الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شعبان.. فى ذمة الله

شعبان.. فى ذمة الله

مات «شعبان عبدالرحيم»، بعد رحلة مكوكية سريعة وحافلة؛ ولكنها مليئة بالذكريات والرسائل السياسية الشعبية.. بدأها ببيان غنائى بسيط «أنا بكره إسرائيل» وانتهت بمنشور شعبى أثير قال فيه «الشعب المصرى وجيشه إيد واحدة جد بجد واللى معاه ربنا مش بيخاف من حد».



هكذا خرجت جريدة شعبان عبدالرحيم الشعبية الناطقة بالعديد من الرسائل وكانت ترجمة لنبض الحارة المصرية من دون مزايدة أو تزييف، كتب له هذه الخطب السياسية رفيق مشواره الشاعر «إسلام خليل» عبر أكثر من 17 عامًا وهى الفترة التى فاقت شهرته الحدود وقدم خلالها أكثر من 700 أغنية رسمت ملامح الدبلوماسية الشعبية المصرية بأمانة وصدق وبسطر لحنى واحد فى ظاهرة لم تحدث فى تاريخ الغناء، وكان اللحن الشهير نتاج توافق نفسى وعاطفى «لشعبان وإسلام». شعبان عبّر بأغنياته ليس فقط  عن الحس الشعبى، بل العقل الجمعى المصرى؛ ولهذا نجحت وردّدها كل الناس بدهشة وحب بصوت فنان الشعب فى العصر الحديث الذى لايقرأ ولا يكتب، أو الفنان «الأمى»؟! رسالة شعبان فى الحقيقة انطلقت مع صديقه بعد حادث مقتل «محمد الدرة» على أيدى قوى العدوان الصهيونى وكانت هى الشرارة الأولى لمولد أنا بكره إسرائيل، والتى حققت نجاحاً فائقًا وانتهت بوصية يؤكد فيها على تلاحم الشعب المصرى وجيشه وهى موجهة لرئيس مصر ويقول فيها: «اللى معاه ربنا مش بيخاف من حد.. الشعب المصرى وجيشه إيد واحدة جد بجد». حتة ممثل فاشل ساقط فى التمثيل.. غلط فى مصر وجيشها ويستاهل التأديب.. اسمه «محمد علي» مش يعنى «على كلاي».. وحتة عيل فاسد وحرامى ورغاى لا نعرف مين بسلامته ولا حتى يطلع إيه والنعمة أنا لا أعرفه ولا حتى سمعت عليه. هرب على البر الثانى وده حلمه من زمان كان نفسه يعيش فى جنة «إردوغان». بأى حق يا فاشل تغلط فى جيش ورئيس.. هو أنت فاكر الشعب هايسيبك يا خسيس. ماحدش خان البلد دى غير إلا وقع واتعرف.. الجيش المصرى يا شاطر رمز الكرامة والشرف. من هذه البساطة وهذا النقاء، انتشرت أغنيات شعبان مع إسلام رئيس تحرير أغنياته ولم يترك حدثًا إلا وسجّله بصوته من أحداث مصرية إلى عربية وعالمية بطريقة الخطب الغنائية، من تحذير العراق بمخطط أمريكا وتقسيم السودان، إلى مؤامرة يناير بأغنية 25 ميدان التحرير ومخطط البرادعى وقناة الجزيرة إلى رفض المصالحة التى نادى بها سعد الدين إبراهيم مع قطر والإخوان «مش هنصالح قطر اللى بتلعب بالنار ولا الإخوان حبايبهم الخونة الأشرار» حتى الدواعش كان لهم وقفة مع شعبان بأغنية أبوبكر البغدادى ويقول فيها «ياأبوبكر يا بغدادى يا أمير المجرمين.. شكلك غشيم وفاضى ومعاك شوية مجانين.. خلافة إيه يا أبو خلافة ما تصلى على الرسول كلامك كله خرافة من اللى بعتك قول».. إلى جانب الرد على «وائل غنيم» اتجنن وحالق زلط ملط وائل غنيم اتجنن وقالع فى الشارع ملط» ردا على تخاريفه الأخيرة. بيانات شعبان الوطنية طالت أيضًا رؤساء أمريكا بوش وأوباما وترامب والإخوان الكدابين ووصفهم بالإرهابيين «إرهابى يا إرهابى يا عديم الانتماء من إداك الحق تقتل الأبرياء.. ردا على الحوادث الإرهابية التى كان يقف وراءها الإخوان الإرهابيين». شعبان «المناضل الشعبى والناشط الغنائى وچيفارا البسطاء» الذى حطم قوانين الجاذبية الغنائية بلحن واحد ورسائل متعددة سيظل اسمه محفورًا فى قلب كل مصرى غيور على وطنه ودينه.. إنها رسالة تعهد بها أيضًا مؤلف خطبه الغنائية إسلام خليل بمواصلة المشوار بمقطع قاله لى «إسلام» حصريا لروزاليوسف التى أول من تنبأت بنجومية شعبان ويقول فيه: «أنا اللى هارد بنفسى على كل خاين وعميل وإذا كان شعبان اتوفى سايب إسلام خليل». إن رد «إسلام» يبدأ من حيث انتهى «شعبان» أو بداية طريقهما ضد «إسرائيل» التى سارعت سفارتها بغرابة ليست جديدة عليها من خلال الحساب الرسمى فى تويتر بحذف النعى الذى كتبته بعد وفاة شعبولا، لتؤكد أن معركتها مع شعبان مستمرة، بينما كتب معلق فى الشئون العربية بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يدعى اليئور ليفى «لم يكن شعبولا معبودًا، لقد كان مزيجًا نادرًا من المغنى والشاعر ومصمم الأزياء.. لقد خلق تيارًا جديدًا من الانطباعية من خلال  الشعر ووفاته خسارة للفن والذوق العام».>