
هناء فتحى
سكر محلى محطوط على أمريكا؟
تستطيع أن تستخلص واثقاً أن حالات قتل أو انتحار أو إدانة وسجن أشهر رجال الأعمال والفن والسياسة والجنس مؤخراً فى أمريكا، ومن ثم انهيار شركات عملاقة عالمية - بعد تولى ترامب مقادير البلاد - ليس ثورةً أخلاقية ولا عودةً للحق وللقيم الإنسانية الأصيلة بل هو (سكر محلى محطوط على كريمة) أو هى جرائم قتل سياسية بامتياز.. هى عراك مستتر وعلنى بين رجالات الحزبين الكبيرين فى الولايات للفوز بالبيت الأبيض.
كان ثبوت التهم الجنسية الموجهة للمنتج الكبير ورجل الصناعة فى هوليود «هارفى وينستاين» وإدانته بالتحرش الجنسى والاغتصاب لفنانات ولعاملات فى الحقل الفنى ليس فقط ضربةً قاضية لأحد صروح صناعة السينما فى أمريكا بل هو ضربة فى قلب الحزب الديمقراطى.. فالمنتج الكبير يُعَد أحد أكبر ممولى حملات الديمقراطيين فى الانتخابات الرئاسية على مدار عقود وأشهرهم آل كلينتون (هيلارى وبيل) وأوباما وآل جور وجون كيرى .. إذا كانت فرحة الرئيس الجمهورى المتحرش ترامب غامرة أثناء زيارته الأخيرة فى الهند حين أعرب من هناك داخل مؤتمر صحفى عالمى بأن إدانة هارفى وينستاين بارتكاب أفعال جنسية هو انتصار للنساء - شوف إزاى؟.. وقال إنه لم يكن يحب المنتج الهوليودى الشهير لقربه من هيلارى كلينتون ولتمويله حملتها الانتخابية حين كانت منافسته فى 2016.
كانت قناة فوكس نيوز قد أشارت إلى أن هيلارى كلينتون هى أكثر مرشحى الحزب الديمقراطى استفادةً من المنتج الكبير حيث تلقت لحملتها مبلغ 1٫4 مليون دولار بينما تلقت فى يدها منه مبلغ 73٫390 دولار عام 1999عندما كانت عضوة بالكنيست.. هيلارى دافعت عن نفسها بأن وينستاين قام بتمويل كل حملات الحزب.
الأسبوع الماضى وجهت المحكمة فى نيويورك تهماً جنسية تدين هارفى وينستاين بالسجن لمدة 29 عاما لو أقرت المحكمة يوم 11 مارس الحكم.
أما المخاوف داخل قلب السجين هارفى وداخل قلوب العالمين ببواطن الأمور وخبايا الانتحارات المتتالية لحالات تشبه تلك جعلت الجميع يتوقع أنهم سيقتلون هارفى وينستاين فى محبسه كما فعلوا منذ أشهرٍ ثلاثةٌ برجل الأعمال وتاجر جنس الأطفال «جيفرى أبستاين» وهو الذى كان مقرباً من أكبر رجالات السياسة والاقتصاد والفن فى أمريكا والعالم .
هل سيُقْتل أم سينتحر أم سيحصل على البراءة؟
لا أحد يعرف بدقة خاصة وقد اتهمته 80 امرأة بالتحرش والاغتصاب.. لكن واحدةً منهن كانت حكايتها معه غريبة، المرأة التى اتهمته باغتصابها بوحشية حكت أنها حين شاهدته عاريًا أمامها منذ 20 عامًا قبل اغتصابها قد ظنته امرأة وليس رجلاً فقد كان يحمل ملامح المخنثين! تلك المرأة التى كانت قصتها للمحكمة فى حجرة سرية وكانت غاية فى الانهيار ربما تقلب اعترافاتها مجمل أوراق القضية.
ثمة أمر آخر غاية فى الغرابة والحيرة وهو عدم وجود أدلة ضد الرجل من الطب الشرعى فكل الاتهامات والاعترافات مجرد حكايات قديمة بلا دليل ولا شاهد .. كما أن المجنى عليهن فنانات شهيرات مثل آشلى جود وجونيث بالترو وأنجلينا جولى وروز ماكجوان، وجميعهن ظللن يعملن معه بطلات لأفلام أنتجتها شركته وظللن يحصلن على جوائز الأوسكار وملايين الدولارات!
أقتيد هارفى وينستاين إلى سجن ولاية نيويورك ومنه الى مستشفى «للسفير المركزية» بالولاية بعد ارتفاع ضغط الدم ومشاكل بالعين قد تؤدى لفقد البصر ومشاكل بالكلى انتظاراً للنطق بالحكم الأسبوع القادم 11 مارس.. فهل سيتم قتله فى المستشفى قبل اليوم الموعود؟
أشياء عدة قد تغيرت فى هوليود بعد إدانة وينستاين أولها أن امرأةً أو طفلاً لن يصمتا عن جرائم التحرش والاغتصاب من قبل المنتجين والمخرجين الكبار، كما أن تلك الصناعة العملاقة قد اهتزت وتخلخلت أعمدتها الثابتة منذ قديم الزمان السينمائى، فشركة «ميراماكس» السينمائية التى كان يملكها هارفى قد أعلنت إفلاسها عام 2008 واشتراها رجل أعمال روسى .
فى هذا الشهر ثمة ثلاثة زلازل ضربت أمريكا: كورونا فيروس ومحاكمة هارفى وينستاين ثم تردد مصطلح مرشح اشتراكى للانتخابات الأمريكية! ومع أن هذا المرشح : بيرنيه ساندرز قد خرج من السباق كمرشح ديمقراطى محتمل ليحل مكانه جو بايدن إلا أن مصطلح:(مرشح اشتراكى) فى بلاد الرأسمالية ليس أمراً بالسهولة أن يمر هكذا، وكأننا نتحدث عن كوبا أو عن الصين وليس أمريكا.