الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

3 فتيات على درب «مو صلاح»!

3 فتيات على درب «مو صلاح»!
3 فتيات على درب «مو صلاح»!


كرة القدم النسائية واحدة من بين عشرات الرياضات التى لاتزال تعانى العديد من المشكلات ولا تحظى بالمكانة التى تتمتع بها كرة القدم الرجالية، إلّا أن العديد من الفتيات المصريات والعربيات نجحن فى اقتحام الألعاب الرياضية التى ظلت إلى عهد قريب حكرًا على الرجل، بينها كرة القدم، والمشاركة فى البطولات التى كانت فرصة بالنسبة للكثير من اللاعبات لإبراز مهاراتهن واللعب فى منتخبات بلدانهن، بل الاحتراف فى نوادٍ أوروبية.
«منة وسارة ورنيم».. ثلاث فتيات، لم يكن اللعب يحظى باهتمامهن، لكن طفت الموهبة على حياتهن فى وقت قصير، وتحوَّل لعب الكرة، لمهنة، يصعب الاستغناء عنها، فأثبتن أن الملاعب مكان لأصحاب المواهب فقط دون النظر إلى جنسه، سواء كان رجلًا أو امراة، ففى أحيان كثيرة تتفوق النساء على أقرانهن من الرجال، ويحترفن اللعبة دوليّا مثلما حدث مع ثلاث مراهقات، تتغنى الملاعب بأسمائهن اليوم.
 
منة تحترف بـ«فاتح» التركى

«ألعب من أجل كرة القدم.. دون النظر إلى العروض المالية».. هذا هو الشّعار الذى رفعته «منة الله طارق»، المحترفة منذ عام تقريبًا بنادى الفاتح التركى، الذى تتألق بين زواياه؛ حيث بدأت موهبتها منذ أن بلغت من العمر 8 سنوات، حين رآها الكابتن الراحل سلامة سليم، وطلب منها الانضمام لنادى الداخلية، وبالفعل انضمت فى وقت قصير للنادى، وحصلت على لقب أفضل لاعبة 3 سنوات متتالية، تقول: «انضممتُ إلى نادى وادى دجلة وقضيت داخل صفوفه 4 مواسم حصلت خلالها على العديد من البطولات أبرزها 4 مرّات دورى سوبر، 4 دورى ناشئات، بطولتان فى كأس مصر، بالإضافة إلى لقب هدّاف بطولة الناشئات مرّة وهداف الفريق الأول مرتين».
أسرة «منة» كان لديها إيمان كامل بقدراتها، سعوا معها جاهدين لتحقيق حلم صغيرتهم، بالاحتراف فى الخارج، فهم يعلمون أنه حلمها منذ الصغر، فكان للوالدين دورٌ كبيرٌ فى مواصلة مشوارها، إضافة لقدوتها بالمجال الرياضى النجم المصرى محمد صلاح جناح ليفربول الإنجليزى، وعالميّا الأرجنتينى ليونيل ميسى لاعب برشلونة الإسبانى.
تجربة الاحتراف خطوة مهمّة فى مسيرة «منة»، التى بدأتْ تتأقلم بشكل كبير فى ناديها الجديد الذى وفَّرَ لها كل سُبل الراحة من اليوم الأول إلى جانب اقتناع المدير الفنى ورئيس النادى بقدراتها: «الأمور هنا فى تركيا تسير بشكل مغاير تمامًا عمّا يحدث فى مصر، نتعامل كمحترفين وليس هواة، أمّا الأمور المالية، فهى آخر شىء يهمنى،أنا ألعب لكرة القدم فقط، لو كانت تعنينى الماديات كنت فضلت البقاء فى مصر بدلَ الغربة».
قبل الانتقال إلى نادى الفاتح، تلقت «منة» عرضًا من أحد الأندية التركية ولكنها رفضته؛ خصوصًا أنها تبحث عن المشاركة ولن تقبل بدور الكومبارس والجلوس على الدكة، كما أن مفاوضاتها من قبل مع نادى إسبانى،وصلت إلى مرحلة متقدمة لكنها لم تكتمل بسبب بعض الأمور الشخصية، تلاها مفاوضات مع فريق أوكرانى وكانت بصدد الانتقال له وإكمال دراستها هناك لكنها تحفظت على العرض بسبب ظروف المعيشة، أمّا عرض نادى الفاتح فلم يكن الأول؛ خصوصًا أن إدارة الفريق طلبتها من قبل، وعندما استقرت كان الأولوية للفريق التركى.
 
