
هناء فتحى
عن المرأة التى (انسخطت) طفلة بالبامبرز
.. ولن نكُفّ عن الأسئلة والاستنكار والشك ثُمّ إلقاء التهم كلها فى وجوه الرجال ونتساءل داخل قاعات محاكم ضمائر العدل الدولية- غير الرسمية تلك التى تتم فيها المؤامرات والمسالخ للبشرية- ونسألهم: لماذا تُصاب النساءُ وحدهن بالجنون ويفلت الرجال؟ فخطايا الرجال فى الكوْن كله تدلنا على آثار الجرائم العظمَى المنحوتة على أرواح النساء وعلى جيولوجيا الأرض أيضًا.. لن نتحدث عمَّن يُشعلون الحروبَ منذ فجر البشرية.. يقينًا لم يكونوا أو يكنّ نساءً!!..لذا سنتحدث عن النساء، فقط عن تلك المرأة من إنديانا/ أميركا، واسمها «ليكسى» ذات الاثنين والعشرين عامًا، التى تحولت شكلًا ومضمونًا إلى بيببى وليد عمره عامَيْن.. إلى طفلة لم تفطمها أمُّها بعد وتقول عند الجوع والبَلَل: واء واء.. Lexi، تلك المنسحبة التى قررت أو اُجبرَت- قهرًا أو هربًا- أن تتحول إلى طفلة عمرها عامان.. فكان أن استدعت حبيبَها البوى فريند سابقًا، وأخبرته بما ستفعله واختارته وحدَه تحديدًا ليقوم بتربيتها وبرعايتها وإطعامها وتغيير حفّاضاتها ووضْع «التتينة» فى فمها كلما بكت أو تبوّلت على نفسها، وتناديه بـ: «دادى» والدها الذى يحكى لها الحكايات الطيبة ويفتح لها التلفاز على برامج الكارتون ويشترى لها لعب الأطفال وينام بجوارها كطفلة مرتعبة تبغى الأمان، لا كامرأة وحبيبة سابقة. ويشترى لها ملابس تصميم أطفال ويصحبها إلى الملاهى فى الويكيند.
ولم نكن قد انتهينا بَعد من حكاية المرأة التى تحوّلت إلى دجاجة «تكاكى» وتشرب مياهًا من أطباق الفخار وتأكل خضروات وذُرَة شامى حتى تكَشّفت حالات النساء الكافكاويات المتحولات إلى مسخ وهوام فى أربعة أرجاء الدنيا.
قبل ذلك كانت حكايا النساء اللواتى عقدن قرانهن وتزوجن أرواح رجال ماتوا منذ قرون مثل (جونى ديب فى دور القرصان بفيلم «قراصنة الكاريبى»)، وتلك التى تزوجت جزءًا من سور كوبرى قديم متهالك وشهير.. كانت تلك حكايا نرويها على استحياء ومن قبيل الفكاهة والتندُّر وضياع الوقت.
الآن صارَ الأمرُ جَللًا ويلزمنا بالبحث والدراسة والعلاج النساء فى خطر محدق.. ستلاحظ أن أبرز وأكثر «المَوكوسات»، نساء كافكا المتحولات إلى مسخ أو إلى هوام لسْن من مجتمعات العالم الثالث بل من دول أوروبا وأمريكا.. وهذا لا يعنى مطلقًا أننا الأسعد ونعيش فى المجتمعات الأروع.. مطلقًا ليس كذلك.. نحن فقط ليست لدينا دراسات ولا مراكز بحثية تدرس وتحصر.. وليس لدينا نساء- معندناش حريم- يجرؤن على البَوح والكشف.
تستطيع أن تقول «كورونا» هى السبب.. كشَفَت وعرَّت..نعم هى التى كشفت المستور، لكن لم تصنعه.. «كورونا» زادت الأمرَ اضطرابًا وارتباكًا ونفورًا بين الجنسيْن و«حدفت» وألقت كليهما على طريقيْن متباعديْن لهما اتجاهان متضادّان لا يلتقيان سوى بالوضع الكافكاوى وليس الطبيعى.. كأن تتحول النساء إلى دجاجة أو طفلة لم يتم فِطامِها بَعد ويلقى الرجل على هيئته المرفوضة.
حكايا الاغتصابات الجماعية للبنات فى أربعة أرجاء الدنيا- ففى مصر حكايتان تداولتا فى المحاكم الآن يشيب لهما الوِلْدان - يمكن إدراجُها فى هذا السياق الذى نناقشه.. فالبنات والنساء اللواتى تم اغتصابهن وقهرهن وتم إذلالهن إن لم يحصلن على كامل حقوقهن- ولم يتم تهريب الجناة ولاد الأكابر خارج البلاد- ستتحول النسوة إلى دجاجات وصراصير وناموس وفيروسات كبَدية.
حكايا قتل الأزواج لزوجاتهم تلك التى تكشفت نسبتها العالية المرعبة أثناء العزل «الكورونى» وتم حصرها وكشفها فى تركيا وبريطانيا وأمريكا- لم يتم حصر قتيلات بلادنا- علينا أن ندرجهن داخل كل السياقات الكافكاوية.
ربما لو كان كافكا حيّا بيننا الآن لتنحّى خجلًا وترك المجال القصصى الساحر القديم للحداثى المرعب.