الخميس 10 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دافئ.. متواضع.. طيب ومنتصر لإحساسه

دافئ.. متواضع.. طيب ومنتصر لإحساسه
دافئ.. متواضع.. طيب ومنتصر لإحساسه


لـ«الكينج» حضور خاص فى أى مكان يوجد به، أى عمل يؤديه كمطرب أو كممثل، فى الحفلات أو مواقع تصوير الأعمال الفنية التى قدمها، ولـ«الكينج» أيضًا مكانة خاصة فى قلوب جماهيره ومن عملوا معه واقتربوا منه، «يوسف شاهين» اختار مشهدًا مضحكًَا معه فى بداية (حدوتة مصرية) حيث يجلس «منير» أمام عجلة قيادة سيارة ثابتة، فيدخل «شاهين» قائلا: «ما قلنا أكشن متخش يا منير مستنى عزومة» فيقول له «أكسر يمين» فيرد «يمين إيه يا منير هتخش فى الحيطة».. هذه الحالة جمعت بين «منير» ومن تعاملوا معه فى الغناء والتمثيل والذين أخذنا شهاداتهم التى نعتبرها وثيقة حب لفنان كبير.  
خيرى بشاره


قبل أن ألتقى بـ«منير» كنت فى حالة عشق له كمغنٍ لأسباب لها علاقة برؤيتى الخاصة بالحياة وبمصر وبنفسى، وما أريد تحقيقه فى السينما و«منير» كان جزءًا من تلك المنظومة بداخلى لأن صوته دافئ، يدخل القلب بسهولة ولن أنسى أننى فى يوم ما دخلت أحد المحلات وكانت تدور أغنية (حدوتة مصرية) فوجدت دموعًا فى عيون الفتاة البائعة وعندما سألتها لماذا تبكين قالت لى (بحبه أوى).. فهو دافئ واختياره لكلمات أغانيه عالٍ جدًا من ناحية ارتباطه بالناس والبلد يعنى دعوة لأجمل الأشياء، للتقدم لكل شىء، وهو مختلف عن كل من حوله ومضامين أغانيه أيضًا، فهو فى حالة عشق للمعانى التى يغنيها، هذا الأسمر الجنوبى وأنا شخصيًا لدىَّ انحياز لأهل الجنوب، بحبهم.. عندما أحاول تذكر اللقاء الأول معه لم أعد أدرى هل حدث بالفعل أم فى الحلم لكنى أتذكر أننى رأيته ورأيت «شريهان» لا أعلم، هل فى نفس اليوم أم لا ولكنى أدرك أن عيون الاثنين أثرتنى، لذلك فالزمان والمكان اللذان التقيتهما بهما تم محوهما من ذاكرتى، ولكن بقيت عيونهما فقط فى الذاكرة.افتتنت بهما جدًا، وكان هناك ممثلان آخران لدوريهما فى فيلم (الطوق والإسورة) لكننى قررت اختيارهما، و«منير» كانت لديه طلة أكثر اتساقًا مع أجواء هذا الفيلم، وأذكر أنه أثناء التصوير كان كل الممثلين رجالًا ونساءً فى الفيلم يشعرون بالغيرة من فرط السعادة والفرحة الطفولية التى كانت تنتابنى كلما رأيت «منير». وأثناء التحضير لـ(يوم حلو يوم مر) كانت الفنانة «فاتن حمامة» متحفظة على اختيار «منير»، لكنها منحتنى كل الثقة، فأردت إقناعها بوجهة نظرى ووجهت دعوة غداء لكل أبطال الفيلم وبعد قليل وجدت «فاتن» تميل على قائلة عن «منير»: «ده طيب أوى»، فقلت لها:«وده الجميل»، فقالت «أنا مش هشوف اللى أنت شايفه»، وما كنت أراه فى اختيار «منير» لهذا الدور الشرير الصعب أن طبيعة الدور سوف تفرض عليه اجتهادًا مضاعفًا، والاجتهاد مع الموهبة شىء عظيم، وهو يحمل مشاعر ستمنحنى شيئًا مختلفًَا، فأى ممثل كان سيؤدى الدور بسهولة، ولكن هنا كانت ميزة «منير» وأذكر أننى أحيانًا كنت أقوم بأداء مشاهده فى البروفات بشكل مضحك لأنه أصلًا شخصية ضحوكة وساخرة فكانت تجربة جميلة، «منير» من وجهة نظرى هو أكثر المغنين الذين يمتلكون شعبية، لم يفقدوها بفعل الزمن أو السن، ولم يفقد الإعجاب به لأنه صوت دافئ، وهو أبرز مغنٍ جاء بعد «عبدالحليم». >


