الجمعة 6 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سر تشنيع الإخوان وحلفائهم على «برهامى» وإخوته!

سر تشنيع الإخوان وحلفائهم على «برهامى» وإخوته!
سر تشنيع الإخوان وحلفائهم على «برهامى» وإخوته!


لم يكن أحد يتصور أن الصراع يصل بين الإخوان وحلفائهم الإسلاميين من ناحية والدعوة السلفية وحزب النور من ناحية أخرى لحد التخوين والتكفير!!.. فالحملات التشنيعية بين الجانبين تصاعدت إلى حد أن سلطت الفضائيات والجرائد والجروبات الإلكترونية كل أسهمها  ضد برهامى ودعوته وحزبه، ومن ضمن هذه التطاولات كان رسم نائب رئيس الدعوة السلفية فى شكل تمثال بوذا على الصحفات الإخوانية والإسلامية، وحاول قيادات الدعوات والنور الرد بقوة على هذا الهجوم بالتأكيد على البقاء فى مقدمة المشروع الإسلامى السلفى دون مزايدات، وهناك فعلاً توافق فى الرأى مع الأمريكان وجبهة الإنقاذ لكن لايزال الحوار مستمراً من أجل الاستقرار فى مصر!.. ولهذا لم يشاركوا حتى فى الوقفة السلفية ضد ما سموه «جوانتانامو» مدينة نصر!.. وكان هذا فى إطار الموقف المساند للقضاة ضد الأخونة رغم بعض التوافق الذى جاء بعد أزمة عابرة خلال مناقشة الصكوك فى الشورى بين الإخوان والنور!
وفقا لتصريحات إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة «السلفى»، إن كل شباب التيار الإسلامى، من مختلف الأحزاب والقوى السياسية، سيشاركون فى الوقفة السلمية التى دعا لها شباب التيار الإسلامى، أمام مقر جهاز الأمن الوطنى، بمدينة نصر مساء الخميس كخطوة استباقية.وأوضح رئيس الحزب أن شباب التيار الإسلامى الذين دعوا وشاركوا فى الوقفة لم يشاركوا بصفتهم الحزبية الضيقة، ولكن بانتمائهم للتيار الإسلامى، ولكن حزب النور وعلى لسان جلال مرة الأمين العام قال إن المجلس الرئاسى لحزب النور درس دعوات التظاهر التى دعا لها بعض المنتمين للتيار الإسلامى، لافتا إلى أن الحزب لم يصدر عنه أى تعليمات للأعضاء فى المحافظات بشأن المشاركة أو المقاطعة.
رد حزب النور ورفضه التظاهر مع شباب التيار السلفى يدل على أنهم خرجوا من بيت الطاعة الإخوانى تماما وأعلنوا أنهم خلعوا الإخوان بلا رجعة، وبات النور والدعوة السلفية كلها  ترسم لنفسها طريقاً تسير فيه إلى تحقيق غايتها ومآربها المشروعة من وجهة نظرهم، من الفوز بالأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة وتعيين المحافظين ومن ثم المشاركة فى الحكم وفقاً للدستور الإخوانى ومن بعدها الحكم لأنهم يعملون على طرح أنفسهم كبديل للإخوان، ساروا على نفس الدرب وبنفس السيناريو تقريباً، فى تعامل الإخوان مع النظام السابق عندما كانوا فى صفوف المعارضة، من فتح جميع قنوات الاتصال مع القوى المدنية والخارجية التى تتحكم فى القرار فى مصر خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يتوقع الإخوان أن تسير الدعوة السلفية وحزب النور على نفس الدرب وتطرق أبواب الولايات المتحدة رغم محاولاتهم قطع الطريق عليهم مسبقاً تحسباً لتلك الخطوة وتشويه صورتهم لدى الأمريكان بأن الدعوة السلفية وحزب النور هما الداعمان الرئيسان للإرهاب والتطرف وتقييد الحريات وغيرها، ولكن «برهامى»، و«أشرف ثابت» نجحا فى تصحيح تلك الصورة نهائياً وباتت الدعوة السلفية وحزب النور تسير فى ركابها السياسى من فتح قنوات اتصال مع الغرب والولايات المتحدة.. بالإضافة إلى فتح مزيد من قنوات الاتصال مع جبهة الإنقاذ والقوى المدنية واليبرالية والعلمانيين وغيرهم.
