الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

«هنجملها».. جدران تنبض بالحياة!

«هنجملها».. جدران  تنبض بالحياة!
«هنجملها».. جدران تنبض بالحياة!


بين صخب الشوارع.. وألوان الجدران الأسمنتية.. وعوادم السيارات.. قرر بعض الفنانين تقديم رسالتهم بفرشاة وعلبة طلاء لإضفاء روح جديدة فى الشوارع وعلى نفوس المارة.. ليتحول اللون الرمادى لألوان مبهجة.

بجداريات تزين الشوارع يسعى المجلس الوطنى للشباب لدخول موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية بتنفيذ مبادرة «هنجملها» التى تستهدف لطلاء وتلوين أكبر عدد من الجداريات فى منطقة حدائق أكتوبر بمساحة تقارب الـ 30 ألف متر، برعاية وزارة الإسكان، وجهاز التنسيق الحضارى بوزارة الثقافة، ووزارة التنمية المحلية.
كخلية نحل بدأ شباب المبادرة تجهيز الحوائط للطلاء منذ شهر استعدادًا لبدء التنفيذ، وذلك بقيادة الدكتورة نهى عبدالعزيز، رئيس اللجنة الفنية والمشرفة على فريق العمل الفنى، والدكتورة دليلة مختار رئيس المجلس الوطنى للشباب، والدكتور وائل الطناحى، أمين عام المجلس الوطنى للشباب.
العمل التطوعى لا يفرق بين طالب ومدرس إذ يتكون المتطوعين من 3 أعضاء فى هيئة التدريس بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس، إضافة لـ15 طالبا وطالبة، إذ تم إعداد تصميمات المشروع والرسوم التخطيطية له بالتعاون بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، كما ساعد أساتذة الكلية الطلبة فى استخدام الخامات الملائمة للجداريات.
عن فكرة المبادرة تقول الدكتورة نهى عبدالعزيز، أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية النوعية وإحدى أعضاء الفريق:  «هنجملها» جاءت نتيجة لمبادرة «معًا نرتقى» والتى استطاعوا من خلالها إنجاز 5 مشروعات تجميلية للجدران كان أبرزها جدار جراج كلية التربية النوعية وتجميل ميدان العباسية وسور المدينة الجامعى لجامعة عين شمس، لافتة لأن التعاون مع المجلس الوطنى للشباب ساهم بشكل كبير فى تنفيذ مبادرة «هنجملها» على أرض الواقع.
وأشارت «نهى» إلى أنه لم يتم اختيار رسوم موحدة للجدارية فى منطقة حدائق أكتوبر: «إحنا اختارنا تحديد طابع معين لكل مجموعة من البيوت من خلال رسوم معينة.. وبدأنا بالرسومات الفرعونية وهنعمل رسومات إسلامية وقبطية فى المراحل القادمة.. وهدفنا نفكر الناس بالتاريخ المصرى سواء كان الفرعونى أو القبطى أو الإسلامى».
رسم أكبر بورتريه للرئيس السيسى على طريق الفيوم، هو أحد أهداف المبادرة، كما تمنت «نهى» إنجاز هذه المبادرة فى الوقت المحدد من دون تأخير، لدخول موسوعة جينيس فى تجميل المدن.
وأضحت أن جهاز مدينة حدائق أكتوبر وفر كل المواد الخام المطلوبة لإنجاز الرسوم من مواد الطلاء والفرش وغيرها من مواد خام، مشيرة لأن الوقت المخطط لإنجاز الجدارية حوالى عام كامل بسبب قلة المتطوعين «إحنا لسه معندناش متطوعين كتير.. وبننزل فى الإجازات والأوقات الفاضية اللى عند الطلبة عشان منعطلهمش.. وكمان الجدارية مساحتها كبيرة وده محتاج مجهود أكبر».
