الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أحلف بسماها .. أسطح العمارات بين الماضى والحاضر

أحلف بسماها .. أسطح العمارات بين الماضى والحاضر

أتذكر من خلال الصور والأفلام التسجيلية والسينمائية كيف كانت القاهرة فترة الثلاثينيات وما تلاها تضاهى عواصم أوروبا فى طرز مبانيها، ونظافة شوارعها، وكانت الإسكندرية تتفوق على مدن وموانئ البحر المتوسط الأوروبية فى جميع مظاهر الحياة، حيث كانت ملجأ الأرمن واليونانيين والإيطاليين والفرنسيين، حتى مدن ومراكز المحافظات كانت كل منها تتميز بتاريخ وطبيعة أهلها القاطنين بها، وكانت النظافة والرقى والبساطة هى ملامح مصر فى ذلك الوقت، وكانت أسطح العقارات فى مصر لا تختلف عن الشكل الحضارى للأبنية والطرق، من حيث الاهتمام بالنظافة، فكانت أسطح عمارات الأحياء الراقية تتميز بالشكل الجمالى وانتشار أصائص النباتات والأزهار وسطها وعلى أسوارها، لتبدو كحدائق علوية، وكذلك أسطح منازل الأحياء الشعبية كانت تستخدم كمناشر للغسيل، وجلسات العصارى والسمر، فيقوم السكان بتنظيفها وتنسيقها بشكل مستمر ولا يمنع من وجود غية حمام تملأ السماء فتعطى إحساسًا مبهجًا بجمال السطح .



للأسف على مر السنوات تبدلت مظاهر الرقى والبساطة والنظافة فى عاصمة مصر وأقاليمها لتحل محلها مظاهر القبح والإهمال وانتشار القمامة ذات الروائح الكريهة فى الشوارع والطرقات، ولم تفرق بين حى راقٍ وشعبى، وبالطبع لم تسلم أسطح العمارات التى تحولت إلى مقالب لمخلفات البناء ومخازن للأخشاب والحديد، وامتلأت بالحشرات والقوارض والزواحف.. وتكفى جولة بسيارة فوق كوبرى علوى أو استخدام طائرة هليكوبتر لتشاهد أسوأ المناظر تغطى ثروة عقارية تمثل طرازًا تاريخيًا يجب الحفاظ عليه، أو مبان فاخرة تباع فيها الوحدة السكنية بالملايين، وكلها مهددة بالضياع نتيجة الاستخدام غير الرشيد لأسطح ومواسير المياه أو الصرف الصحى.

  أكتب الآن عن الاستخدام غير الرشيد للأسطح  لأن الدولة بتوجيهات الرئيس السيسى تسعى لإزالة العشوائيات فى كل أنحاء مصر، والحفاظ على المبانى ذات الطرز التاريخية، والأثرية، مثل القاهرة الخديوية، وأيضًا الحفاظ على الثروة العقارية، فليس من الطبيعى بعد إجراءات تجميل وطلاء المبانى وتوسعة الشوارع أن تظل الأسطح على سوء حالها، على اعتبار أنها غير مرئيّة، فلا بد أن يتم التفتيش الدورى على جميع العقارات بكل مرافقها من قبل المحليات كما كان يحدث من قبل بقيام موظف الحى ومعه مفتش الصحة للتأكد من الالتزام بمعايير السلامة الإنشائية والصحية ليتم معاقبة وتغريم أصحاب العقارات والسكان المخالفين حرصًا على الصحة العامة أو نظافة وسلامة العقار.. نتمنى عودة الوجه المشرق لمباني مصر بتيجانها البراقة أو أسطحها.