الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 قتلها الحب.. وأشياء أخرى

قتلها الحب.. وأشياء أخرى

نال انتحار- أو مقتل - المذيعة البريطانية وعارضة الأزياء وممثلة البورنو سابقًا «كارولين فلاك» منذ أسبوع زخمًا وشهرةً وحيرةً وحزنًا وندمًا ودرسًا قاسيًا للصحافة وللميديا الإنجليزية تحديدًا وبالذات لأنها ذات الميديا التى بملاحقتها المستفزة للمشاهير قتلت «ديانا» وآخرين وبنفس الطريقة.



موتها لم يكن فاجعةً على جمهورها الأوروبى العريض وحده؛ بل على كثير من سكان العالم ، ليس لأنها فقط كانت امرأةً جميلةً وصغيرةً وشهيرةً ومحبوبة.. وليس لتلك الطريقة القاسية التى تموت عليها الجميلات، الطريقة التى ودعت بها حياتها وحيدةً مشنوقةً فى سقف شقتها بلندن.. ولكن لأن انتحارها أو مقتلها - ستتكشف الحقيقة بعد زمنٍ طويل - لا يتناسب مع عشقها للحياة وللرجال العديدين الذين مروا بها وكسروا قلبها وتركوه حطامًا.. كان أحدهم الأمير - سابقًا- «هارى» حفيد ملكة بريطانيا وزوج ميجان ماركل الأمريكية والممثلة وعارضة الأزياء وسيدة الأعمال.. وموتها القاسى لا يتناسب مع شهرتها كمقدمة لأشهر برامج تليفزيون بريطانيا: جزيرة الحب وإكس فاكتور.. هذا بالرغم من فقدها مؤخرًا لوظيفتها وبيتها إثر القبض عليها بعد مشاجرة دامية عنيفة مع آخر عشاقها لاعب التنس والموديل «لويس بورتون» وكانت قد شجّت رأسه وتنتظر حكمًا قضائيًا لا تزال.

لو كانت قد انتحرت شنقًا كما قال تقرير البوليس البريطانى فذلك لأنها لم تكن سعيدة وقلبها لم يكن محشوًا بالغبطة والحنين.. كان خاويًا متسعًا كصحراء موحشة بلا دليل ولا صوت إنسىّ يخاتل الوَنَسْ المصطنع فى عالمها المُضَوّى صباحًا ومساء.

ولو كانت قد قُتِلَت - كما سيبين تقرير الطب الشرعى والمحققون المستقلون - فقد ماتت كمعظم الجميلات الشهيرات اللواتى كنّ على علاقة بأجهزة مخابرات دولية كبرى نظرا لما يتمتعن به من تعدد علاقات الحب والغرام والإغواء للرجال الأكثر شهرة وتأثيرًا فى السياسة والاقتصاد والفن فذلك لأنها انزلقت صغيرةً فى عالم الجنس والمخدرات فصارت طوع رجال قساة بلا قلب يسمون أنفسهم: جهاز المخابرات MI6، وفى الحالتين كان جمالها وشبابها وشهرتها وثراؤها نقمةً وهزيمةً وأرقًا مستمرًا أصابتها بمرض عقلى اعترفت بأعراضه فى مذكراتها التى تم التحفظ عليها والتى تحوى أسماء لشخصيات نافذة عالميًا قد وقعوا فى غرامها تباعًا.. المذكرات التى تم التحفظ عليها إلى حين!!!

لماذا يموت البريطانيون منتحرين شنقًا؟ هكذا تساءل الجميع ؟ بل لماذا ينتحر مواطنو البلاد السعيدة؟ هكذا نتساءل نحنُ؟

ينتحر البريطانيون شنقًا مُرغَمين لأن الدولة لا تعتمد قانون ترخيص الإنجليز للمسدسات وللبنادق كالولايات المتحدة الأمريكية التى ينتحر مواطنوها بالرصاص.. وينتحر الأوروبيون والأمريكان لأنهم ليسوا سعداء.. هكذا ببساطة وبوضوح.. ليسوا سعداء لأنهم وحيدون فقدوا اللمة والعزوة.

رسالة الانتحار -أو القتل عمدًا- التى تركتها كارولين فلاك كورقة صغيرة فى كراسة مذكراتها المزدحمة تقول أنها ماتت كما ماتت داليدا فالعالم كله لم يعد مكانًا مناسبًا لسكن الروح.. يا الله !

الغريب والمثير للريبة أن كارولين كانت هى ثالث مذيعة تليفزيونية تنتحر على نفس الحال فى فترة زمنية قصيرة.. قبلها كان المذيع «مايك ثالاسيتيز» وسبقتهما المذيعة «صوفيا جرادون».. لذا نستطيع أن نؤكد أن حالات الانتحار تزداد فى الدول الأكثر غنى أكثر من تلك الدول الأكثر فقرًا والتى يموت مواطنوها كمدًا.

فى بريطانيا ينتحر شنقًا 16 مواطنًا كل يوم.. فقد سجلت الدراسة انتحار عدد 5821 مواطنًا فى العام 2019.. فى الغالب يموت الرجال شنقًا بينما تنتحر النساء بالسم فى بريطانيا.. إذًا كان يجب أن يكون السؤال هو: لماذا ماتت كارولين شنقًا كباقى نساء إنجلترا؟!

فى العام الماضى مات مليون ونصف مليون فرد من جميع أنحاء العالم منتحرين.. من المتوقع أن يرتفع الرقم إلى مليون ونصف المليون بنهاية هذا العام.. احتفظت أمريكا بنصيب وافر من هذهٍ الميتات فقد سجلت مراكز أبحاثها رقم 47173 حالة انتحار بالرصاص العام الماضى فقط.. حيث إن نحو 16.6مواطن  قد فكروا فى الانتحار فى السنوات  العشر الأخيرة لكن من نفذ الخطة فعليًا كان عددهم 3.2مليون مواطن بعضهم تم إنقاذه وكان عدد من ماتوا منتحرين 1.5 مليون فرد معظمهم من صغار السن والمتحولين جنسيًا.

ولو سألت سؤالًا ساذجًا عن عدد المنتحرين فى بلدان العالم العربى فلن يجيبك أحد بدقة حيث لا يوجد حصر بالمسألة.. ولو سألت عن الأسباب فلن تجد من بينها أسبابًا تعود للرفاهية أو خواء القلب.