?Are you the One .. برنامج يوفق راسين فى الحرام

«خالِفْ تُعرَفْ» مَثَل لطالما يراهن عليه المنتجون، وصُنّاع السينما العالمية، من أجل الاستحواذ على الأضواء، وإثارة الجدل، والحصول على أكبر قدر ممكن من التعليقات، التى تثمر «الأرباح». لذلك، ليس من المستغرب أن يقوم منتجو برنامج «?Are you the One »، أو «هل أنت المنشود؟» الأمريكى، الذى يهدف إلى إيجاد شريك الحياة للعازبِين، بتنفيذ هذا المَثَل، بعدما أقر مُنفّذوه، بأن يكون المتنافسون «متعددى الميول الجنسية»، و«مُخَنّثين».
«هل أنت المنشود؟» هو عرض تليفزيونى واقعى، تابع لقناة (MTV)، عُرض الجزء الأول منه فى مارس 2014. وهو يَدّعى أنه يساعد العازبين من النساء والرجال المحرومين من الحب فى العثور على أشخاص مطابقين لهم، أو مِثاليين بالنسبة إليهم؛ حيث يقيم عشرون رجُلًا وامرأة، أو أكثر فى بيت واحد لمدة عَشْرَة أسابيع، بهدف العثور على «شريكهم المطابق»، عن طريق إجراء مقابلات غرامية متعمقة، وعمل استبيانات، واختبارات توافق لتوضح مدى تشابه الطرَفَين، وغيرهم. وإذا لم يختر جميع اللاعبين شريكهم المثالى أو شريكتهم المثالية، فسيخسرون اللعبة بحلول نهاية الموسم. أمّا إذا كان العازبون قادرين على التوافق بشكل صحيح مع شركائهم المحددين سَلفًا؛ فإنهم يشاركون فى جائزة نقدية كبيرة تصل إلى مليون دولار، ويكسبون شريكًا محتملًا لبقية الحياة. ويُذكرـ أن البرنامج قد تم تنفيذ فكرته فى عدة دول أخرى، مثل: (البرازيل، والدنمارك، والمكسيك، وفرنسا، والسويد).
حاز هذا البرنامج الأمريكى فى مواسمه السبعة الماضية على اهتمام بالغ وتقييم اختلفت درجاته بين الجيد والسيئ من موسم للآخر، نظرًا لقصص المتسابقين المتنوعة، وطرُق ارتباطهم، والمشاكل التى يواجهونها فى علاقاتهم، وغير ذلك من التفاصيل الواقعية. ولكن الجزء الثامن من البرنامج الجارى عرضه الآن، أثار الاهتمام الجماهيرى والإعلامى بشكل واسع، وذلك لأن المتسابقين المشاركين، هم مجموعة من الأفراد الذين يصفون أنفسهم بأنهم «متعددو الميول الجنسية»، ما يعنى أنه لا توجد قيود جنسية بين المتسابقين.
شمل هذا الجزء أقل عدد من المتسابقين منذ الموسم الأول؛ حيث احتوى المنزل على 16 فردًا من الرجال، والنساء، ومغايرى الجنس، والمُخنثين، بين أعمار 21 حتى 27 عامًا من مناطق مختلفة داخل (الولايات المتحدة).
وعَلّقَ موقع «إليت دايلى» إنه مع وجود مِثل هذا الكم غير المسبوق من التنوع العِرقى والجنسى فى المنزل، فإنه يُقدم قصصًا مختلفة تمامًا، وقضايا متعددة الجوانب غير شائعة للعلاقات، بالإضافة إلى تطور كبير من حيث التنافس فى الألعاب بين المتنافسين، ما يجذب الجمهور على متابعتهم عن قرب. وأضاف إنه فى الحلقات الثلاث الأولى فقط، عَرض البرنامج الكثير من مشاكل الشواذ، والمتحولين جنسيّا، والمُخنثين، التى نادرًا ما يتم التحدث عنها على التليفزيون بصورة واضحة، أو صريحة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قرر منتجو البرنامج، أن يستدعوا خبيرة العلاقات، دكتورة «فرانكى باشان»، التى تساعد العازبين على أن يصبحوا شركاء أفضل، ويبتعدوا عن الدراما، والخيارات السيئة، والأنماط المتكررة فى علاقاتهم؛ خصوصًا ذوى الميول الشاذة. وعَلّقَ موقع «باستل»، إن «باشان» مناسبة لمساعدة المتسابقين فى هذه العملية، بسبب مؤهلاتها الخاصة باعتبارها «مدرِّبة علاقات، خبيرة مواعدة».
