الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل هناك مخطط لإضعاف قواتنا المسلحة؟

هل هناك مخطط لإضعاف قواتنا المسلحة؟
هل هناك مخطط لإضعاف قواتنا المسلحة؟





 

قرأت فى إحدى الصحف الحزبية هذا العنوان ـــ فى صفحتها الأولى ـــ ولم يكن هناك تعليق أو تحليل لهذا السؤال سوى تحذير فقط، وهنا أقول كمواطن ـــ وكرجل عسكرى سابق محارب قديم- أقول رجاء ولا أود أن أقول تحذيرًا لجماعة الإخوان المسلمين.. وحزب الحرية والعدالة وهو الحزب الذى يلعب اليوم سياسيا من وراء الكواليس ومن خلف الستار ليكون  الحزب الحاكم خاصة بعد أن أعلن قادة الحزب رسميا وعلى رأسهم عصام العريان ومحمد البلتاجى أنهم يسعون لخوض الانتخابات التشريعية على جميع المقاعد وسيشكلون الحكومة القادمة، بل أرجو من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وهو المخطط الاستراتيجى الآن لسياسات الدولة.. بل لا أبالغ وأقول أرجو ولا أريد أن أقول أحذر مؤسسة الرئاسة والحكومة الحالية والحكومة القادمة والمخطط لها.. أقول لهم راجيا: ارفعوا أيديكم عن قواتنا المسلحة.

 
 
 
 

فأرجو كل الرجاء عدم اقحام القوات المسلحة المصرية والمؤسسة العسكرية سياسيا سواء كان ذلك بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر.. ولتكن قواتنا المسلحة بعيدة كل البعد عن الاتجاهات الحزبية أو الدينية أو السياسية.. كما كانت دائما.

 

إن قواتنا المسلحة وجيش مصر العظيم كما عاهدناه دائما على مر السنين ـــ وقد أصبح اليوم جيشا محترفا ـــ وهو أمل مصر فى الحفاظ على أمن الدولة وحدودها ويجب أن يظل هكذا دائما هو صمام الأمان جيشا وطنيا محايدا لجميع التيارات الليبرالية والسياسية والدينية ليكون خير محافظ على الشرعية الدستورية والدولة المدنية واستقرارها الداخلى والخارجى وحماية حدود الدولة وأراضيها وحماية شعبها من الطامعين الذين هدفهم تقسيم هذا الوطن.

 

لقد كانت قواتنا المسلحة بعيدة كل البعد عن أى نشاط سياسى أو حزبى أو دينى.. وأرجو أن تظل دائما هى الدرع  الأمين لبلادنا، وهى القوة الحقيقية التى تقف خلف الشعب والوطن بكل فئاته وهى السيف البتار الذى يحافظ على سلامة الوطن واستقراره وأمنه من أى مخاطر داخلية وخارجية.

 

وأخشى ما أخشاه أن تكون هناك أيد خفية تلعب داخل القوات المسلحة أو من الخارج للاستحواذ على فكرها ومبادئها أو حيادها وهنا الطامة الكبرى التى ستؤدى بالوطن إلى منعطف خطير لا يعلم مداه إلا الله.

 

لقد كان قدر قواتنا المسلحة بعد ثورة 25 يناير 2011 أن تقف مع إرادة الشعب ومع الشعب فى ثورته ضد الظلم والاستبداد، وبذلك جنبت البلاد الكثير من الخراب والدمار وكان يجب أن يحسب لقواتنا المسلحة ذلك الموقف الوطنى الشجاع، ولقد كان قدر قواتنا المسلحة أيضا أن تتولى مسئولية شئون البلاد وهى البعيدة كل البعد عن العمل السياسى وفى هذه الفترة العصيبة.

 

وكان على المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق فى هذه الفترة أن يتحمل هذه المسئولية.

 

لقد علمنا أخيرا أن الرئيس محمد مرسى - وندعو الله أن يعينه على هذه المسئولية الجسيمة- وهو يريد أن يكون رئيسا لجميع المصريين لم يوافق على شكوى جماعة الإخوان المسلمين بعد رفض الكليات العسكرية ضم أبنائهم وبعض شباب الإخوان فى الدفعات الجديدة - ولأسباب تخص ميولهم الأيديولوجية وانتماءهم لبعض التيارات السياسية.. وذلك بعد أن أوضح قادة القوات المسلحة للرئيس أن القرار لا يخص أبناء أو شباب جماعة الإخوان المسلمين فقط.. بل يشمل كل من له توجه سياسى أو أيديولوجى للحفاظ على وحدة الجيش المصرى وإبعاده عن أى تيارات سياسية أو دينية ليظل دائما جيشا وطنيا - حاميا للوطن - وحتى لا ينقسم الجيش على نفسه وتدخله الصراعات الحزبية وليس ذلك فى مصلحة الوطن بأكمله.

 

وقد أبدى الرئيس محمد مرسى من جانبه اقتناعه بذلك وندعو الله له بالتوفيق والسداد وهو بذلك بدأ ينحاز لمسئولياته ومهامه كرئيس لكل المصريين من أجل مصلحة الوطن وحفاظا على قواته المسلحة الوطنية.. فرجاء كل الرجاء أن ترفعوا أيديكم عن قواتنا المسلحة.. وحفظ الله مصر وجيشها وشعبها من كل فتن.

 

لواء متقاعد  
محارب قديم