ناهيك عن المواقف الصلبة والقوية التى اتخذتها الدعوة السلفية فى الفترة الأخيرة تحديداً من الأشهر الخمسة الأخيرة منذ مليونية الشرعية والشريعة وحضرها كل مشايخ السلفية الكبار وغاب عنها كل قيادات الإخوان تقريباً، وكان هذا آخر مشهد تجمع فيه المشايخ الكبار صفا واحداً تحت شعار واحد وهو تطبيق الشريعة الإسلامية بداية من محمد حسان «الذى طلق السياسية طلاقا بائناً بلا رجعة، بعد تلاعب خيرت الشاطر به فى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، و«محمد عبدالمقصود وسعيد عبدالعظيم ماريونت الإخوان فى تدمير الدعوة السلفية وحزب النور» و«فوزى سعيد ومحمد الصغير وطارق الزمر» رجال الإخوان من الباطن و«محمد إسماعيل المقدم، وياسر برهامى».
«برهامى» رسخ فى نفوس أتباعه وتلاميذه أن الإخوان لن يحترموا أحداً إلا إذا كان قوياً ومنافسا شرسا لهم، بداية الانفصال النهائى كان من أحداث الاتحادية، ورفض الدعوة السلفية وحزب النور المشاركة فيها مروراً بإقالة النائب العام وتعيين نائب عام جديد والصدام مع القضاة التى التزمت فيها الدعوة السلفية وحزب النور صف القضاة الذين وقفوا تصفيقاً لمساندتهم المفاجئة وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير بين الإخوان وسلفية الإسكندرية هى مبادرة حزب النور لاحتواء الأزمة بين مؤسسة الرئاسة والإخوان من طرف وجبهة الإنقاذ والقوى المدنية من طرف آخر، خاصة بعدما توافق الرؤى حول بعض المطالب بين النور وجبهة الإنقاذ وهى تغيير حكومة هشام قنديل وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى وإقالة النائب العام ووضع خريطة للطريق.
تفاهمات النور والدعوة السلفية مع قيادات جبهة الإنقاذ البرادعى وصباحى والبدوى وعاشور، ازعجت كثيراً جماعة الإخوان خاصة مع المعارضة القوية لفتح العلاقات مع إيران وقيام برهامى بالهجوم على الرئيس مرسى قائلاً لقد وعدنا بأنه لن يسمح بنشر التشيع ثم يعود ويفتح مصر لإيران لنشر التشيع بها، ورد بعمل مؤتمرات جماهيرية فى كل ربوع مصر وتدشين حملات «لا لنشر التشيع» ومن ثم كانت الفرصة سانحة للهجوم على الإخوان أمام الشارع وتصويرهم أنهم يسمحون لمن يسبون الصحابة وآل البيت والسيدة عائشة بنشر أفكارهم بالإضافة إلى فتح علاقات معهم، والشيعة أشد خطراً على الإسلام.
