الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحسينى.. أول صحفى تطبق عليه ضريبة الدم!

الحسينى.. أول صحفى تطبق عليه ضريبة الدم!
الحسينى.. أول صحفى تطبق عليه ضريبة الدم!







الحسينى كعادته فى الحياة كان اثناء تشييع جثمانه، روحانيًا شديد الروحانية والتعلق بالله عز وجل فى أشد اللحظات.. وتلك اللحظة كانت اثناء تشييع الجثمان إلى المثوى الأخير، وبعد أن استقر جسده فى التراب وروحه رفرفت عاليا فى رحاب السماء تحمل نسائم الحرية لمصر وهى ترفرف فى مثواها الأخير إلى الجنة تحث أصدقاءه على الثورة والمطالبة بالحق والحرية والتمرد على النظم القمعية وعلى الفور تلقى أصدقاؤه رسالته الروحانية الثائرة وبعد أن اطمأنوا عليه تحولت قرية طما إلى ميدان تحرير جديد من قلب الصعيد، تعلن الرفض والثورة.. فشباب القرية كلهم الحسينى أبوضيف ثوار أحرار هنكمل المشوار أصبح الحسينى مثلاً أعلى وفخرًا لكل شباب القرية.
 
لم يختلف الأمر كثيرا فى ليلة الأربعاء التى أعلن فيها وفاة أبوضيف وتشييع جثمانه من أمام مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة بمجرد دخوله قادمًا من القصر العينى حتى اهتزت أركان شارع عبدالخالق ثروت واحتشد الآلاف بشارع طلعت حرب وصولا إلى ميدان التحرير، لقد كان مشهد تشييع جثمان الحسينى من مقر نقابة الصحفيين إلى مسجد عمر مكرم للصلاة عليه قبل سفره إلى الصعيد رهيبا.. لم تره جنازة الشهداء من قبل ولا الرؤساء ولا الزعماء ولا أى أحد على الأرض، الحسينى بحكم قرب موقعه منى كزميل خلال 5 سنوات هى فترة عمله فى بلاط صاحبة الجلالة فى الفجر فكان صديقا للسلفى وللإخوانى والناصرى والشيوعيى والليبرالى والعلمانى.. مواقفه واضحة كطابعه الصعيدى لم تستطع أخلاق القاهرة أن تطبع عليه كان دائم القول لى إننا عملنا ثورة ضد مبارك وتخلصنا منه ومن المجلس العسكرى وسوف نتخلص من المرشد، باختصار «الحسينى أبوضيف» الثائر الحق عمل ثورة، سرقها الإخوان منه، راح يرجعها قتلوه وتاجروا بدمه.
 
عاش حياته يتظاهر ويثور فى وجه الظلم، حتى بعد اغتياله برصاصة غاشمة أطلقها غاشم بالقطع لا يدرك جسامة إزهاق نفس أرادت أن تقول كلمة حق، لم يستسلم بسهولة، فظل سبعة أيام يرقد فى المستشفى مصارعاً ومتحدياٍ الموت، وتقف أسرته وعشيرته وزملاؤه ينتظرونه، ليعود لهم من جديد، ولكن القدر قال كلمته، وذهبت روحه إلى بارئها، وشيع الآلاف الصحفى الشهيد مؤدين صلاة الجنازة عليه بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير ليودعوه إلى مثواه الأخير حيث دفن بمسقط رأسه بمحافظة سوهاج.
 
وقبل اغتياله بقليل غرد الحسينى على تويتر: «هذه آخر تويتة قبل نزولى للدفاع عن الثورة بالتحرير، وإذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة، نقطة».. كان يعلم أن رصاصة غادرة ستنال من صوته الذى لم يتوقف يوماً دفاعاً عن الحرية، وضد ممارسات تكميم الأفواه وتكبيل الأقلام، نالت رصاصة غاشمة من الحسينى وهو يمارس عمله أمام قصر الاتحادية بتغطية الاشتباكات التى اندلعت بين المؤيدين والمعارضين لقرارات الرئيس الأخيرة.
 
استقبل مستشفى الزهراء التخصصى الحسينى بعد اغتياله بسلاح نارى.. انهمرت دموع الأهل والأصدقاء على صحفى تربصت به جماعة جاهلة أرادت أن تبعث رسالتها إلى صحفيى مصر، بأن هذا مصير حرية الفكر والقلم ـ سالم أبوضيف، شقيق الحسينى الذى يتحلى بالصمود رغم انفطار القلب على شقيقه الأكبر قال: ما جرى هو محاولة اغتيال من قبل جماعة «الإخوان المسلمين» حيث تم استخدام ضوء الليزر الأخضر فى تحديده بدقة وسط الحشود، وإصابته فى رأسه، مؤكداً أن شهوداً عيان أكدوا له أن شقيقه التقط صورا واضحة وعن قرب لشخصين، أثناء اقتحام خيمة أمام قصر الاتحادية بداخلها فتاة لم تتجاوز سن البلوغ، وقاموا بوضع «سكين» على رقبتها وذبحها، وأشار «سالم» إلى أنه تم سرقة الكاميرا وجهاز الهاتف المحمول الخاصين بشقيقه، لإخفاء الجريمة، وقال سالم إن شقيقه أعطى صوته لـ«مرسى» فى جولة الإعادة وجماعة الإخوان أعطته طلقة فى رأسه.