الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

روزا مع حبى وتقديرى

روزا مع حبى وتقديرى
روزا مع حبى وتقديرى




خلال السنوات السبع الأخيرة.. لم أتوقف أسبوعا واحدا عن الكتابة فى روز اليوسف..تربطنى بالمجلة علاقة عشق ووجد ومحبة والتزام ولا تنسى أنها جارتى بحى المنيرة.. ولا تنسى أيضا أنها الحب الأول.. يقول السادة علماء الحب والغرام إن الحب الأول هو الحب الحقيقى والدائم طوال العمر... وقبل حوالى أربعين عاما، رشحنى الأستاذ على حمدى الجمال رئيس تحرير الأهرام وقتها..
 
رشحنى مع ثلاثة من الزملاء الذين يدرسون صحافة بالدراسات العليا بكلية الإعلام.. رشحنا للتدريب بالأهرام تمهيداً للتعيين هناك... وفرح زملائى بالعرض السخى من رئيس تحرير أعرق وأغنى وأكبر مطبوعة صحفية فى مصر لكنى لم أفرح واعتذرت عن العرض الكريم.. كنت وقتها مرتبطا بالحب الأول مع روزا التى كنت أبدأ فيها أولى الخطوات فى دنيا الصحافة... وأتدرب وأتعلم من أستاذ الجيل صلاح حافظ الذى سقانا حاجة أصفرا فوقعنا فى الغرام من النظرة الأولى وارتبطت بمجموعة من علاقات الزمالة والصداقة مع زملائى بالمجلة... فكيف أترك هذا كله لأبدأ من جديد بالأهرام!
 
منذ أن بدأت لم أنقطع تقريبا عن الذهاب إلى روز اليوسف كل يوم اللهم إلا فترات معدودة ومحدودة لأسباب لا داعى لذكرها الآن.
 
عملت فى روزا وتعلمت واستفدت من جميع الزملاء... وحتى عندما ضاقت بنا الدنيا فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى فطفشنا إلى لندن..أسسنا مجلة تشبه روز اليوسف وتتبع خطها السياسى والمهنى اسمها 23 يوليو برئاسة تحرير عمى وتاج رأسى محمود السعدنى ابن روز اليوسف البكر والذى تعلمت على يديه الكثير وصدرت 23 يوليو من لندن وكأنها لسان حال روزا فى المنفى.
 
عملت فى روزا مع جميع المسئولين عن التحرير.. ابتداء من جيل الأساتذة إلى جيل الزملاء إلى جيل الأبناء أو الجيل الأصغر سنا.. عملت تحت رئاسة صلاح حافظ وفتحى غانم مرسى الشافعى وعبدالعزيز خميس ومحمود التهامى وعادل حمودة وكرم جبر وعبدالله كمال.. وأخيرا العزيز أسامة سلامة الذى أسلم الراية منذ أيام إلى عصام عبدالعزيز.
 
ومع أن عصام يبدأ المهمة الشاقة هذا الأسبوع وكان من الواجب الوقوف معه ومساندته إلا أنه خبير فى المسألة بحكم انتمائه لجيل العواجيز يتمتع بعلاقات الود والصداقة مع الجميع وأستأذن فى إجازة كنت مخططا لها منذ أسابيع طويلة وكان من المفترض أن أبدأ الأسبوع الحالى لولا أن عصام عبدالعزيز رئيس التحرير الطازة نبهنى إلى أن قيامى بالإجازة فى هذا التوقيت قد يفسر فى اتجاه آخر فأجلت الإجازة للأسبوع القادم... وأستأذن القارئ فى التوقف  المؤقت عن الكتابة فى روزا والتى أسستها واحدة ست لكنها علمتنا أن نكون رجالا؟
 
خلال تجربتنا الطويلة فى روزا أدركنا وأدرك القارئ أن المجلة تكون أفضل حالا لو تولى إدارتها ابن من أبنائها..تدهورت روزا كثيراً عندما هبط عليها من خارج المؤسسة هابط بالبراشوت لا يعى علاقات العمل ولا يعرف سر الطبخة ولا يدرك أسباب النجاح القادمون من الخارج كمماليك زمان لا تهمهم المصلحة العامة بقدر ما يهتمون بالمصالح الشخصية.. وعندى حكايات كثيرة لها العجب.
 
فى روزا تعلمنا أن ننتمى للحقيقة كما نراها.. أن نكتب من القلب وألا نطبل لحاكم أو نرش الملح لمسئول... والحمد لله أننى وبعد أربعين سنة صحافة لم أنحز خلالها للحاكم... وفضلت التخندق فى صفوف المعارضين من أجل خير الوطن، وخلال العشرين سنة الأخيرة تشرفت بالكتابة بالصفحة الأخيرة مع عدد من الزملاء خلفا للصديق الراحل الأستاذ فليب جلاب أفضل من كتب الصفحة الأخيرة وقد حاولت خلال العشرين سنة أن أحافظ على طابع الصفحة التى تنتقد وتعرى وتكشف وتقول الحق باستمرار.
 
أستأذن فى الإجازة كان الله في عون عصام عبدالعزيز الذي تربي في أحضان المجلة لا يفارقها أبدا وهو الأقدر على معرفة خباياها وأسرارها.
 
أما الزميل والصديق أسامة سلامة والذى تشرفت بالعمل معه وتحت رئاسته لتحرير المجلة فله منى كل الحب والتقدير وأخشى أن أبكى وأنا فى لحظات الوداع المؤقت أشوفكم بخير.