
محمد جمال الدين
فتنة الطبيب والفنان !!
بداية أحب أن أؤكد لك عزيزى القارئ أن جميع المهن مهمة وضرورية، وجلها مفيدة وتسعى لخدمة البشر والإنسانية، بحيث لا يوجد فضل لمهنة على أخرى فى أى مجتمع إلا بما تقدمه من خدمة تيسر على الناس، وبالتالى لا يجوز أصلا أو يصح المقارنة بين مهنة وأخرى، أو يطرح سؤال عن أيهما أفضل وأنفع للمجتمع؟،.. السطور السابقة سببها المقارنة التى حدثت مؤخرا بين من يعملون بالفن ومن يعملون بالطب، والتى أثارها من يحترفون نفخ الكير بين المصريين لزعزعة ثقة الناس ببعضهم البعض، ويعشقون نشر الفتن والخبث والخبائث بين أفراد المجتمع الواحد، وهو الأمر الذى تجيده وتتفنن فيه الجماعة غير المأسوف عليها (المكنية بالإخوان المسلمين)، من خلال من يعملون تحت أمرتهم من صبية وغلمان كتائبهم الإلكترونية، التى يغدقون عليها بالكثير من الأموال المغترفة من بعض الدول المعادية لمصر، لنشر مثل هذه الأنشطة الإجرامية التى تعتمد على الأكاذيب وتسعى بكل جهد لخراب مصر، ولذلك لم يكن مستغربا لى أو لغيرى أن نسمع مثل هذه النغمة النشاز، التى يرددها بين الحين والآخر أصحاب الغرض والمصلحة المليئة قلوبهم بالمرض، فأمثال هؤلاء لا ينجحون إلا إذا لعبوا على هذه النغمة التى تؤكد انتهازيتهم وخيانتهم، فهم لا يسعون إلا لتحقيق مصالحهم، حتى لو جاء ذلك على حساب المجتمع وأمنه، فهذا هو نهجهم الذى اعتادوا عليه ولا يستطيعون الخروج عنه، باستغلالهم فرصة وفاة طبيب شاب بفيروس الكورونا وتأخر العناية به لسبب أو لآخر رغم أن التحقيقات الجارية حاليا لمعرفة من المتسبب فى عدم العناية الصحية بالطبيب منذ إصابته مباشرة بالفيروس وحتى وفاته لم تنته بعد، وربطهم المختلق بوفاة الطبيب بإصابة فنانة بنفس المرض والذى على إثره تلقت العلاج فى أحد مستشفيات وزارة الصحة، ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعى من قبل البعض الذين تأثروا بما أشاعته هذه الكتائب العميلة، فعقدوا مثل تلك المقارنات التى لم تشهدها مصر من قبل إلا على يد هؤلاء المجرمين، فالقاصى والدانى يعرف ويدرك قدر الطبيب ودوره فى خدمة مجتمعه سواء فى وقت السلم أو الحرب، وبالتالى يصبح الحديث عن الاستقالات الوهمية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، مجرد لغو فارغ من قبل من يثيرون الفتن، بقصد بث روح الإحباط بين أفراد جيشنا الأبيض ودعوته للتكاسل والتخلى عن أداء رسالتهم الوطنية، .. وإذا تجاوزنا دور الطبيب وتحدثنا عن دور الفنان فحدث ولا حرج حيث يعد الفن هو قوة مصر الناعمة فى جل الدول المتحدثة بالعربية والتى تأثرت تأثيرا مباشرا بالثقافة المصرية، وقد شاهدنا مؤخرا كم تأثرت الأمة العربية بمسلسل (الاختيار) ومن قبله فيلم (الممر) ومسلسلى (رأفت الهجان) و(دموع فى عيون وقحة)، وهى الأعمال التى جددت الروح الوطنية والانتماء بين أفراد الشعب، وهو الدور الذى لا يستطيع أن ينكره أحد، لمساهمته بشكل أو بآخر فى تثقيف وتعليم وإرشاد المجتمع، وهو دور لا يقل أيضا عن دور الطبيب ودور جميع المهن بداية من رئيس البلاد إلى الغفير مرورا بالمهن الأخرى من مهندس وعالم ومدرس ومحام وعامل نظافة وجامع قمامة، جميعهم لهم نفس الأهمية والحيثية، وجميعهم يعملون وفق منظومة تخدم المجتمع أولا وأخيرا، وهذا تحديدا هو ما يزعج من يحاولون منذ قديم الأزل أن يحكمونا، وعندما واتتهم الفرصة سعوا جاهدين إلى تقسيمنا وتصنيفنا، هذا معنا ويستحق أن نجزل له العطاء، وذاك ضدنا يستحق التنكيل والاستبعاد، متناسين وغافلين عن قصد وتعمد، أننا جميعا فى مركب واحد ويضمنا وطن واحد، لا فرق فيه بين شخص وآخر أو مهنة وأخرى، لأن فى النهاية هدفنا هو الحفاظ على مصر أم الدنيا.