحتها الثقيلة الصدئة من طول الانتظار فى رأس وقلب إليزابيث وفى عمق القصر والإمبراطورية. 



وما كان أحد فى العالم يصدق ردود الفعل العنيفة الصادرة عن المواقع والصحف الإفريقية بالذات وتحديدًا، ومن شعوبها الأحرار، ومن الأفارقة فى بريطانيا نفسها وفى أمريكا - أحفاد العبيد الذين سِيقوا إلى بلاد الفرنجة منذ مئات السنين.يوم احتُلّت أراضيهم ونُهِبت خيراتهم وانتُهكَت نساؤهم - والذين لَمّ ينسوا ثأرهم القديم مع الملكة ابنة الأسياد.

وكانت قد احتفلت أو (حَفلَتْ) مواقع وصحف أفريقية ومعهم قبائل وأقوام من البلاد التى أذلها الاستعمار الإنجليزى، احتفلوا وحَفّلُوا  على السوشال ميديا على إليزابيث ابنة الحسب والنسب، متهكمين عليها لأقصى حد مسموح، وقد حددوا معركتهم مع الملكة فى سياقين اثنين لا غير: الأول يقول إن الملكة «حرامية»، سارقة الألماس الأفريقى، فهى تمتلك أكبر ماستين فى الوجود، الأولى مُسمّاة بـ«نجم أفريقيا العظيم» ومرشوقة فى صولجانها، والثانية، مُسمّاة بـ«نجم أفريقيا الثانى» ومرشوقة فى تاجها، وقد سُرِقت الماستيْن أيام احتلال الإمبراطورية البريطانية لجنوب أفريقيا، وتُقدّر أسعارهما بـ5 مليار دولار وليس استرلينى، هكذا كتبت الصحف والمواقع الأفريقية.

أما السياق الثانى فقد تركز فى شجرة العائلة الكريمة، فى الأصول التى انحدرت منها إليزابيث، وقد أجمعوا بعد أن فرشوا لها أوراق شجرة العائلة أن أصولها أفريقية سوداء، وأن جدتها عبدة أفريقية حملت فيها سفاحا  فالملكة «صوفى شارلوت» زوجة الملك جورج الثالث تنحدر من ابن غير شرعى بعشيقة إفريقية اسمها «مادراجانا» مولودة عام 1249 وجُلِبَت إلى البلاط الملكى البرتغالى كخليلة للملك أفونسو الثالث وهى حكاية كانت متداولة على استحياء ولم يكن يؤكدها أحد ولا ينفيها أحد، وظلت حكاية تشبه الخرافات التى تخرج وقت اللزوم المكايدة أو فى الذكرى والمواسم إلى أن تم تأكيدها وبالأدلة وبالأسماء والتواريخ.

من كان يصدق أن إليزابيث التى كانت متخوفة من لون «آرتشى» ابن حفيدها هارى، هى نفسها سليلة وحفيدة امرأة أفريقية عبدة خليلة لأحد ملوك البرتغال، فلا هى من نسل أبيض صافى ولا هى من نسل ملكى صافى.

إليزابيث الأفريقية التى قتلت ديانا زوجة ابنها لأنها عشقت مصريا أفريقيا وكادت تقتل ميجان الأفريقية الأمريكية زوجة ابن ديانا لولا أن هرب بها زوجها وفر من مؤامرات الجدة العجوز هى الأخرى ليست أفضل من ميجان ولا من دودى الفايد.

إلا أن الأمر الأهم هنا هو ما يجب أن نتعامل معه بالعكس، بمعنى أن نقلب عليهم الترابيزة، ونذكرهم بأن هذا الكشف يؤكد أن أفريقيا هى التى تحتل بريطانيا وتحتل أمريكا وتحتل البرتغال وبلاد كثيرة وليس العكس، وأن العبيد الذين جلبوهم لبلاد الفرنجة صاروا ملوك البلاد ورؤساءها، فالأفارقة لم يعودوا عبيدا، والعبيد أنجبوا أسيادًا وصاروا حكاما وأهم أسماء مثل «إليزابيث» و«باراك أوباما» وربما «ميجان ماركل» التى تتردد شائعات بقوة أنها ستجرى صوب انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، وهو الخبر الذى أسر به تونى بلير للصحف البريطانية ولم تصرح به علانية ميجان ماركل.

الحوار القنبلة التى أجرته الملكة المتوجة السوداء الأفريقية حفيدة العبيد «أوبرا وينفرى» مع هارى وميجان فتح أبواب جهنم الحمراء على ملكة بريطانيا وعرسها وتاجها المسروقة جواهره من جنوب أفريقيا، وكانت بريطانيا قد استعمرت بجانب جنوب أفريقيا كلًا من نيجيريا وكينيا وغانا ومصر والسودان والصومال وجامبيا وسيراليون.

فى العام الماضى كان المتحدث باسم قصر باكنجهام: «بوسطن جلوب» قد اعترف تحت إلحاح أسئلة الباباراتزى، بالأصول الإفريقية للملكة إليزابيث.

وكان الرسام الأسكتلندى «آلام رامزى» قد جسد جدة الملكة فى إحدى لوحاته التى تحكى تفاصيلها قصص العبيد، ورسم جدة الملكة بأنف إفريقى مفلطح ولون خلاسى.

ما فعله هارى هو

هارى، ماذا فعلت بجدتك يا هارى؟؟

يقول دفنتها فى قبر أمى، أليس هذا هو العدل؟