محمد فوزى

«محمد منير» هو عِشرة العمر فعلى المستوى الفنى أعرفه كمستمع، وكنت متيمًا بصوته، وبما يقدمه من فن مختلف إلى أن جاء الحظ السعيد، وبدأت علاقتى به على المستوى الشخصى فى أواخر عام 1988، حيث مسرحية (ملك الشحاتين) ثم مسرحية (الملك هو الملك) عام 1999 ثم مسلسل (المغنى) عام 2016. كل هذه السنوات الطويلة وأنا تربطنى علاقة قوية به، ولن أتحدث اليوم عن مشواره الفنى الذى لا يمكن أن يختلف عليه اثنان من تاريخ عظيم ومشرف، وإنما سأتحدث عن الفنان النوبى الخلوق صاحب الأخلاق والأصول والتربية وحسن الكرم، نعم هو ذلك الرجل الذى يظن البعض أنه متكبر ومتعجرف كونه نجمًا كبيرًا، ولكنه أبسط من ذلك بكثير.. وبساطته تجعله دومًا حريصًا على عدم مضايقة من حوله، وأتذكر فى مسلسل (المغنى) عندما يكون لديه بعض الملاحظات لشخص ما يحاول بكل السبل إيجاد طريقة لا تزعج هذا الشخص أو تجرحه، ليس هذا فقط بل وجدته أيضًا يعرف حدود دوره فى العمل كممثل فلا يتدخل فى عمل المؤلف أو المخرج فهو من يضع حدودًا لنفسه لا يتجاوزها مطلقًا. >

إنعام محمد على

تجربتى مع النجم «محمد منير» كانت فى فيلم (حكاية الغريب) وقد كان ملائمًا للدور بنسبة ١٠٠٪، لأن طبيعة الدور كانت تفرض وجود مغنٍ شعبى يعبر عن الأحداث التى تناولها الفيلم ما بين فترة 1967و1973 أمثال «سيد مكاوى والشيخ إمام»، و«منير» هنا كانت تتوافر فيه كل المتطلبات، خصوصًا أن تجاربه مع المخرج العالمى «يوسف شاهين» كانت قيّمة من حيث التمثيل والغناء، فأغانى «منير» ليست رومانسية بقدر ما تعبر عن الهوية المصرية، وكان ذلك سببًا كبيرًا فى اختيارى له، خصوصًا أن أغلب أغانى الفيلم سواء السيناوية أو غيرها كانت تحتاج إلى مغنٍ يشعر ويحس بمعنى ما يقول، وهذا ما جسده «منير» بشكل ممتاز.. أثناء التصوير وجدت فى «منير» شيئًا جميلًا، فأغلب أحداث الفيلم كانت تصور فى السويس بمعنى أن التصوير الخارجى كان يمثل 90 ٪ من الأحداث، وهذا من الممكن أن يرهق الممثل ويجعله يتذمر على المخرج، ولكن «منير» كان عكس ذلك فكان مطيعًا جدًا وسلوكه فى غاية الروعة، يحضر فى المواعيد المحددة للتصوير، يأتى مذاكرًا مشاهده، فلم يسبب لى أى إزعاج، خصوصًا أنه انطوائى بعض الشيء فهو من الشخصيات قليلة الكلام وكان حتى وقت الغداء ينعزل ويأكل وحده وهذا ليس تكبرًا منه وإنما خجلًا، كما أنه من الممثلين الذين يستمعون إلى الملاحظات بعناية شديدة ويأخذونها فى الاعتبار.. وأريد أن أؤكد أن أغلب أغانى الفيلم التى قدمها «منير» برفقة الموسيقار «ياسر عبدالرحمن» ساهمت بشكل كبير فى نجاح الفيلم. والثلاثى «منير ومحمود الجندى وشريف منير» قدموا ملحمة وطنية عظيمة دعمها «منير» بأداء غنائى ثرى وعالٍ. >