كما قالت «باشان» لصحيفة «ذا راب»: «أعتقد أن أكثر شىء قريب لقلبى، هو رؤية هذه المجموعة غير محددة الهوية فى الجنس. إنه أمرٌ غير مسبوق. لذا عندما طلبوا مِنّى أن أكون جزءًا من البرنامج، فكيف يمكننى أن أقول لا لشىء مدهش؟ أعتقد أنه سيكون من الجميل رؤية ذلك... هناك قضايا مشتركة تُطرَح فى حياتهم، تعكس ما يحدث فى مجتمعنا الغربى..وأعتقد أن قصصهم قوية جدّا للمشاهدين الذين يجلسون فى المنزل.. المتسابقون جميلون وفضوليون، وهم حريصون على معرفة كيفية القيام بهذا العمل. وأعتقد أنهم سيتناغمون مع بعضهم البعض. وهذا هو أمَلى بالنسبة لهم».
يُذكر أن الدكتورة المسئولة عن متابعة البرنامج أسّست أيضًا موقعين، أحدهما للتوفيق بين المِثليات ومزدوجى الميول الجنسية من النساء، والآخر لمتباينى الميول الجنسية.
ومن جانبها قالت «نور فريج»، إحدى المتسابقات، إن: «من الطبيعى أن نرى عرض مواعَدة من جنسين مختلفين؛ لأنه أمرٌ موجود منذ أن بدأت عروض المواعَدة..ولكن فى الحقيقة هذا هو أول موسم لمتعددى الميول الجنسية فى (الولايات المتحدة)».
وبشكل عام، فعلى مدار ما يقرب من 40 عامًا، أصبحت (MTV) رائدة عالمية فى كسر الحواجز بين الجنسين، وعرض قضايا الجنس بصورة فجة؛ حيث تَعرض عادة قصصًا تُحفز على المحادثات بين جمهورها الشباب حول العلاقات منذ التسعينيات. فأصبح «نورمان كوربى» أول رجُل ثنائى الجنس تُعرض حالته فى برنامج واقعى، عندما ظهر فى عرض «The Real World»، أو «العالم الحقيقى»، وهى سلسلة أمريكية واقعية، اشتهرت بعرض قضايا سِن الرشد المعاصرة للمجتمع الغربى، مثل: «الجنس، والإجهاض، والدين، والمرض، وإساءة استخدام المواد المخدرة»، عرضت عام 1992، أى فى الفترة التى اعتبرت فيها ممارسة الجنس أمرًا محظورًا على التليفزيون، ومع ذلك سلطت القناة الضوء على شباب (LGBT) أو مجتمع المِثليين، بمن فيهم «بيدرو زامورا»، وهو شاب مِثلى الجنس من أصل كوبى مصاب بالإيدز، توفى عام 1994. واكتسب العرض- فى وقت لاحق- سمعة باعتباره يروج لعدم النضج، والسلوك غير المسئول. كما أنتجت القناة، وعرضت سبعة برامج واقعية أخرى تتبع النمط نفسه.
وبعيدًا عن القناة، تحتل البرامج الواقعية مكانًا بارزًا بين المشاهدين منذ أواخر التسعينيات، وأوائل العقد الأول من القرن العشرين حتى الآن. وقد عرض خلال تلك الفترة آلاف البرامج الواقعية، رُغم مجادلة بعض النقاد، بأن برامج التلفاز الواقعية لا تعكس الواقع بدقة، بينما أعرب آخرون عن رأيهم بأنها تهدف إلى إذلال المشاركين أو استغلالهم، رُغم عدم وجود دليل، وقال آخرون إنهم يصنعون النجوم من أشخاص غير موهوبين ولا يستحقون الشهرة. ومع ذلك، تؤكد أغلب الصحف والمواقع الغربية أن لبرامج الواقعية تأثيرًا قويّا على المشاهدين.
كانت هناك محاولات متعددة لتصنيف برامج التليفزيون الواقعية إلى أنواع فرعية مختلفة؛ حيث اقترحت دراسة عام 2006 ستة أنواع فرعية: الرومانسية، الجريمة، المعلوماتية، الدراما الواقعية، المنافسة / اللعبة، والموهبة.>