الكلمات المحبطة من المارة أثناء الرسم كانت أبرز التحديات أمام فريق هنجملها إذ أثرت عليهم بشكل سلبى،لكن مع استمرارهم فى العمل تحول رفض السكان إلى دعم فالبعض عرض عليهم المال والمواد الخام والآخر عرض عليهم الطعام، إضافة لكلمات الشكر من سكان المنطقة بعد اكتمال جزء من الجدارية.
بعد مشاركته فى أول مبادرة لتزيين وطلاء الجدران فى 2017، يقول الدكتور عمرو يحيى، المدرس المساعد فى الرسم والتصوير بكلية التربية النوعية، أنه يهدف لتعليم الطلبة رسم اللوحات بطريقة جديدة غير تقليدية من خلال مبادرات الرسم على الجدران، لافتًا لأن رغبته فى وصول الفنون لجميع الناس هو ما دفعه للمشاركة فى المبادرة إضافة لتزيين البيئة المحيطة.
وأضاف «د.عمرو»: إن الرسم على الجدران روج بشكل كبير لكلية التربية النوعية وهو ما أثر على أعداد الطلبة الملتحقين بالكليات فى الأعوام السابقة، لافتًا لمروره بلحظات يأس بسبب رسمه للجداريات وأثر الضوضاء والزحام على عملهم، إضافة لإزالة بعض من الرسومات فى ميدان العباسية إذ قرر وقتها ألا يكرر التجربة، إلا أنه تنازل عن قراره بعد ظهور مباردة «هنجملها» فى مدينة حدائق أكتوبر.
 وأضح أن تجميل ميدان العباسية كان أصعب المشروعات التى شارك فيها، رغم صغر مساحته مقارنة بالمشروع الحالى إلا أنه لم يلق صعوبات كثيرة أثناء الرسم فى حدائق أكتوبر مثلما حدث فى ميدان العباسية.
وتابع عمرو أن اختيار الألوان يتم حسب نوع الرسومات الموجودة بالتصميم، إذ يراعى فى الرسوم الفرعونية وجود ألوان هادئة مستمدة من الطبيعة، فيما يتم استخدام ألوان صاخبة ومتنوعة فى الرسوم الإفريقية، مشيرًا لأن التعليقات الإيجابية من السكان هى ما تشجعهم على إكمال طريقهم لإنجاز الرسومات، خاصة مع وجود الكثير الصعوبات وقلة أعداد المتطوعين إلى جانب طول فترة العمل من 10 صباحا الى 5 مساء «قدرنا من خلال تعاون السكان معانا من إنجاز 56 مترا خلال 4 زيارات بس.. والشغل مع الشباب مفيد جدًا لأن كلنا بنخدم رسالة واحدة وهى الفن من أجل النهوض بالوطن».
عن رؤية الطلبة المشاركين فى المبادرة تقول فاطمة مجدى، إحدى المتطوعات بفريق «هنجملها»، أنه رغم مشاركتها فى 3 مشروعات تطوعية للرسم على الجدران وتجميل الشوارع، كانت تظن أنها لن تستطيع المشاركة فى رسم الجدارية لمساحتها الكبيرة وشعرت أن الأمر مستحيل، ولكن فور البدء فى العمل وتعاون أفراد الفريق فى إنجاز العمل أصبح أمرًا سهلًا عليها، لافتة لأنها فى البداية شعرت باليأس عند إفسادها للألوان لكن سرعان ما كانت تتذكر كلمات معلميها «مفيش لوحة بتبوظ» فتعود مجددًا للعمل.
وتضيف فاطمة : «كان فيه ناس بتقف علشان تدينا مية وتقولنا نساعدكوا إزاى لو محتاجين حاجة.. وكانت الروح اللى بين الفريق والناس دى أكبر حافز عشان أخلص الرسومات.. كمان البيت دعمنى عشان أكمل فى مجال الرسم على الجداريات.. خصوصًا إنى بحلم من صغرى بتجميل الشوارع والجدران وتزيينها برسومات مبهجة.. وبعد ما شاركت فى مشروعات تزيين الشوارع بقيت برسم على جدران أوضتى تصميمات من تنفيذى.. ومبسوطة إن فيه ناس كتير بعد ما شافوا الرسومات قرروا انهم يتطوعوا فى المبادرة».