محسن محيى الدين

«منير» حالة منفردة، هو آلة إذا عزفت صمتت كل الآلات من حوله، لأن عزفه ينشد مقطوعة موسيقية كاملة، وبالنسبة لى فهو صاحب فضل كبير علىّ لن أنساه.  فلقد دعمنى بشدة وقت إنتاجى لفيلم (شباب على كف عفريت) الذى قمت بإنتاجه وإخراجه والتمثيل فيه، فكان بمثابة الحافز لى وخير صديق أيضًا، فلم أشعر منه وقتها بأى تكلف بل بساطته كانت تطغى على أى شىء، وكنت قد التقيته قبلها فى فيلم (اليوم السادس) إخراج العالمى «يوسف شاهين».. ورغم أننى لا أتذكر الكواليس بشكل كبير لمرور وقت طويل عليها، والذاكرة لم تعد قوية، فإن «منير» ساهم فى كل عمل شارك فيه بنجاح، سواء بأدائه التمثيلى غير المصطنع، حيث يمثل على طبيعته وسجيته وفطرته كمواطن مصرى بسيط، أو بالغناء حيث تتميز أغانيه بطابع خاص ومناسب للحدث دائمًا، فهو «الملك» كما لقبه الجمهور وسيظل كذلك دومًا.>


رجاء حسين

ابنى وحبيبى «محمد منير».. الذى لا ينادينى سوى بـ«عمتى» فقد التقيته فى فيلم (حدوتة مصرية) من إخراج العالمى «يوسف شاهين»، وقتها عرفت «منير» عن قرب، وكنت أشعر بالفعل أنه مثل ابنى لأنه خير ما أنجبت مصر، إنسان حين تتحدث عنه تتذكر سيرته العطرة فلم نسمع طوال مشواره الفنى عن سقطة واحدة له وذلك لأنه كما يقولون بالبلدى «متربى وابن ناس وابن أصول».. وأتذكر (حدوتة مصرية)، الأيام الحلوة مع «جو» و«منير»، وكنت أرى علاقتهما معا وفهمت لماذا لمع «منير» بشدة مع «يوسف شاهين»،لأن التفاصيل التى كنت أراها فى عيونهما فى مشهد من المشاهد تكاد تكون متطابقة 90 ٪ كلاهما له بعد نظر..  و«منير» كممثل  كما هو كمغنٍ،  بارع فكان دومًا ينصت لتوجيهات «شاهين» ويستمع لها بالحرف، وينفذها دون أى ضيق أو حتى جدال، كما أن أغانيه فى أفلام «يوسف شاهين» ساهمت كثيرًا فى نجاح هذه الأعمال والدليل أن الناس لاتزال تستمع إليها حتى الآن، أما على المستوى الإنسانى فلا يكفيه بحر من الكلمات، حيث كرمه وحسن خلقه مع زملائه وحبه لفنه فكان دومًا يقول لى: «أنا عمرى للفن»، وهو أيضًا بار جدًا جدًا بأهله وبلده، ويقدم خدمات لكل من يحتاج إليه، ورغم أنه قليل الكلام فإنه فى (حدوتة مصرية) كان بمثابة شعلة من النشاط والضحك والبهجة ومع كل كلمة «أكشن» نطقها «شاهين» كنا نجده شخصًا آخر يؤدى الدور بإحساس عالٍ، وإن أعدنا المشهد  أكثر من مرة بسبب أخطاء أى ممثل غيره كان لا يتذمر أو يبدى أى سلوك غير أخلاقى بل بالعكس كان فى كل مرة يؤدى بنفس الحماس والحيوية.. أنا من خلالكم أريد أن أقول له: كل سنة وأنت طيب وبخير ودائما أنت متفرد ومختلف عن الآخرين بما قدمت وتقدم، ويكفى أنك موجود فى حياتى، ودائم السؤال علىّ. >


