
طارق الشناوي
دُرة صارت ضرة.. طب أنت مالك!
فجأة صارت هى (التريند) وليس فستانها، انتهى قبل أيام مهرجان (الجونة)، كانت (الميديا) تبحث بين ما ترتديه الفنانات،عن الأكثر إثارة وغرابة وتحررًا، القسط الوافر منهن شاركن فى هذا التسابق ومع سبق الإصرار، كل منهن استعدت بكل ما أوتيت من جرأة، نتيجة السباق كان يتم إعلانها مع نهاية السهرة يوميًا فى (السوشيال ميديا)، ومن تلقى هزيمة تستعد لمباراة ثأرية فى الليلة التالية على (الريد كاربت)، درة من الواضح أنها كانت مشغولة بارتداء شىء آخر بالنسبة لها أهم من الفستان، إنها دبلة الزواج.
تزوجت دُرة، صار الكل يدلى بدلوه فى موضوع خاص جدًا، تفاصيله لا تعنى سوى أصحابه، جاء التحليل الأول فى علاقة تابعناها عبر الزمان وهى زواج (النجمة والملياردير)، الجميلة تختار رجل الأعمال الثرى.
لا أحد من حقه الدخول فى النوايا، الاختيار حق لكل إنسان، وجدوا تلك الثغرة فهى الزوجة الثانية، القانون فى مصر لا يمنع الرجل من الزواج مثنى وثلاث ورباع، بينما فى بلدها تونس منذ زمن الحبيب بورقيبة فى الستينيات، لا يوجد سماح بالجمع بين زوجتين، إحدى النائبات السابقات فى تونس، والمؤكد عدد آخر من النساء، وجدن أنها بزواجها تضرب عرض الحائط بإنجازات المرأة، من حق المرأة التونسية أن تعتبر ما أقدمت عليه دُرة تراجعًا، وعلى الجانب الآخر هى تتحمل المسئولية أمام الشارع والرأى العام التونسى، يعاقبها أو يتسامح معها، رغم أن «درة» أكدت أن زوجها مُطلق منذ مدة وأنها ليست «ضرة».
الناس كثيرًا ما تُصبح طرفًا فى الحياة الاجتماعية للمشاهير، من أشهر الحكايات مثلاً زواج أم كلثوم من الموسيقار محمود الشريف، كانت الجماهير طرفًا فاعلاً فى عدم إتمام زواج فنانة الشعب من الموسيقار السكندرى، الحكاية بدأت عام 1946 عندما كتب مصطفى أمين فى (أخبار اليوم) مقالاً عنوانه (خطوبة أم كلثوم من محمود الشريف)، أرادت أم كلثوم تهيئة الرأى العام لتقبل الزواج من الشريف، سألها كاتبنا الكبير: هل تواصل الغناء أم تتوقف لو طلب منها محمود الشريف؟ جاءت الإجابة التى صدمت الرأى العام (الأمر له وما يريد)، وتدخلت عوامل متعددة لتضع كلمة النهاية الحزينة.
الجميع داخل الوسط الفنى كان على علم بتلك العلاقة، دخول الرأى العام طرفًا كان هو العامل الحاسم لإنهائها. لم تجد ترحابًا فى الشارع، كان السؤال: كيف تخرج أم كلثوم من المأزق؟ قررت أن تُهيئ مجددًا الرأى العام لتبدأ خطة الانسحاب خطوة خطوة، طالبت الشريف بالتحلى بالصبر وانتظار هدوء العاصفة، إلا أنه كان سريع الانفعال فخلع دبلة الخطوبة، وأجرت حوارًا ثانيًا مع مصطفى أمين عنوانه (جنازة حب)، قالت فيه (إنها لم تكن تعلم أن الشريف متزوج، وأنها لا يمكن أن تبنى سعادتها على أنقاض امرأة أخرى).
الشريف قال لى فى كتاب أصدرته عنه (أنا والعذاب وأم كلثوم)، أنها كانت تأتى له فى المنزل وأكلتها المفضلة (الملوخية والأرانب) من طبيخ زوجته السيدة فاطمة، الجمهور صدق ما أعلنته أم كلثوم، رغم أنها تزوجت بعد نحو تسع سنوات من صديقه طبيب الأمراض الجلدية حسن الحفناوى، وكانت هى أيضًا الزوجة الثانية، ولم تجد أى مدعاة لشرح الأسباب.
انشغال الناس بحياة النجوم ظاهرة عالمية، لا تفرق بين شرق وغرب، ولكن حرية الاختيار العاطفى واحدة من حقوق البشر ولا تفرق بين مغمور ومشهور، دُرة صارت «ضرة».. طب أنت مالك، وعلى طريقة محيى إسماعيل (إللى بعده)!>