الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تجديد الخطاب الكروى !

تجديد الخطاب الكروى !

الخاسر الأكبر من تمدد ظاهرة «التعصب» الكروى وارتفاع معدلات «الاحتقان» بين صفوف الجماهير العاشقة للكرة هما «الأهلى» و«الزمالك»، فكل الطرق الآن تؤدى إلى استمرار العمل باللعب فى مصر بدون جمهور، وبالتالى غياب المتعة فى المدرجات وخسارة الناديين الكبيرين اللاعب رقم 12 والقاعدة الجماهيرية المحفزة على الإمتاع والإبداع بخلاف الخسائر المادية الناتجة عن غياب الجمهور عن الملاعب وهى أحد مصادر الدخل الكروى.



 

والحاصل الآن أن اللاعب رقم 12 انتقل من المدرجات إلى منصات التواصل الاجتماعى والحسابات الشخصية والمعروفة إعلاميا فى السوشيال ميديا «بالتحفيل» والإبداع فى الخروج المتبادل عن النص والأخلاق وبمفردات ولهجات لا تختلف كثيرًا عن قاموس «حسن شاكوش» ويبدو أنها باتت ثقافة جديدة فى الإعلام العام.

 

فى الأسبوع الماضى وصلت المهزلة إلى قمتها بدأت شرارتها فور انتهاء مباراة السوبر المصرى فى دولة الإمارات الشقيقة بأحداث مؤسفة بين لاعبى الفريقين وساهمت الهتافات الخارجية فى إشعالها وانتهت المعركة بقرارات ثورية من لجنة الانضباط باتحاد الكرة بعد الاطلاع على الفيديوهات المتداولة فى  السوشيال ميديا وخارجها.. هذه القرارات تسببت فى عاصفة من الغضب الإدارى والجماهيرى وكل حزب يدافع عن خطاياه رغم ثبوت أدلة الخروج المؤسف والسير ضد الروح الرياضية من الطرفين حتى جاء الموعد المرتقب الثانى بين الأهلى والزمالك فى فعاليات الدورى العام المصرى.

 

كان من المفروض بعد كل هذا العبث والاحتقان أن يفض اتحاد الكرة ولجنته الخماسية المؤقتة الاشتباك بعد صدور قرارات الانضباط وتأجيل المباراة لتخفيف التوتر من جهة ومن أجل تركيز القطبين على المواجهات الأفريقية الحرجة فى دور الثمانية لدورى الأبطال الأفريقى، فالزمالك سيواجه الترجى التونسى فى لقاء ليس سهلاً بعد تغلب الزمالك عليه فى كأس السوبر الأفريقى من أيام قليلة ويحتاج الزمالك فيه مزيدًا من التركيز للمواجهة والدعم الكروى، والأهلى أمامه مقابلة ثأرية أيضًا أمام صن داونز الجنوب أفريقى نتمى أن تشطب على ذكرى آخر لقاء جمع بينهما من شهور قليلة مضت ويحتاج الأهلى إلى دعم نفسى وبدنى وجماهيرى وبدلاً من حضور 30 ألف متفرج نحتاج فى كل مباراة 100 ألف لتجاوز المطبين واستعادة أفراح مصر على طريقة المنتخب الأوليمبى.

 

اللجنة الخماسية المؤقتة فى النهاية لم تكن سيدة قرارها وأقرت عدم التأجيل رغم وجود العواصف.. إدارة الأهلى برئاسة محمود الخطيب أصرت على اللعب فى محاولة لاسترداد الكبرياء بعد موقعة السوبر وإدارة الزمالك ورئيسها المستشار مرتضى منصور كانت تميل إلى التأجيل لضمان الاحتفاظ بزهو النصر وبحجج متنوعة.. وفى النهاية شاهد الجميع المسرحية الهزلية وانسحاب الزمالك فى النهاية بعد أن لوح باللعب بالناشئين فى مغامرة غير محسوبة، وتجمدت «المهزلة» مؤقتًا بتطبيق اللوائح على المنسحب واعتباره مهزومًا مع البدء فى البحث عن ثغرات تبرر الانسحاب ومنها العوامل الجوية والسير عكس الاتجاه وغيرها من الحيل والاحتكام إلى «الفيفا» لاتخاذ ما تراه مناسبًا وفقًا للوائح الدولية.

 

إدارة الناديين كما اتضح من الآراء المتضادة وشعار «كل يغنى على ليلاه» كان من المفروض أن  تحكمان العقل وتهدآن الأجواء لكنهما أصرتا على العناد والغطرسة على مبدأ «كلمتى مش هاتنزل الأرض أبدًا».

 

والآن على إدارة الناديين الكبيرين اللذين يمثلان عنصرى الأمة «كرويًا» ولمصلحة مصر التسامى والترفع والتمسك بالأخلاق الرياضية واللعب النظيف بدلاً من إشعال الفتنة وتصاعد نيران التطرف والصعود إلى الهاوية لفريقين عظيمين يحملان اسم مصر فى المحافل  الدولية والعالمية وفى الوقت نفسه يشكلان عصب الفريق الوطنى المصرى.

 

الكرة الآن فى ملعب مرتضى منصور رئيس الزمالك ومحمود الخطيب رئيس الأهلى، فالأول رجل دولة فى البرلمان والثانى معشوق جماهير مصر باختلاف ميولها وألوانها لتجديد الخطاب الكروى واعتناق مبدأ التوسط والاعتدال الذهبى الأرسطى بين الإفراط والتفريط لمصلحة مصر ومن أجل عودة الروح للمدرجات.

 

وأخيرًا أخشى ما أخشاه هو أن يكون الأهلى والزمالك محورًا لخلق نزاع شرق أوسطى كروى لإشعال الفتنة وعدم الاستقرار فى البلاد بعد أن فشل المتربصون بالوطن والأمة العربية فى إشعال المؤامرات بشعارات دينية لتقسيم مصر والوطن العربى بفضل القيادة المصرية الحكيمة.. فمصر هى وطن التوحيد والوحدة والأمن والأمان ولو كره المغرضون والمفسدون فى الأرض.