الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
 أحلف بسماها.. هل تختفى القمامة يومًا من حياتنا؟ (1)

 أحلف بسماها.. هل تختفى القمامة يومًا من حياتنا؟ (1)

لم تستطع الحكومات المتعاقبة على مدار أربعين عاما مواجهة ظاهرة تغلبت عليها معظم بلاد العالم متقدمة أو نامية، وهى مشكلة القمامة فى مصر وبالتحديد المخلفات البلدية التى قدرت حسب آخر الإحصاءات بـ 26 مليون طن سنويًا، وضعت الاستراتيچيات والخطط والحلول وتوفرت الميزانيات وجُربت كافة الوسائل التى ثبت فشلها.. مرة استقدام شركات أجنبية للنظافة ومرة أخرى شركات خاصة محلية ومرة ثالثة العودة لهيئات النظافة، وتتزامن معها محاولات للحل مثل إلغاء الجمع المنزلى والاعتماد على صناديق القمامة الضخمة التى حولت الشوارع كلها إلى مقالب زبالة، ثم العودة للجمع المنزلى مرة أخرى.



ويظل الخطأ الكبير والمصرة عليه معظم فئات الشعب عدم الفصل من المنبع مما يزيد حجم المشكلة، ثم تأتى المرحلة التالية كيفية تصريف القمامة بإعادة تدويرها ودفن المتبقى منها فى مدافن ثبت بعد فترة وجود أخطاء جسيمة فى تصميم البعض منها، تسببت فى تلوث التربة وآبار المياه الجوفية نتيجة تسرب ترشيحات المخلفات المدفونة، علاوة على إغلاق عدد منها لامتلائها.

ولأن القيادة السياسية قررت حل المشاكل العظمى المتراكمة لسنوات من جذورها ومنها كارثة المخلفات، فقد طالبت بكل حزم إنهاء تلك الظاهرة خلال مدة محددة، واستخدام أفضل الوسائل العلمية والتكنولوچية لضمان عدم الفشل الواقع طوال السنوات الماضية، لذلك تم وضع قانون المخلفات الجديدة 202 لعام 2020 الذى تصدر لائحته التنفيذية خلال الأيام القادمة، بوضع إطار تشريعى منظم لعملية تداول وإدارة والاستثمار فى المخلفات، بدءًا من الجمع والمحطات الوسيطة ثم الاستفادة من مكونات المخلفات فى مصانع التدوير أو تحويل المخلفات إلى أسمدة أو توليد الطاقة ودفن المتبقى والمفترض ألا يزيد على 10 ٪‏ فقط من المخلفات حتى تكون إدارة المشروع ناجحة اقتصاديا وبيئيًا.

تحقيق النجاح الملموس أمام المواطنين كما يأمل المشاركون فى المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات، يعنى أن تختفى المقالب العشوائية تمامًا من جميع المحافظات بنهاية العام القادم، وبالفعل تم التخطيط لرفع كفاءة الجمع إلى 90 ٪، وتم وضع ميزانيات محددة لكل مراحل المنظومة بدأت برصد 1٫7 مليار جنيه للمرحلة الأولى، وهى إقامة 30 مدفنا صحيا آمنا فى 16 محافظة يمكن زيادتها فى المستقبل، وبمتابعتى الميدانية للمرحلة الأولى فهى بالفعل تسير بنجاح، لكن لأنه كما يقولون «الشيطان يكمن فى التفاصيل» فهناك منغصات قد تؤثر فى سير المنظومة عاصرتها بنفسى.. وللحديث بقية.