أروع مُحَاكمة لـ «خالد جلال»

بعد «محاكمة» مسرحية سريعة ومبدعة وعادلة، كرم الرئيس عبدالفتاح السيسى المخرج خالد جلال ومنحه «براءة الإبداع» فى ختام فعاليات منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة. التكريم ليس فقط لبراعته فى «محاكمة سانتا كلوز» بل تتويجًا لبصماته ولمساته طوال العام فى خريطة الإبداع وحرصه على ضخ دماء جديدة لتحتفظ مصر بالمكان والمكانة التى تليق بها كمركز إشعاع حضارى وثقافى، وهى رسالة لأولياء مصر المبدعين باعتبار أن التكريم هو وسام لدور الفن المصرى وتأثيره.

تكريم الرئيس أيضًا رسالة تقدير واحترام لدور وزارة الثقافة بقيادة الوزيرة المبدعة د.إيناس عبدالدايم وترجمة لجهودها لدعم كل ما يضيف للثقافة المصرية بجذورها الراسخة عبر التاريخ وهذه المرة جاء فى صورة تكريم رئيس قطاع الإنتاج الثقافى «خالد جلال» ودوره البارز فى تمكين المواهب الشابة للتعبير عن إمكانياتها وترجمة هذا الدور فى عروض فنية أجمع كل من شاهدها على روعتها وجمالها على مستوى النصوص المقدمة والأداء الصادق ولنا فى عرض «سينما مصر» عبرة للناظرين. تكريم جلال جاء تأكيدًا وترسيخًا للجوائز التى حصل عليها، وفى مقدمتها جائزة الدولة للإبداع وجائزة الدولة للتفوق فى الفنون، لكن هذه المرة انتقل التكريم إلى خانة العالمية بعد تفوقه فى قيادة مواهب من 16 دولة لتقديم عمل مسرحى فى وقت قصير لا يتجاوز 15 يومًا مستعينًا ببعض العناصر المتخرجة فى مدرسته فى عرض مسرحية «المحاكمة»، والتى كانت بمثابة رسالة للإنسانية لمواجهة الإرهاب والتطرف والتنمر وصرخة لإنقاذ أطفال العالم. عرض «المحاكمة» استوحاه «جلال» من شخصية سانتا كلوز أو «بابا نويل» هذه الشخصية التى تتسم بالطابع العالمى، وأقام محكمة مسرحية واتهم بابا نويل بالإهمال وعدم السؤال عن أطفال العالم الثالث، رغم ما كانوا يواجهونه من تطرف وأوبئة واستغلالهم فى أعمال غير إنسانية وحمل السلاح وحرمانهم من السعادة، بينما هو غائب عن تأدية دوره فى إضفاء البهجة والسعادة لهم فى هذه المناطق التى يعيشون فيها، خصوصًا الأطفال الذين يموتون فى مناطق تعانى من نقص الدواء والماء والغذاء الصحى بسبب الحروب والأطفال الذين يجبرون على العمل الشاق بما لا يتناسب مع أعمارهم والأطفال المحاصرين من الإرهابيين مما يعرض حياتهم للخطر وحتى الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون قسوة بعض المجتمعات، بينما يدافع بابا نويل عن نفسه وسط حصار هذه الاتهامات التى طالته من أطفال العالم ودول العالم الثالث. لم تقتصر إجادة «خالد جلال» فى العمل على الرؤية والصياغة المسرحية، بل قام بتأليف كلمات أغنية «المحاكمة» التی استهل بها العمل وتلخص رسالته من ألحان شريف عبدالمنعم وهو ملحن واعد وتوزيع أحمد طارق يحيى وهو صاروخ موسيقى جديد تحمل وحده توزيع 7 أغنيات فى وقت قصير. «المحاكمة» شارك فى تقديمها مواهب مركز الإبداع من الدفعة الثانية قسم تمثيل: منار الشاذلى وأحمد الحسينى وأميرة رضا وإيمان الشريف، إلى جانب الحضور المتميز تعبيريًا وتمثيليًا لغادة طلعت وإيمان غنيم وأحمد سعد والى هذه الموهبة الكوميدية الذى جسدت دور «سانتا كلوز» ويسرا كرم ونهى وجوهر وسلمى المنفى من ليبيا وريدان «اليمن» وراجا «باكستان» وألفونس «غانا» ومينا «بنجلاديش» وماشا «روسيا». مسرحية «المحاكمة» التى تابعها الملايين فى ختام فعاليات منتدى الشباب الثالث والقنوات المصرية DMC وأون تى فى والقناة الأولى المصرية، عكست بوضوح قدرة الفنان المصرى على الإبداع والابتكار فى كل الظروف والمناسبات السعيدة وهى تجربة جديرة بالتقدير. أما الأغنيات المقدمة فهى تستحق أن يسمعها كل شباب العالم تقديرًا لمبدعيها من الشعراء: محمد بهجت وعماد عبدالمحسن والملحنين أمثال شريف عبدالمنعم وأحمد كيكار، ومعهم الموزع الموهوب أحمد طارق يحيى. من حق «خالد جلال» أن يفخر بتكريم الرئيس بعد أن راهن بثقة واقتدار بمواهب شابة وواعدة قادرة على تجديد دماء القوى الناعمة هذا السلاح العابر للقارات وكل الحدود أمام القوى المتطرفة والغاشمة.