الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الكورونا وفقدان الوعى

الكورونا وفقدان الوعى

 راهنت الحكومة على وعى الشعب، لكنها خسرت الرهان، بعد أن فقد الشعب وعيه أمام أكبر تحدٍّ صحى، فلأول مرة أرى الدولة حريصة على مواطنيها أكثر منهم.. فعندما بدأ انتشار ڤيروس الكورونا عالمياً سارعت مصر باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، وسبقت كثيرا من الدول الأوروبية والآسيوية وأمريكا، مما جعل نسبة الإصابة أقل بكثير من تلك الدول التى أصيب فيها مئات الآلاف وتوفى منهم عشرات الآلاف، وظلت الأرقام لدينا فى خانة المئات بفضل انتباه الحكومة بكل وزاراتها وعلى رأسها وزارة الصحة واتخاذ الإجراءات الاستباقية وإدراك الشعب وحرصه على اتباع التعليمات.. ولكن لا نعرف هل بسبب الملل وطول الانتظار أو الاعتقاد بأن الكورونا بعيدة بدأت الناس فى الخروج والسير فى مجاميع فى الأسواق دون أخذ أى احتياطات صحية وأصبحت نسبة من يرتدون الكمامات الواقية لا تتعدى 5 ٪‏ وتزايدت هوجة الاختلاط مما رفع العدد خلال أقل من شهر من ألف إلى اكثر من سبعة آلاف وعندما ينشر هذا المقال تكون النسبة قد قاربت التسعة آلاف.. والغريب أن معظم المصريين لم يعودوا منزعجين من قفز الأرقام ولا معنيين بالأمر. بالنسبة لى، لا أتسوق إلا لشراء الطعام فقط وعلى فترات متباعدة عند الحاجة القصوى فقط متسلحة بجميع إجراءات الوقاية من كمامة وقفاز بلاستيك ومطهرات مستمرة الاستخدام، وفى المرة الأخيرة هالنى الإهمال وعدم اكتراث معظم المتجولين، وذهلت للأم التى تسير بأبنائها «ما تنزلى لوحدك»، ما لزمة الأبناء؟، وفتيات صديقات أو أخوات يتسوقن بتراخٍ وتزاحم على محلات الكنافة والسوبر ماركت، دون أى وسائل حماية.. ومشاهدات من خلال الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى فى الأحياء الشعبية تقام الموائد الجماعية فى الشوارع الضيقة وكورنيش الإسكندرية مغطى بأهلها القادمين فى جماعات للإفطار على سُور الكورنيش، ورغم إغلاق المقاهى والمتنزهات يجتمع الشباب فى جماعات دون أى إجراءات وقاية والأصدقاء من الشباب يتجمعون لدى الأكشاك أو على النواصى غير عابئين بأى خطر يهدد الجميع.. أجهزة الإعلام ترسل حملات التوعية وأسلوب التعامل فى تلك الفترة العصيبة وتوضح بالحديث والصور والأشكال للمتعلم وغير المتعلم.. الكل يعلم الصواب ويحيد عنه .



 

النتيجة ليس فقط تزايد نسب الإصابة أو ارتفاع عدد الوفيات، ولكن سيصل الأمر لعدم إمكانية المستشفيات استقبال حالات مصابة مما يصيب المخالطين بالإصابة وعندئذ سيصعب متابعة انتشار المرض أو تطبيق إجراءات العزل.. وهنا لا يمكن أن نلوم الحكومة أو نتهمها بالتقصير، فنحن المذنبون ونحن الجناة، فهل نستمر فى إهلاك أنفسنا حتى نصل لمرتبة الولايات المتحدة الأمريكية أو إيطاليا وإسبانيا قبل أن تبدأ شعوبها فى التعافى.. ربنا يستر. 