الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

7 خطوات لإسقاط النظام فى فنزويلا!

7 خطوات لإسقاط النظام فى فنزويلا!
7 خطوات لإسقاط النظام فى فنزويلا!


فى الوقت الذى يقوم الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، وجه وزير خارجيته «مايك بومبيو» ومستشاره للأمن القومى «جون بولتون» اهتمامهما ودوافعهما، الساعية إلى التدخل والهيمنة، جنوبا فى اتجاه فنزويلا.. هذا على الرغم من كونها بلدًا لاتينيًا، لا يتعدى سكانه 32 مليون نسمة، ولا يمثل أى تهديد على الولايات المتحدة حيث إن المهاجرين الفنزويليين يقصدون ميامى ولا يتجمعون على الحدود المكسيكية التى تشكل أزمة لواشنطن مؤخرًا.
ومثل كل أزمة تختلقها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، نجد النفط عاملًا مهمًا فى أزمة فنزويلا، حيث إنها تعتبر واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط فى العالم، وإن كانت معظم إيراداتها من النفط تذهب إلى روسيا وهو ما تسعى إدارة ترامب لتغييره بالتأكيد، وذلك من خلال توجيه العائدات النفطية إلى «خوان جوايدو» زعيم المعارضة المفضل لدى الولايات المتحدة.
ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة فى فرض هيمنتها على أمريكا اللاتينية وهو ما أكده مرارا البروفيسور الأمريكى بجامعة كاليفورنيا «إبراهام لوينثال» الذى أشار إلى أن واشنطن ترى أمريكا اللاتينية «فناءها الخلفى» و«فنزويلا» «ميدانا خاصا» تستطيع أن تفعل فيه ما يحلو لها، سواء حصلت على دعم باقى الدول أم لا.
وإذا نظرنا إلى السياسات الأمريكية سنجدها ثابتة لا تتغير، حتى إن اختلفت الإدارات وتغير ساكن البيت الأبيض.. وهو ما ظهر واضحا وجليا فى نموذج «إيليوت أبرامز» مبعوث «ترامب» الخاص إلى «فنزويلا»، الذى يسعى، منذ 30 عامًا، لتغيير النظام فى أمريكا اللاتينية بوسائل غير مشروعة وهو نفس الشخص الذى تمت إدانته بتهمة إخفاء معلومات عن «الكونجرس» الأمريكى فى عهد الرئيس الأمريكى السابق «رونالد  ريجان». الغريب أن «أبرامز» حصل على عفو من الرئيس «جورج بوش» الأب فيما بعد ولا يزال يمارس دوره التدخلى رغم اختلاف توجه إدارة ترامب عمن سبقوه من رؤساء ولكن تظل الأهداف واحدة. وكذلك نجد «جون بولتون» مستشار «ترامب» الحالى للأمن القومى والمعروف بولعه الشديد بإشعال الحروب وإحداث الفوضى فى أى مكان يريد وقد كان من أشد المؤيدين لتغيير النظام فى الكثيرمن الدول من بينها «ليبيا»، «سوريا»، إلى جانب « كوريا الشمالية» و«إيران» اللتان سيأتى دورهما بالتأكيد.
وبالنظر فى تاريخ «وكالة الاستخبارات المركزية» الأمريكية CIA نجدها تمتك سجلًا يصل إلى 75 عامًا من عمليات تغيير النظام فى قارة أمريكا اللاتينية، بدءًا من الانقلاب فى «جواتيمالا» عام 1954، ومحاولة غزو خليج الخنازير التى كانت محاولة فاشلة من جانب القوات التى دربتها الوكالة من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب نظام «فيدل كاسترو» عام 1961، فضلًا عن عشرات محاولات الاغتيال فى كوبا ما بين عامى 1961-2001 وغزو «جمهورية الدومنيكان» عام 1965 والتدخل فى انتخابات «تشيلى» عام 1964 وصولا إلى الانقلاب الناعم فى «هندوراس» عام2009.
وبينما لا نملك أية معلومات يمكن بواسطتها التحقق من أنشطة «وكالة الاستخبارات المركزية» فى فنزويلا الآن، إلا أن عمليات تغيير النظام التى قامت بها الوكالة فى أمريكا اللاتينية من تمضنت سمات رئيسية منها 7 سمات مهمة يمكن رؤيتها بوضوح فى فنزويلا وهى:



1 - العمل مع دوائر استخباراتية محلية.

لطالما احتفظت الـ CIA بعلاقات قوية مع عملاء محليين فى أمريكا اللاتينية، فقد أشار    «بيتر كورنبلوه»، كبير المحللين فى أرشيف الأمن القومى فى واشنطن، إلى أن الكوبيين الذين قامت وكالة المخابرات المركزية بتدريبهم سيطروا على «جهاز الاستخبارات الفنزويلى» DISIP فى سبعينيات القرن الماضى. ويعد «لويس بوسادا» و اسمه الكودى داخل الوكالة هو «أمكليفى 15» أو «AMCLEVE-15» أحد هؤلاء الكوبيين وقد كان له دور رئيسى فى زرع قنبلة على متن إحدى الطائرات الكوبية عام 1976 مما أسفر عن مقتل 73 شخصًا وقد لجأ إلى «فنزويلا» فيما بعد وأصبح مسئولًا رفيع المستوى فى DISIP. وعلى الرغم من محاولات «شافيز» لتطهير جهاز استخبارات بلاده من الضباط المؤيدين لواشنطن، إلا أن CIA لم يتوقف أبدا عن عمليات التنجنيد.


2 - حزمة من العمليات السرية.

