الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مهرجانات الأب بطرس دانيال

مهرجانات الأب بطرس دانيال

فى الوقت الذى أصبح فيه كلمة «مهرجان» مرادفة للإسفاف  على المستوى الغنائى والعبث فى النطاق السينمائى يحتفظ مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما برعاية الرهبان الفرنسيسكان الذى اختتم فعاليات دورته الـ68 أمس الجمعة وهو أقدم مهرجان سينمائى فى بر مصر بوقاره وشموخه وأصالته متمسكا بالرسالة التى انطلق من أجلها.



 

 ولأن وراء كل مهرجان ناجح إدارة عظيمة فإن الأب «بطرس دانيال» مدير المركز الكاثوليكى ورئيس المهرجان يستحق التقدير والاحترام  بفضل قيادته الأمينة لهذا المهرجان العريق على مدار  الـ10 سنوات الماضية جمع خلال فترة ولايته نجوم الإبداع السينمائى  فى مصر موزعا جوائزه على مستحقيها من نجوم السينما على مدار العام وكل عام.

 

«الأب بطرس»  الذى يلقبه الجميع «أبونا بطرس» يقدم دروسا سنوية بحكمة ووعى واقتدار فى فنون الإدارة سواء على مستوى الأفلام التى يختارها المركز أو النجوم الأحق بالجوائز والتكريم وبأقل الإمكانيات ولا يقتصر نشاطه الإبداعى على أيام المهرجان فهو على مدار العام يصول ويجول بين نجوم مصر كسفير للنوايا الحسنة يقوم خلالها بالسؤال والاطمئنان عن أحوال المرضى والمحتاجين للسؤال، بتفان وحب ونبل كبير. حتى أصبح هو رغم صغر سنه الأب الروحى لكل النجوم صغارا وكبارا.

 

 «أبونا» هذا العام وكالعادة سارع فى تكريم من يستحق بعد أن أهدى هذه الدورة للمخرج القدير «سمير سيف» تقديرا لعطائه ومنح جوائز الريادة فى الدورة الـ 68 لنجم النجوم عادل إمام  وتسلمها عنه نجله المخرج رامى إمام، ونيللى وشرين وأشرف عبدالغفور وصلاح عبدالله وبينما منح جائزة الأب يوسف مظلوم لزكى فطين عبدالوهاب وجائزة التميز الإعلامى للمهندس أسامة الشيخ وجائزة فريد المزاوى للمخرج محمد فاضل وجائزة المركز الكاثوليكى للمخرج عمرو عبدالعزيز.

 

 ولم  تقتصر جوائز المهرجان على هؤلاء الرواد بل منح جائزة الإبداع الفنى لعدد من نجوم هذا العام.

 

 وبتأمل قائمة كل الأسماء المختارة نلمس أنها ذهبت لمستحقيها على مستوى الريادة والتميز وبما يشبه الاستفتاء السنوى دون مجاملة أو تزييف واستندت على مبادئ فنية وأخلاقية وقيمة الأعمال التى قدموها على مدار العام.

 

 ونفس الاستفتاء كان أيضا على الأفلام المختارة هذا العام وبموجب لائحته الأخلاقية، وهذا ما توافر فى خمسة أفلام وهى: «الممر» لشريف عرفة «والضيف» لهادى الباجورى و«جريمة الإيموبليا»  لخالد الحجر و«بين بحرين» لأنسى طلبة و«لما بنتولد» لتامر عزت.

 

مهرجان المركز الكاثوليكى الذى يرعاه الرهبان الفرنسيسكان برئاسة الأب «مراد مجلع» لا يتسول ميزانية من أحد ولا يمثل عبئا على الدولة ونجح فى جذب رعاة بجهود ذاتية لا ينتظر منهم سوى تحمل تكاليف المطبوعات والبوسترات  فى الوقت الذى تتزايد فيه مهرجانات فى أنحاء مصر من أسوان لرأس التين لا يستهدف أصحابها إلا مصالحهم الخاصة ومعظمهم «ساقطو قيد فنى » وبلا تاريخ سينمائى ويعتبرونها «سبوبة» سنوية ولمدة اسبوع بينما يتفرغون طوال العام لرد الجميل فى الخارج على حساب وزارة الثقافة ثم يشتكون من نقص الدعم ومعظمها  باستثناء مهرجان القاهرة السينمائى والإسكندرية لدول البحر المتوسط فى حاجة إلى إعادة النظر ومنح الدعم لمن يستحق ومنهم مهرجان المركز الكاثوليكى ورئيسه المبدع النبيل «الأب بطرس دانيال» والرسالة هنا لوزيرة الثقافة المبدعة د. إيناس عبدالدايم التى تصول وتجول فى محافظات مصر لدعم الإبداع وتوصيله لمن هو أحق ونحن فى انتظار  ثورة «تصحيح» للقضاء على مهرجانات السبوبة  السينمائية ومهرجانات العبث الغنائى.. فمصر ومبدعوها فوق الجميع.