عم.. حسن حسنى

شيماء سليم
أكثر ما يميز الفنان القدير «حسن حسنى»، ليس فقط أنه (أسطى) تمثيل من الدرجة الأولى، محترف يجسد أى شخصية؟ ولا أنه ممثل مثقف وواع يدرك جيدًا أبعاد الأدوار التى يقدمها.. ولكن لأنه يعتبر حالة فنية استثنائية، فقد لاحقته الشهرة والأضواء والتواجد المستمر وهو على مشارف الخمسين من العمر.
مظهر «حسن حسنى» لم يتغير منذ بدأ العمل فى التمثيل، أى منذ بداية الستينيات وحتى الآن، فقط يتسلل اللون الأبيض إلى شعره ويزداد وزنه بعض الشىء. ومنذ ظهوره الأول فى فيلم «الباب المفتوح» إخرج «بركات» عام 1963، وإن كانت لا توجد معلومة دقيقة أنه أول أعماله..إلا أن المؤكد هو عدد السنوات العجاف التى تلت هذا الفيلم وعاشها «حسنى»، تقريبًا عشرون عامًا، كانت أعماله سنويًا تعد على أصابع اليد الواحدة.. إلى أن جاءت الانطلاقة مع منتصف الثمانينيات.. عندما تمكن المخرج الراحل «عاطف الطيب» من إعادة اكتشاف تلك الجوهرة وفتح فوهة بركان تمثيلى، كم كنا فى حاجة إليه..فيظهر «حسنى» فى شخصيات «عونى، سواق الأتوبيس»، «فهيم، البرئ»، «قيسون، البدرون»،»مساعد وزير الداخلية، الهروب»، «كامل، دماء على الأسفلت».. وليست أفلام «الطيب» وحدها هى التى نهلت من نبع موهبة هذا الفنان، فمخرجون من العيار الثقيل مثل «صلاح أبو سيف»، «رأفت الميهى»، «محمد خان»، «داود عبدالسيد»، «رضوان الكاشف» و«أسامة فوزى».. استفادوا من ذاك السهل الممتنع، ورغم أن الأدوار التى قدمها معهم تبدو بسيطة، إلا أنها كانت مركبة ومعقدة، فالتناقض هو سيد الموقف، رجل أمن الدولة الذى يهاب زوجته فى «زوجة رجل مهم»، الزمار العجوز الذى يهيم عشقا بصبية تنبض بالحياة فى «سارق الفرح»، والحلاق متواضع الحال الذى يحكى حواديت ألف ليلة وليلة فى «عفاريت الأسفلت» بالطبع تكريمه فى مهرجان القاهرة هذا العام، واجب كان يجب أداؤه منذ سنين.. وفكرة تكريمه فى مهرجان سينمائى لا تمنحنا فرصة لـ«النبش» فى عبقريته التليفزيونية، فلا مجال هنا للحديث عن (يوسف الأزرع، الأستاذ وفائى، شريف الكاشف، الصول شرابى، حشمت باشا، حسين الترزى أو بطرس).
القدرات غير العادية لهذا الفنان تتجلى فى تمكنه من ارتداء أى قناع تمثيلي: شرير أو طيب، كوميدى أو تراجيدى، فقير أو غنى، ذو سلطة أو متواضع الحال، مثقف أو جاهل.. تلك القدرات جعلته متواجدًا بالضرورة سواء فى أفلام التسعينيات الجادة، أو فى سينما الألفية الخفيفة، وهى الفترة الأكثر نشاطًا له، حيث قدم فيها ما يزيد على العشرة والخمسة عشر عملا سنويًا، يتعاون فيها مع شباب الجيل الحالى والسابق، فيساندهم فى أفلامهم، وينال منهم التقدير والمحبة، ويجعل الجميع يناديه (عم حسن حسنى).>