السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 الحجار يُفكّر ويُفكّر ويُفكّر ويُفكّر!

الحجار يُفكّر ويُفكّر ويُفكّر ويُفكّر!

الفنان أمام الكاميرا أو فى الاستوديو، ليس هو الإنسان بعيدًا عنهما، المسافة تتسع أو تضيق، لا أتحدث عن تصدير صورة ذهنية لتسويقها، ولكن قدرة كل فنان على امتلاك ناصية التعبير عن أفكاره، عندما أتابع عددًا منهم، أجد القليل منهم يملك اختيار المفردات، وكأنه بيرم التونسى فى رائعته (شمس الأصيل)  أو فى الحد الأدنى (الريس بيرة) مؤلف (السح الدح إمبوه).



لم ألحق زمن بيرم، ولكن التقيت خليل محمد خليل الشهير بالريس (بيرة)، وكان ينزعج من إصرار الإذاعة المصرية على عدم ذكر اسم الشهرة (بيرة)، كتب مثلاً لشريفة فاضل (أسمر يا سمارة يا أبودم خفيف)، وكان رأيه أنه قصد بالأسمر أبودم خفيف الرئيس أنور السادات، هذا هو أيضًا رأى مطربتنا الكبيرة  شريفة فاضل، متعها الله بالصحة والعافية.

المقدمة طالت أكثر مما ينبغى، قبل أن أتحدث عن واحد من أطيب خلق الله، لم أرتبط به مع الأسف بصداقة، إنه على الحجار، تابعته مؤخرًا فى الحوار الذى أجراه معه فريق من «روزاليوسف» يقوده أحمد الطاهرى رئيس التحرير، قرأت الحوار، حتى أفهم بالضبط ما الذى يريد أن يؤكده أو ينفيه، فى كل مرة لا أستطيع أن أعثر على إجابة قاطعة، دائمًا هناك خط رجعة، ثُقب فى جدار الإجابة، يتيح له أن يقول لم أدلِ بالضبط بهذا التصريح.

 الحجار يشعرنى قبل الإجابة يفكر ويفكر ويفكر ويفكر، ثم بعد فترة صمت يفكر ويفكر ويفكر وبفكر، ثم يتأمل ويفكر ويفكر ويفكر حتى ينتهى كل المتاح لى من كلمات فى هذه الصفحة، وهو يفكر ويفكر ويفكر ويفكر، لهذا أترك لكم أن تتخيلوا كم الأفكار والتراجعات، التى تنهال عليه كل (فيمتوثانية).

مؤسسة «روزاليوسف» هى المعقل الأساسى تاريخيًا للحجار ومنير، تتأكد من ذلك لو استعدت أرشيف «روزاليوسف» و«صباح الخير»، ورغم ذلك إجابات الحجار عادة لا تروى العطشان، لأنه يفكر فى السؤال الثانى، قبل إجابته للسؤال الأول، ولهذا يجيب عن الأول وهو يقصد الثانى، أتذكر فى حوار مع مجلة «الإذاعة والتليفزيون» قبل نحو أسبوعين سألوه: هل استمعت إلى (بنت الجيران)؟ فتوقع الحجار إذا جاءت الإجابة بنعم أنه سيواجه بالثانى ما رأيك، أخذها (من قصيرها) فقال: آسف لا أعرف من هى (بنت الجيران)، فى «روزاليوسف» سألوه: ماذا تفعل فى ملف المهرجانات لو كنت نقيب الموسيقيين؟ بينما كان يفكر فى السؤال الثانى فقال: أنا  ضد المنع، ولكنه خاف أن يُغضب هانى شاكر، فأضاف أنه يطلب من النقابة أن تلعب دور الرقابة وتمنع هى، هل أنت مع المنع أم ضده؟ يترك كل إنسان يفهمها (على قد علامه)، ثم فكر فى السؤال الثانى الذى لم يفكر فيه أحد غيره، هل توافق على أن تصبح نقيبا للموسيقيين؟ وبدون سؤال أجابهم: أنا أساسًا لا أعرف كيف أدير أبسط الأشياء فى حياتى، وتحدثوا عن المشايخ والغناء فقال أنهم علمونا الغناء فالتبس الأمر، لأن لقب شيخ فى المفهوم الشعبى، هو من يقرأ القرآن أو درس علوم القرآن، بينما الجزء الأكبر من المصريين، كانوا يدرسون فى (الكُتاب) القرآن، سواء أكمل أو لم يكمل، يظل فى الضمير الجمعى المصرى شيخًا، حتى لو كان يغنى يوميًا فى الملاهى الليلية، ليت الحجار يترك العنان لمشاعره ويجيب مباشرة عن السؤال الأول، بدون تفكير فى إجابة الثانى، لكنه أبدًا سيظل يفكر ويفكر ويفكر ويفكر! >