تحت مسميات زائفة مثل «الدبوماسية العامة»، «تعزيز الديمقراطية» أو «حماية حقوق الإنسان».
عندما بدأ «إيليوت أبرامز»المساعدة فى وضع سياسات سرية لتغيير الأنظمة فى الثمانينيات القرن الماضى كان منصبه الرسمى هو «مساعد وزير الخارجية لشئوزن حقوق الإنسان» لكنه كسر قوانين الخاصة بحقوق الإنسان عندما خطط لإثارة الفوضى. وقد تورط «أبرامز» فى أزمة «إيران-كونترا» أيضًا وعينه الرئيس الأمريكى مؤخرًا مبعوثًا خاصًا إلى فنزويلا.

أما الدبلوماسى «أوتو رايش» فقد استخدم مكتب الدبلوماسية العامة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية كغطاء للعمليات السرية، وذلك وفقا لتقرير «لجنة مجلس الشئون الخارجية» التابع للكونجرس الذى اتهم كبار مسئولى CIA باستغلال منصب رايش لتنفيذ عملية سياسة ودعائية محلية لدعم سياسة نيكارجوا. ولم يفقد رايش ولعه بالتدخل فى شئون الدول فقد عاود نشاطه مجددًا بعد عقدين، وتحديدًا فى عهد الرئيس «بوش» عندما تم تعيينه مساعد لوزير الخارجية، حيث كان داعمًا للانقلاب الفاشل على الرئيس الفنزويلى حينها «شافيز».

كما دعمت الولايات المتحدة وكالة «الديمقراطية الوطنية» والتى مولت الجماعات المعارضة داخل فنزويلا بملايين الدولارات وهو ما ساعد فى دعم موقف «جواديو» وصعوده إلى الشهرة السياسية التى تؤهله أن يكون رئيسا لبلاده ورجل الولايات المتحدة المخلص.


3 - الجماعات شبه المستقلة التى تمثل واجهات لمنظمات أخرى.


وربما يكون أقوى مثال على مثل هذه الجماعات هى «قوة نيكاراجوا الديمقراطية» FDN، والتى أنشأتها الـ CIA ووجهتها وتحكمت فيها بهدف الإطاحة بالحكومة اليسارية هناك. و قد كشفت صحيفة «نيو ريبابليك» عن تفاصيل القضية، مشيرة إلى أن ضابط الاستخبارات الأمريكية «تونى فلدمان» وجه «إدجار تشامورو» رئيس الـFDN التابع للوكالة بألا يصرح للصحافة بأن المجموعة التى يرأسها تسعى إلى الإطاحة بالحكومة، بل أكد أن عليه أن يقول إنه يسعى إلى خلق ظروف ديمقراطية. كما وجهه بأن يتهرب بذكاء إذا سأله أحد الصحفيين عن تمويل المجموعة، وهو نفس ما تقوم به بعض المجموعات المعارضة الفنزولية اليوم مما يثير الشكوك من تكرار السياسات الأمريكية نفسها.


4 - استخدام وزارة الخارجية دعم الأطراف القائمة التى تؤيد تغيير النظام.

كشف كتاب «ملفات ويكيليكس: العالم وفقا للإمبراطورية الأمريكية» والذى صدر عام 2015 عن العديد من المراسلات الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية والتى توثق كيف سعت الولايات المتحدة إلى إضعاف الحكومات المنتخبة التى تعارض سياسات النخب الاقتصادية المحلية وواضعى السياسات فى الولايات المتحدة وتقويضها بشتى الطرق.
أحد أهم الأمثلة على ذلك هو ما حدث عقب انتخاب اليسارى «إيفو موراليس» رئيسًا لـ«بوليفيا» عام2005، حيث هدد السفير الأمريكى بقطع المساعدات الأمريكية والدولية. وعندما قرر «موراليس» رفض تلك المساعدات بدأت وزارة الخارجية الامريكية التركيز على دعم قوة المعارضة المعروفة باسم «ميديا لونا».


5 - بناء الدعم المحلى عبر المراكز البحثية الأمريكية.

ربما لا يقوم الـ CIA بهذه المهمة ولكنها سمة ثابتة لسياسات تغيير الأنظمة التى تتبعها واشنطن فى أمريكا اللاتينية، حيث إن التدخل فى الشئون الداخلية للدول تتطلب مفكرين محنكين ونقاشات سياسية مهمة. وفى حالة فنزويلا، اتخذا كلٌّ من «المركز الأطلسى» و«مركز الأبحاث الاستراتيجى والدّولى الأمريكى CSIS» زمام مبادرة الدعوة إلى تغيير حكومة فنزويلا الحالية.


6 - استهداف كوبا.

حاولت الـCIA اغتيال «فيدل كاسترو» مرارًا، وقامت بحماية الإرهابيين الذين قاموا بتفجير الطائرة الكوبية عام 1976 لكن فشل محاولاتها المتكررة جعلها تفكر فى العودة لتحقيق هدفها باستراتيجية جديدة. ونفس الأمر تكرر فى «فنزويلا».


7-  نشر العنف.

وقد اضطرت الولايات المتحدة لاستخدام العنف أحيانًا لتنفيذ سياسات التغيير، بدءا من اغتيالات كبار المسئولين فى «كوبا» و«تشيلى» مرورا بالغزو والاحتلال فى «بنما» و«جمهورية الدومنيكان» إلى جانب مذابح الفلاحين وفرق الموت فى «نيكاراجوا» والـ«سلفادور» و«جواتيمالا»، حيث إن تلك الوقائع تؤكد أن سجلات الـCIA فى تغيير النظام دموية.>