مسابقات لأحلى صدر وأكبر «....»

فاتن الحديدي
«بيم بيم»، «بام بام»، هذه ليست إيقاعات الطبول، ولكنها أسماء مسابقات ربما تكون الأغرب فى العالم، لأكبر أرداف أو أجمل مؤخرة أو أكبر صدر أنثوي، وترعاها كثير من الدول وتتمنى استضافتها من باب الطرافة والتسلية، وأيضا تنشيط السياحة.
ففى أمريكا اللاتينية تقام سنويًا مسابقة تعرف باسم «ميس بام بام» لاختيار أجمل مؤخرة من بين آلاف المتسابقات، وقد استضافت البرازيل نسختها الأخيرة، حيث تنافست 27 فتاة، وتعين على مستخدمى الإنترنت اختيار 15 من المتنافسات للمرحلة النهائية، ليتم اختيار الفائزات الثلاث من جانب منظمى المسابقة، وتنال الملكة مبلغ 2500 دولار والوصيفة الأولى 1500 دولار والوصيفة الثانية 1000 دولار.
يقول كاكاو أوليفييه، منظم المسابقة إن «مؤخرة المرأة هى الجزء الذى يقدره الجميع فى جسدها، وهذه المسابقة هى خير دليل على ذلك».
وهذا العام فى الأرجنتين تتنافس 27 شابة من كل دول العالم، فى هذه المسابقة التى تعرض على التليفزيونات العالمية لاختيار «ميس بام بام»، وبعد سلسلة من التصفيات وصلت كل من المتسابقة مارى سوزا وإليانا أمرال إلى قائمة تضم 15 امرأة فقط، لكن منافساتهما زعمن أنهما دفعتا مبالغ مالية للحكام كرشوة.
وتدور الشبهات بحسب الصحف المحلية حول قيام «أمرال» الطالبة بكلية الحقوق، والتى ترسم نجمة داود على كتفها الأيمن، بدفع مبلغ 30 ألف دولار لقاء منحها المركز الثانى فى المسابقة، إضافة إلى شائعات حول قيامهما بعملية زرع سيليكون فى الأرداف، الأمر الذى قد يؤدى إلى استبعادها من المنافسة، فيما قامت سوزا بدفع مبلغ مضاعف للفوز باللقب.
ووفقا لموقع «walla» الإسرائيلى، تقول المتسابقة بولينا لوبيز: «لم يعد سرًا أن المسابقة تم شراؤها هذا العام، رغم أن التصويت سيتم بعد شهر من الآن.. أنا متضايقة للغاية، لأن مؤخرتها ليست الأفضل فى المسابقة».
ولأن الجمال نسبي، فللأفريقيات مواصفات جمالية تختلف عن أمريكا اللاتينية، فالسمنة والأرداف العريضة تعنى الثراء والصحة الجيدة والأنوثة، وتعتبر الفتاة النحيفة غير جذابة، ولهذا فإن هناك مسابقة تسمى «ميس بيم بيم» تقام سنويا فى البلدان الإفريقية، وتمنح الجائزة فيها لأجمل امرأة بدينة، إذ يسمى الشخص «بيم» فى لغة المورى إذا كان بدينا، وتستخدم الكلمة أيضا للحديث عن النساء الضخام.
ولسبب لا يعرفه الحكام، أثارت المسابقة ضجة عالمية هذا العام فى بوركينا فاسو التى نظمت الدورة الأخيرة، والسبب هو الحملة الدعائية التى اعتبرتها وزارة شئون المرأة «مهينة لصورة المرأة»، واستدعت المنظمين لوضع حد للإعلانات التى رأتها تؤثر فى تعليم الأجيال الناشئة.
وشملت الحملة الدعائية، ملصقا إعلانيا يبرز مؤخرتين كبيرتين جدا تم تعليقه فى واجادوجو، وكانت صورة الدعاية لامرأتين إحداهما على الأقل ليست من بوركينا فاسو، فالصورة اليمنى هى صورة ميكيل روفينيلي، وهى أمريكية من لوس أنجلس، وتملك وفقا لموسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، أكبر مؤخرة فى العالم، أما المقاطع الدعائية فظهرت فيها شابات يتهادين، وتم بثها على التليفزيون العام الوطني، ووفقا للوزارة فالمنظمون قد «تعهدوا بتصحيح الوضع» من ناحية الأنشطة الإعلانية.
بيسيراتو كيندو وهى رئيسة شبكة مدونى بوركينا فاسو، نشرت افتتاحية حول «ملكة بيم-بيم» على مدونة Tribune de Femmes? وقالت: إن مسابقة «ملكة بيم بيم» ليست سيئة فى حد ذاتها، فهى مسابقة تهدف إلى تمجيد النساء البدينات، إذ ينظر فى بوركينا فاسو للنساء البدينات بإعجاب لدرجة أن عددا من النساء مستعدات لشراء حشوة لتكبير مؤخراتهن، لكن المشكلة هى طريقة إدارة الحملة الإعلانية لهذه الفعالية، إذ ظهر فى كليب الدعاية على شاشات التليفزيون شاب «يتسلى» بمحاكاة الضرب على المؤخرة، مع الفتيات اللاتى يتمايلن بمؤخراتهن، وقد عُرض كل هذا على التلفزيون الوطنى.
وبحسب صحفة «جارديان» فإن جماعات حقوق المرأة، لديها وجهات نظر متباينة حول اتجاه العديد من الثقافات الأفريقية، للاحتفاء بالنساء البدينات أكثر من أى مكان آخر، لأن التمييز بين النساء بأشكالهن هو «انتهاك صريح للمرأة عموما».