وجيه عزيز

قدمت مع «منير» 12 أغنية منها: (الفرح شاطر، عصفور، صغير السن، ممكن، من أول لمسة، قلبك الشاطر، معاكى، حاضر، لو كان لزاما، إيديا فى جيوبي) وغيرها، وما يميزه أنه يحب الجمل اللحنية البسيطة، وأكثر ما يميزه هو أنه لا يفرق معه إذا كانت هذه الكلمات قيلت من قبل أم لا، فهو جرىء فى اختيار الموضوعات وجرىء فى اختيار الكلمات، وغير متردد أبدًا فى اختيار أغانيه والكلمات الموجودة بها ولا يعدل على الأشعار كما يفعل أغلب المطربين، إنما يحب أو لا يحب، وهو دائما يمتلك رؤية وشيئًا معينًا يريد أن يقوله فى وقت محدد، ويختار الأعمال التى تمسه وتمس طريقة تفكيره ورؤيته فى الحياة ويريد أن يقول من خلالها رسالة ما لسبب ما، وفى أغلب تعاملاتى معه يستمع إلى الأغنية، وعندما تعجبه يأخذها فورًا ويغنيها، وأحيانًا تعجبه أغانٍ ويؤجل طرحها للتوقيت المناسب لها وحدث ذلك فى أغنيتى (ممكن ومن أول لمسة)، ويمتاز «الكينج» أيضًا بأنه يجرب كل شىء، ولا يحصر نفسه فى  شىء، حتى إنه تعامل مع فرق موسيقية ألمانية ومصرية وغيرهما.
وأعتبر أن مشواره الغنائى من أهم وأميز المشاوير الغنائية، فمنذ أن بدأ الغناء وجمهوره من فئة الشباب خصوصًا فى أعمار من بين الـ20 و الـ30، ومازالت هذه الفئات العمرية مع تتابع الأجيال تستمع إليه،  وهذا شىء أراه فريدًا من نوعه لم يحدث إلا مع «محمد منير»، أيضًا من أقوى مميزاته أنه فنان متنوع وناجح فى كل الألوان الغنائية، بالإضافة إلى أن لديه إصرارًا على تقديم المنتج الذى يعجبه ويتناسب مع رسالته ولا يقدم أى شىء بخلاف ذلك.>


 أمير طعيمة

«منير» مغنٍ  له مدرسته وفلسفته الخاصة، فدائمًا ما يقدم الأغانى التى تلمسه وتعبر عما يشعر به، ربما يأخذ وقتًا فى تنفيذ أغانيه، ولكنه يعرف ماذا يريد لأنه يقدم ما يرغب فى التعبير عنه، وفقًا لحالته النفسية بعيدًا عن حسابات السوق أو استهداف جماهير معينة، لقد بدأت التعاون معه منذ عام 2003 فى ألبوم (أحمر شفايف)، بثلاث أغانٍ هى: (إبكى،  بحر الحياة، وأحمر شفايف)، ثم أعدت له كتابة أغنية (لو بطلنا نحلم نموت)، وقدمنا معًا إعلان (متبطلش أبدأ طموح)، وأخيرًا أغنية (مهموم)، وسبب قلة أعمالنا وطول فترة ابتعادنا هو انشغال كل منا وعدم توافق مواعيد العمل بيننا، ولكن علاقتى به كلها حب واحترام  ،ولأننى أحبه جدًا وأنا من جمهوره فعندما وجدت أننا لم نتعاون منذ سنوات، وكنت ذاهبا للقائه أخذت معى لحنًَا من «وليد سعد» كتبت له كلمات وطلبت من «أحمد إبراهيم» أن يضع توزيعًا مبدئيًا، وعرضت الأغنية عليه فكانت أغنية (مهموم)، وأظن أننى أعرف جيدًا ما يعجبه وما هى ميوله وما هى اختياراته، ولكن  صعوبة العمل معه أنه لا يمكن أن يغنى أغنية مصنوعة لغيره، وأغنياته يجب أن تكون مكتوبة وفقًا لشخصيته ولحنها مخصوص له ،كما أن لونه وجمله من الممكن أن يكتبها شعراء غير متخصصين، فمن الممكن أن تعجبه أشعار ليست غنائية ويغنيها.. «محمد منير» شخص حقيقى وطبيعى جدًا، لا يدعى أى شىء، فنان فى كل لحظة فى حياته.. كل حساباته فنية بحتة.. يعمل من قلبه بكل صدق ويقدم ما يحب فقط، ولا يشغل باله بالأرقام أو بالآخرين أو بما يُقال، يمكن أن نقول إنه يعيش فى كوكب «منير» بمفرده، ويقدم ما يؤمن به، لذلك كل نجاحاته و استمراره و كل ما وصل إليه شىء طبيعى ولا يوجد سبب واحد لحدوث عكس ذلك. >