الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
التعليم أونلاين

التعليم أونلاين

لولا فيروس كورونا وما جره علينا من حبس إجبارى فى المنازل، ما عرفنا قيمة وفائدة التعليم الإلكترونى (أونلاين) الذى تأخذ به الدول المتقدمة منذ فترة طويلة، فهو تعليم موفر للوقت وللجهد وللمال فى آن واحد، خاصة بعد اجتياح الفيروس للعالم بأجمعه، فبات الأخذ به ضرورة تحتمها الظروف حفاظًا على أبنائنا الطلاب، كما أنه أصبح ضرورة لنظام التعليم المصرى نستطيع من خلاله تحقيق التحديث الشامل لنظام التعليم الأساسى فى مصر بعناصره المختلفة، خاصة فيما يتعلق بالتحول الرقمى والشق التربوى فى التعليم المصرى الجديد، وهذا تحديدًا ما صرح به تفصيلاً وزير التربية والتعليم الفنى الدكتور طارق شوقى، قبل بداية العام الدراسى الجديد، والذى سوف يتضمن نظام امتحانات جديدًا وتصحيحًا إلكترونيًا، وتطويرًا لنظام الثانوية العامة،.. مشروعات تطوير شاملة جميعها ستكون قيد التنفيذ فى العام الدراسى 2020/2021 ويأتى فى مقدمتها تطبيق التعليم (الهجين) الذى يأخذ بحضور الطلاب إلى المدرسة لعدد معين من الأيام، بالإضافة إلى التعليم الأون لاين الذى يشرح جميع المناهج المقررة عبر عدة وسائل تعليمية مساعِدة للطلاب من خلال منصات إلكترونية أطلقتها الوزارة كبديل عن الدروس الخصوصية، ويلزم الطلاب باستذكار دروسهم وحل واجباتهم فى المنزل، حيث تم إطلاق منصة البث المباشر للحصص الافتراضية، التى تتيحها الوزارة للتواصل المباشر بين المعلمين ذوى الخبرة والطلاب، من خلال لقاءات مباشرة يتم الإعلان عنها، على المنصة، طبقا للجداول المتاحة، وتهدف المنصة إلى تواصل فعال بديل للحصص المدرسية، عبر شبكة الإنترنت باستخدام برامج التعليم عن بعد، كما يمكن للطالب متابعة التسجيلات على قناة وزارة التربية والتعليم على موقع يوتيوب، كما أعلنت الوزارة عن توفير قنوات تليفزيونية تعليمية يتم بث الدروس عليها وإتاحتها للطلاب،.. وفى ضوء تفعيل مبادرة التعلم عن بعد، تم إعلان تفاصيل إطلاق أول منصة إلكترونية للدروس الخصوصية، هذا بخلاف توقيع الوزارة بروتوكول تعاون مع إحدى شركات الاتصالات لتقديم خدمات الاستضافة وتوفير البنية الأساسية اللازمة، لتشغيل وإدارة منصة رقمية للدروس الإلكترونية تطلقها الوزارة لمدة ثلاث سنوات، تتيح للطلاب الوصول إلى محتويات المناهج التعليمية بكل سهولة ويسر،.. يذكر أن المجلس الأعلى للتعليم الجامعى سبق له وأن أعلن عن  نظام الدراسة والإجازات للعام الدراسى المقبل 2020-2021 والذى أكد فيه أيضا أن الدراسة ستتضمن أيضا الدمج بين الحضور للكليات والتعليم أون لاين، كل هذه الجهود مشكورة سواء من قبل وزارة التربية والتعليم أو التعليم العالى، ولا يستطيع أن ينكرها أحد، فبعيدًا عن حماية صحة أبنائنا الطلاب سيصبح التعليم المصرى الأساسى أو الجامعى متواكبًا مع أحدث النظم التعليمية فى العالم.. وهو ما ننشده ونتمناه جميعًا.. ولكن تظل هناك عدة استفسارات أو أسئلة حائرة فى هذا الشأن تشغل أبناءنا، وتقع مسئولية الإجابة عليها على أكثر من جهة سواء فى وزارتى التعليم والتعليم العالى أو وزارة الاتصالات والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات المسئول بالتبعية عن الشركات التى ستقدم خدمة الإنترنت التى من خلالها سيتم تقديم المحتوى التعليمى، حتى نضمن أن هذا النوع من التعليم سيأتى بنتائج إيجابية تصب فى صالح بلدنا أولًا وأخيرًا، مثل: هل يحقق التعليم عن بعد مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب؟، أقول ذلك لأن هناك من لا يتوفر لديه خاصية الدخول إلى الإنترنت حتى يستطيع الوصول إلى الدروس أو المحاضرات، كذلك ليس كل الطلاب لديهم مهارة التعامل معها أون لاين، لاسيما وأن هناك البعض من الأساتذة تشارك الدروس أو المحاضرات عن طريق برامج أخرى دون مراعاة الفروق بين الطلاب، ومن يضمن عدم انقطاع خدمة الإنترنت أو جودتها عن المنطقة التى يقطن بها طالب أو غيره؟، ومن يضمن أيضا معرفة أن أغلب الطلاب يجيدون التعامل مع هذه التكنولوجيا أو حتى التعامل مع الكمبيوتر أصلًا؟، ومن يضمن عدم وقوع السيستم مثلما حدث أثناء أداء الطلاب لامتحانات نهاية العام الدراسى الماضى؟ وخاصة أن الكلام عن توزيع (سيديهات) يعنى أنه لابد من وجود جهاز لوحى أو كمبيوتر فى كل منزل مصرى، ثم من يتحمل دفع ثمن باقات الإنترنت المرتفعة السعر والتى تنتهى خلال أيام سريعة ويشكو من ذلك الجميع؟ لأننى أعتقد أن رب الأسرة مثقل بأمور مادية أخرى لم يكن بالطبع من بينها باقات الإنترنت التى تنتهى قبل أن تستخدم، فما بالك باستخدامها يوميًا للدراسة والاستذكار، وأظن أن هذا الأمر تحديدًا كله فى يد وزارة الاتصالات والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، حتى ولو عن طريق تقديم باقات مدعمة على المواقع التى تقدم محتوى تعليميًا رأفة بالأسرة المصرية المحملة بأعباء مالية واقتصادية أخرى، وأخيرًا من يضمن أن المدرس أو الأستاذ قد تم تأهيله بدرجة كافية حتى نضمن أنه سيقدم الدعم اللازم لطلابه فى حالة احتياجهم لهذا الدعم، رغم تأكيدى أن اللقاء المباشر بين الطالب ومدرسه لا غنى عنه تحت أى بند خصوصًا فى السن الصغيرة، أسئلة مشروعة الإجابة عليها والتغلب عليها وحلها، مؤكد ستعطى أملًا وغدًا مشرقًا لطلابنا فى التعود على هذا النظام التعليمى الجديد الذى من المؤكد سينزع الخوف والتوتر والقلق من عقولهم جراء العمل بهذا النظام، الذى اضطرتنا له ظروف فيروس كورونا ونتمنى له النجاح حتى لا نتخلف عن باقى الدول شريطة توفير جميع سبل النجاح له.