
هناء فتحى
الأمير الإنجليزى «هارى» بَطَلًا لفيلم «الخطايا»
إذا أردت أن تدرك جوانب وأعماق المأساة التى يعيشها «هارى» منذ ولادته ثم موت أمه ديانا ثم زواجه وهروبه من قصر جدته ملكة إنجلترا إلى إحدى الولايات الأمريكية عليكِ أن تستحضر شخصية «عبدالحليم حافظ» فى فيلم «الخطايا».. فـ«أحمد» هو «هارى» كلاهما توأمان متماثلان فى الوجع ويحملان نفس القَدَر: (الأم الخاطية) والابن:( ابن الحرام ).
فالأمير المنبوذ داخل أسرة الملكة لأن أحد عشاق أمه كان قد أعلن منذ أشهر أنه والده واستدل على الشبه بلون الشعر - ginger hair- وكثير من قسمات الوجه والجسد. ربما وَجَبَ السؤال هكذا: هل قتلوا ديانا لأنها زانية - عشقت ستة رجال منذ زواجها وحتى مقتلها - أم لأن آخر عشاقها كان «عربيًا» مسلم الديانة؟
وهل الشرف والخيانة يمثلان قيمة أخلاقية داخل الأسرة الملكية البريطانية؟؟ أم إن الخيانة هى فعل عادى لكل أفراد الأسرة؟ ففضائحهم الجنسية وخياناتهم على عينك يا تاجر؟
لماذا يجب أن نطرح هذه الأسئلة وغيرها؟
الإجابة: حتى نفهم حكاية الأمير هارى ابن ديانا وتشارلز وحفيد إليزابيث.. الشاب العاق الذى تزوج أمريكية مطلقة سمراء اللون وبسببها انفصل عن الأسرة وهاجر إلى كندا ومنها إلى لوس آنجليس بأمريكا.
هارى هو الأمير المكروه من أخيه وليام وزوجته كيت بل ومن الجدة الملكة، والمشكوك فى نسبه لوالده الأمير تشارلز المنتظر- على نار - عرش بريطانيا، والمنتسب بالشائعات وبلون الشعر بالدم واللحم وبحكايا غرام والدته لـJames Hewittهذه الحكاية التى تشغل بال الشعب البريطانى منذ 6 أشهر وحتى الآن.. وكان قد طواها النسيان قليلًا إثر اندلاع كورونا ثم عادت لتتجدد هذه الأيام.
لم يلق هارى نفس معاملة الأخ فى فيلم الخطايا، فى حين يوسف كان أكثر ارتباطًا وحبًا ورحمةً بأخيه عبدالحليم حافظ من الأمير وليام القاسى والمتآمر مع الجدة العجوز.. لكن خروج هارى وعبد الحليم من كنف الأب المزعوم له نفس الشكل والوجع والمهانة.. وتتشابه كثيرا ميجان ماركل مع نادية لطفى.
كان جيمس هيويت - والد هارى- قد نشر على حسابه الخاص صورًا متطابقةً له ولهارى وللحفيد «آرتشى»، مشيرًا إلى أنهم يحملون نفس اون (الجينجر هير) ثم حكى الوالد حكايا ليالى غرامه الملتهبة مع ديانا.. فكان أن تناول الخبر كبريات صحف ومجلات بريطانيا.. وقامت صحيفة الدايلى ستار بجلب كل خبراء الشعر ليقارنوا وليشابهوا بين الرؤوس الثلاثة.. ثم عادت المطبوعة ورَجّحت كفة أن هارى يُعْتَقَد أنه ابن تشارلز.. وساقت الصحيفة أدلتها.. فهل خافت الصحيفة من الملاحقة القانونية ومن دفع مبالغ طائلة لأسرة الملكة فى حال كسبت الأسرة القضية؟
الأمير هارى ليس سعيدًا ويعانى خللًا نفسيًا وعاطفيًا منذ مقتل أمه.. لم ينقذه من تلك الهوة سوى زواجه بـ «ميجان ماركل»العاشقة الذكية القوية والفنانة وسيدة الأعمال الثرية والأفريقية السمراء وأم ابنه آرتشى.. المرأة التى ساعدته أن يكون نفسه.. مهما كانت نفسه.. حتى ولو كانت نفسًا ابنة حرام.. فكان أن أخرجته من جحيم القصر إلى جنة البراح حيث الحياة وسط الناس بلا زيف ولا سرية ولا خوف ولا طموح فى المملكة.
لماذا نحكى هذه الحكاية الآن؟ لسببين:
أولهما، مظاهر الجنون البادى على المواطن هارى وحكاياته عن سماعه صوت أمه فى قبرها تحدثه وتبارك خطواته مع زوجته وخروجه من القصر.
وثانيهما، شراؤه هذا الأسبوع قصرًا منيفًا فى لوس آنجليس اسمه (قصر التل) ويزيد روعة وجمالًا عن قصر أبيه وجدته اشتراه بـ١٨ مليون دولار وبه ٨ غرف نوم وحمام سباحة ومنافع أخرى.
وهنا ستنتهى أحداث فيلم الخطايا فى نسخته الإنجليزية.