«النور» يستعد فى هذه الأجواء لخوض منافسات الانتخابات البرلمانية منفردين وبدون أى تحالفات، وهذا وضع الإخوان فى مأزق خاصة بعدما فشلت كل المواجهات المباشرة معهم.. فما كان منه إلا فتح النار عليهم وحرقهم من الداخل لا من الخارج ولعبت الأموال والهبات والعطايا والمناصب والكراسى دورها فى تفتيت صفوف مشايخ ورموز التيار السلفى فى مصر لفتح النار على الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور الذراع السياسية لها، والتشنيع عليهم والنيل منهم ومن رموزهم مقابل حفنة من الأموال والمناصب مثل تعيين بعض القيادات فى مجلس الشورى وحضور المؤتمرات والندوات والسفر للخارج والوعود ببعض مقاعد البرلمان وتصدر المشهد فى هذا أحزاب الراية لحازم صلاح أبوإسماعيل والبناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية وحزب الشعب الذراع السياسية للجبهة السلفية بالقاهرة وعدد من مشايخ الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح على رأسهم فوزى سعيد وسعيد عبدالعظيم ومحمد عبدالمقصود أول من فتح باب الهجوم على حزب النور.. خاصة بعدما تم تصعيده نائباً لرئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وأصبحت له مكانة كبيرة، ناهيك عن قناته الفضائية «أمجاد» فكان لابد من تنفيذ مطالبهم فوراً والهجوم على قيادات الدعوة السلفية وحزب النور ووصفهم بأنهم «تربية أمن دولة»، وما سمحت لهم الأجهزة الأمنية بالدعوة قديما إلا لحرب الإخوان، لأن عداوتهم للإخوان قديمة، ناهيك عن التعاون مع السفارة الأمريكية وطلب تأشيرات سفر لقيادات الدعوة إلى الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن برهامى وآخرين يقودون حملة ضد الرئيس مرسى لأهداف حزبية وليس لمصلحة الوطن، وأضاف عبدالمقصود: «النور» تخلى عن جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية الأخرى وتحالف مع جبهة الإنقاذ، التى يسيطر عليها العلمانيون والليبراليون، للحصول على دعم الأمريكان والحكومات الغربية، لافتا إلى أن الحزب السلفى يسعى لعرض نفسه على أمريكا ودول الغرب كبديل لجماعة الإخوان، مؤكداً أن الهدف من الزيارة مقابلة القيادات السياسية فى البيت الأبيض لعرض أفكار الدعوة السلفية وحزبها فى إدارة البلاد.
الشيخ فوزى سعيد القيادى بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى يديرها الشاطر من الباطن، كان له دور مهم فى الهجوم على الدعوة السلفية والتشنيع على حزب النور ووصل لحد التخوين والتكفير وقال نصا: إن «برهامى» خائن لدينه، وأى صلة بحزب النور تعد خيانة وطعناً فى الدين، موجهاً لبرهامى رسالة فى تسجيل فيديو له على الإنترنت قائلاً: «أنت تخالف ما تكتبه بيدك، فأنت تضع يدك فى يد من أعربت ألسنتهم عن العداوة الشديدة للحق، فكيف تضع يدك فى أيديهم»، فى إشارة منه إلى زيارة حزب النور لجبهة الإنقاذ، وسفرهم للولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف السعيد: «الدين ليس لعبة، وأنت وقفت مع هؤلاء ضد أصحاب المشروع الإسلامى لتهزمه بدلا من أن تؤيده وتسانده، تقف مع الذين يريدون الخروج على الرئيس محمد مرسى بالسلاح، فهل حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بوضع أيدينا فى يد المعادين للإسلام، فلو كانت مواءمات سياسية، فتبقى بإذن يد ولى الأمر أو الرئيس وإلا أصبحت الدنيا سلطة، فالنور خائن لدينه.
ومن جانبهم رد أعضاء من مجلس إدارة الدعوة السلفية بوصفهم تصريحات «السعيد وعبدالمقصود» بالتكفيرية لطائفة من الشعب.. معتبرين أن الإخوان تستخدم طائفة من بعض مشايخ السلفية فى محاولة لإضعاف حزب النور والدعوة السلفية؛ لأن الكتلة الكبيرة والقوية على الأرض هى كتلة الدعوة السلفية، ولذلك يحاولون تفتيتها من خلال إنشاء أحزاب سلفية صغيرة تحاول الحصول على أصوات السلفيين وحشد بعض المشايخ فى محاولة لإضعافها.. لأن ذلك سيصب فى مصلحة الإخوان؛ لأنهم مرعوبون من الانتخابات المقبلة بعد أن تراجعت شعبيتهم كثيراً، ناهيك عن أن السفر للولايات المتحدة وللغرب والتحالفات مع الليبراليين والقوى المدنية أمر ليس بغريب على الإخوان وفعلوا ذلك قبل وبعد الثورة لماذا يتم استنكاره الآن؟!