أما فى أوروبا، فتبدو المسابقات عملية ورياضية أكثر، مثل «ماراثون الكعب العالى» الذى تنظّمه شركة فرنسية للأحذية فى العديد من المدن حول العالم، ولكن أشهرها هو الذى يُنظّم فى مدينة ميلانو بإيطاليا، وتشارك فيه النساء فقط، ويعد هذا الماراثون الأقصر فى العالم، حيث تبلغ مسافة السباق فيه 80 مترًا فقط، ولكن المشاركات يجرين بكعب عال.
ومن المعروف أنه لطالما استبعدت السيدات اللاتى قمن بعمليات تجميل من مسابقات ملكات الجمال التقليدية، لذلك كان لابد أن تتخذ بعض النساء موقفًا، وترد على هذا بتنظيم مسابقة جمال فى المجر، تشترط على المتقدمات خضوعهن لعمليات تجميل.
كما تنظم الولايات المتحدة واحدة من أغرب المسابقات الرياضية، ففى ظل ازدياد أعداد العاطلين، قامت مجموعة من العاطلين فى نيويورك بتنظيم أول أوليمبياد لهم، وكانت الألعاب فى هذه البطولة عبارة عن تكسير الأدوات المكتبية، وسباق «أنت مفصول»، وغيرهما من الممارسات التى تساعدهم على تفريغ طاقتهم السلبية.
وفى المكسيك تقام مسابقة جمال لضحايا الألغام والسجينات وعمليات التجميل، فالسجينات يتألقن بالفساتين البراقة والشعر المنسدل والمعقود وكذلك الحلى والتيجان، داخل سجن مكسيكى لاختيار ملكة جمال، ووفقا لما نشرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، استغرقت 21 امرأة أسابيع للاستعداد للمسابقة بمساعدة باقى السجينات الـ130 بالسجن الواقع بولاية باها كاليفورنيا.
ويأتى ذلك فى إطار إعادة تأهيل السجينات وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، حيث تتابعت المتسابقات على السير على خشبة المسرح خلال المسابقة، ما منحهن بعضا من طعم الحرية التى افتقدنها، كما تم السماح لعائلات السجينات بحضور الحفل.
وتقام مسابقة مماثلة فى البرازيل، التى تشهد واحدا من أعلى معدلات الجريمة، فيقيم سجن «تالافيرا بروس» فى مدينة ريو دى جانيرو، مسابقة ملكة جمال السجون كل عام، وتنقل كاميرات التليفزيون أجواء المسابقة المنظمة، تحت إشراف لجنة من العارضات والحكام، ولا يفرق هذه المسابقة عن نظيراتها فى العالم إلا بعض الحراس وأبراج المراقبة والأسلاك الشائكة على الأسوار، وتُقام برعاية منظمات المجتمع المدني، وتحصل الفائزة على ألف دولار أمريكى.
وليس بعيدا عن الغرابة، تنتظر الأمريكيَّة تشلسى تشارمز (36 عامًا) أن تحطِّم الرَّقم القياسى لامتلاكها الصدر الأكبر حجمًا فى العالم حيث يبلغ وزنه 22 كيلوجرامًا.
ويزداد حجم صدر المرأة الحاصلة على لقب أكبر صدر فى العالم فى كل شهر 2.5 سم، وذلك نتيجة إجرائها عمليَّة زرع مادة البوليبروبولين فى صدرها الَّتى تعمل على انتفاخه من الداخل.
ووفقًا لتصريحاتها، فإن الأمريكيَّة تشلسى تشارمز تعيش حياة طبيعيَّة برفقة ثدييها العملاقين، ولا يسبِّبان لها أيَّة مشكلات فى حياتها اليوميَّة، وتقول إنها تستعمل حمالات صدر قياس 16XXX وأن صدرها آخذ فى النمو بصورة مستمرَّة.
لكن بحسب موسوعة جينيس للأرقام القياسيَّة، فإن الَّتى تحمل لقب أكبر صدر فى العالم هى الممثِّلة ماكسى ماوندز، الَّتى قدَّمت الكثير من أفلام الإغراء، ودخلت الموسوعة عام 2005 لامتلاكها الصدر الأكبر حجمًا فى العالم.
للغرض نفسه، خضعت البرازيليَّة شيلا هيرشى لأكثر من 30 عملية لكى يبلغ وزن صدرها 40 كيلوجرامًا تقريبًا. وبدورها، تعتبر العارضة الألمانية بيشاين، من النساء اللواتى اشتهرن فى أوروبا بثديين يشبهان فى شكليهما ثمرة البطيخ، ويبلغ وزن كل ثدى 9 كليوجرامات، وذلك بعد خضوعها للعديد من عمليات تكبير الصدر، وتبلغ بيشاين 19 عامًا فقط وأمنيتها الوحيدة فى الحياة أن تتفوَّق على تشلسى تشارمز ليدخل اسمها الموسوعة المذكورة.
وفى الوقت الذى تعرب فيه تشلسى عن سعادتها لامتلاكها أكبر صدر فى العالم، ترى الأرجنتينيَّة سابرينا سابروك الَّتى أجرت أكثر من 15 عمليَّة واشتهرت من خلال صدرها الكبير، أنها لم تعد تتحمَّل ذلك وستستأصل ثدييها ليعودا إلى حجمهما الطَّبيعى عندما كانت مراهقة.