 سارة عصام قرينة «مو صلاح»

احترفتْ « سارة عصام» بالدورى الإنجليزى منذ فترة وجيزة، فلم يمر على الخبر بضعة أيام، حتى تداول رواد السوشيال ميديا صورتها مُركبة مع النجم المصرى العالمى محمد صلاح، لتسليط الضوء على نسخته الجديدة من فئة السيدات بالدورى الإنجليزى للسيدات، فـ«سارة»، التى لم تتجاوز الـ20 عامًا من عمرها، تسير فى طريق خاص، صنعته بعناية حتى وصلت إلى مكانة يسعى الكثير من الرجال باللعبة فى الوصول إليها ولم يستطيعوا.
وُلِدَت «سارة» فى 6 إبريل 1999م، وهى لاعبة بمراكز الهجوم كافة، سواء رأس حربة أو جناح أيمن أو أيسر، كانت تعشق لعبة كرة القدم منذ صغرها، وكانت تلعب رفقة شقيقها وأصدقائه، وبعدها مع أولاد آخرين؛ ليبدأ شعور الحب يتمحور بشكل كبير اتجاه الكرة، لذا، انضمت فى المدرسة إلى فريق البنات، وكن يشاركن فى دورات أمام مدارس أخرى، ومن هنا شعرت أنها أفضل من فتيات كثيرات، ولديها القدرة على الاحتراف، انضمت إلى أكاديمية وادى دجلة، التى تعتبر نقطة انطلاقة الكثير من الفتيات، كان ذلك قبل إتمامها عامها الـ15، ثم صعدت للفريق الأول وانضمت للمنتخب الوطنى، وكانت هذه إحدى أكبر المفاجآت السارة فى حياتها.
فى بداية الأمر، كانت الأسرة معترضة على هذا النوع من الشغف، لكنها أصرت على تحقيق هدفها المشروع، وصممت على احتراف الكرة، بدأت تتحدث معهم حتى أقنعتهم ووافقوا وقدّموا لها دعمًا كبيرًا، بعدما وجدوا أنها ليست مجرد رغبة مؤقتة، لاسيما بعد أن تلقت عرض ستوك سيتى، فقدّموا لها كل الدعم لتحقيق حلمها، بدأت اللاعبة الصغيرة العمل مع نادر شوقى وكيل اللاعبين، وهو من أحضر العرض بعدما أقنع مسئولى النادى الإنجليزى بموهبتها، عن طريق عرض تسجيلات لمبارياتها،وتمسّك ستوك سيتى بضمها بعد مشاهدتها، وذهبت إلى هناك فترة اختبار وأثبتت ذاتها فى وقت قياسى: «كنت أشعر ببعض التوتر لكنى تخطيت ذلك بطلب الكرة من زميلاتى والتركيز فى تقديم أفضل ما لدَىّ» .
اعتبرتْ «سارة» إنجلترا أفضل بلد فى العالم بالنسبة للكرة النسائية، فهناك لاعبات محترفات، ويمتلكن خبرة كبيرة وتعلمت منهن الكثير.
محمد صلاح قدوتها الأولى، فتذكر أنه ساعدها فى مسيرتها الاحترافية بشكل غير مباشر؛ خصوصًا بعد تألقه بشكل ملفت فى الموسم الماضى، وزميلاتها فى الفريق كن يعتبرنها مثل الفرعون ودائمًا يدعمنها بأغنية «Egyptian Queen» على غرار «Egyptian King» التى يغنيها جماهير ليفربول فى المدرجات.
 
«رنيم زكى» أصغر محترفة بالدورى الإسبانى

آخر العنقود فى دولاب البطولات المصرية النسائية، كانت «رنيم زكى»، فتعتبر أصغر وأحدث محترفة مصرية فى الملعب الإسبانى،بعد انضمامها منذ أيام قليلة لنادى سانتياجو المايور الإسبانى للسيدات، وكانت لاعبة بوادى دجلة قبل ذلك، ولم تتجاوز رنيم الـ17 عامًا، وتلعب بخط الوسط الهجومى،ومضت عَقدها لمدة موسم كامل.
البداية كانت مع استخدام «رنيم» فيديوهاتها أثناء اللعب بوادى دجلة، للترويج لذاتها؛ حيث أرسلت بنفسها تلك المقاطع لأكثر من نادٍ لتحقيق حلم الاحتراف، وتلقت أكثر من رد من مجموعة نوادٍ مختلفة؛ لتخضع لأكثر من اختبار، وتتلقى أكثر من عرض فى وقت قصير، حتى وقع اختيارها على نادى سانتياجو؛ لأنه حصل على المركز الثالث الدورى الماضى، ولم تشعر بأى توتر رفقة الإدارة، بل شعرت بترحيب كبير، إضافة لقربه بشكل مباشر للجامعة الخاصة بها.
الوالد كان الداعم الأول لرنيم بمسيرتها، فسافر رفقتها أغسطس الماضى؛ لأن هذه تُعتبر المرّة الأولى لسفر «رنيم» خارج مصر بمفردها، فقرر مرافقتها لتحقيق حلمها، وقّع نيابة عنها لأنها تُعتبر قاصرًا نظرًا لعمرها، رُغْمَ رفض الأسرة فى البداية من زاوية القلق والخوف؛ لأنها البنت الوحيدة لهم، لكنهم فى النهاية ساندوها لتمسُّكها برغبتها، رفضُ الأسرة كان نابعًا من كون فتاتهم كانت لاعبة باليه بالأوبرا المصرية، وكانوا فخورين بذلك، لكنها لم يرُق لها الأمر، وأرادت كرة القدم.. وكرفيقاتها بالاحتراف، اعتبرت محمد صلاح قدوتها؛ حيث بدأ بنادٍ صغير، ثم انتقل لتشيلسى ومنه إلى ليفربول، وتتلاهف الأندية الأوروبية الآن لضمه، كذلك هى بدأت بنادٍ صغير والآن بإسبانيا، ولن يتوقف الحلم إلى هذا المطاف. 