الأنبا مكاريوس أسقف المنيا لـ«روزاليوسف»: القس لم يرتكب خطيئة

عادل جرجس
على الرغم من أن الشارع القبطى يحفل بزخم من الأحداث المتلاحقة حول قانون بناء الكنائس، فإن ذلك لم يمنع الأقباط من تداول مقطع فيديو يظهر فيه قس فى الثمانين من العمر فى حوار بالصوت والصورة مع فتاة مجهولة تستدرجه لعمل محادثة جنسية، وهو ما نجحت فيه الفتاة حيث ظهر قس فى قمة إثارته الجنسية لتتصاعد تلك الإثارة عبر الشبكة العنكبوتية لتصل بالقس إلى ممارسة العادة السرية لإخماد ثورته الجنسية.
وتداول مقطع الفيديو وانتشر كالنار فى الهشيم وتعددت ردود الأفعال وتباينت فهناك من استنكر سلوك القس وطالب بمحاكمته لأنه أساء إلى رجال الدين القبطى، بينما ادعى آخرون أن الفيديو مفبرك وليس له أى أساس من الصحة وكان غرضه تشويه القس ولتصفية بعض الحسابات مع الكنيسة، حيث إن القس ينتمى إلى إيبارشية المنيا التى تموج بالعديد من الأحداث الطائفية وعلى الرغم من أن مقطع الفيديو ليس بالأهمية التى تستدعى الوقوف على حقيقته فإنه شكل قضية رأى عام فكان لا بد لنا من أن نقف على الحقيقة كاملة فتواصلنا مع الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا والرئيس الدينى للقس صاحب مقطع الفيديو الجنسى، وكعادته معنا كان صريحاً شفافا لم يحاول إخفاء الحقيقة أو تجميلها وكان لنا معه هذا الحوار الكاشف والجرىء:
هل شاهدتم مقطع الفيديو الجنسى المنسوب لأحد رجال دين إيبارشيتكم؟
- الفيديو ليس حديثاً وقد أرسله إلينا أحدهم بتاريخ 15 / 6 الماضى فى محاولة لابتزاز الكنيسة وحاول المساومة على مبلغ مالى كبير.
وماذا كان رد فعلكم؟
- بالتأكيد رفضنا الابتزاز والمساومة خاصة أن الفيديو يتضح منه جيدا أن هناك شركًا قد نصب للقس لاستدراجه ليقع فيما وقع فيه، وكان شاغلنا الأهم هو الوقوف على حقيقة الواقعة.
هل يعنى هذا أن مقطع الفيديو حقيقى وغير مفبرك؟
- لا أستطيع الجزم بصحة مقطع الفيديو من عدمه، ولكن حين ورد إلينا هذا المقطع قمت باستدعاء القس وقلت له (عندى حاجة تخصك يا أبونا وعايز أعرف رأيك فيها) وتركته يشاهد مقطع الفيديو منفرداً.
وماذا كان رد فعل القس؟
- القس قال لى إن الصوت صوته والصورة صورته، ولكنه لا يعرف كيف تم هذا.
هذا يعنى أن الفيديو حقيقى؟
- لم يعترف بذلك القس صراحة، ولكن القس هذا يعانى من بعض الأمراض التى تسبب له ألمًا مبرحاً ويتعاطى بسببها بعض المسكنات القوية والتى تندرج تحت بند «جدول المخدرات»، ومن المحتمل أنه قام بما فعل تحت تأثير تلك العقاقير، ولكنه يظل احتمالاً لم نتأكد منه، ولكنه ادعى أن هناك تقنيات حديثة يمكن لها عن طريق بصمة الصوت وتقنيات الصورة صناعة مثل هذا الفيديو.
لقد قمنا بعرض مقطع الفيديو على خبير فنى وقال إن الفيديو تم تصويره بطريقة بدائية ولم يتم استخدام أى تقنيات حديثة فيه أو عمل مونتاج والفيديو حقيقى، فما تعليقك؟
- لم أجزم بأن الفيديو مفبرك ولكنى أوضح رد فعل القس فقط.
وماذا فعلتم للتأكد من صحة مقطع الفيديو؟
- قمنا بإحالة هذا المقطع إلى ثلاثة من الخبراء الفنيين من أبناء الكنيسة للوقوف على حقيقة هذا الفيديو.
ماذا لو أكد خبراء الكنيسة أن الفيديو صحيح؟
- بالتأكيد سوف نتخذ من الإجراءات ما يتناسب مع حجم الواقعة، وهذا ليس الإجراء الوحيد الذى تم اتخاذه فهناك تحقيقات تجرى على أوسع نطاق، فنحن يهمنا الحقيقة والكنيسة لن تتستر على مخطئ أيًا كان.
هل هناك أى إجراءات تم اتخاذها ضد القس حتى الآن؟
- عقب وصول مقطع الفيديو لنا ومواجهة القس به قمت بعرض الموضوع كاملاً على قداسة البابا تواضروس الثانى واستأذنت قداسته فى إيقاف القس عن الخدمة لحين انتهاء التحقيقات فقمنا بوقف القس لمدة ثلاثة أشهر سوف تنتهى قريبا، ولكن نتوقع أن يستمر هذا الإيقاف لمدة أطول لأن التحقيقات ما زالت مستمرة وسوف تكشف عن تفاصيل كثيرة.
هل مسموح للقس بالصلاة فى الكنيسة حالياً؟
- القس غير مسموح له أن يرأس الصلاة لأنه تحت الوقف المؤقت من كل خدمات الكنيسة.
وهل ارتضى القس ذلك؟
- عقب صدور قرار الكنيسة بإيقافه اختفى تماما من المنيا ولا نعرف له طريقًا بعد فلقد أغلق تليفونه المحمول حتى أهل بيته لا يعلمون له مكانًا للإقامة وهناك بعض الأقاويل أن القس خارج البلاد.
فى حالة ثبوت الفعل على القس ما هى العقوبات المتوقعة؟
- الكنيسة ليست محكمة للجنايات تتعقب المخطئين وتوقع عليهم عقوبات، ولكن الكنيسة مؤسسة روحية تهدف إلى استقامة الحياة الروحية وباب التوبة دائماً مفتوح للجميع إذا ما كانت توبة حقيقية وصادقة.
هل هذا يعنى أن هناك اتجاهًا لتبرير ما فعله القس؟
- بالتأكيد ما فعله القس أمر مرفوض، ولن يمر مرور الكرام وسوف يحاسب القس، ولكن علينا أن نضع خطأ القس فى نصابه الصحيح دون تهويل، فالقس لم يرتكب خطيئة الزنى الجسدى الفعلية، ولكن ما فعله هو ممارسة نوع من الإمتاع الذاتى المرفوض دينيا مثله مثل تعاطى الخمر أو المخدرات وهو انحراف نفسى وروحى يتم تقويمه روحياً ويتوقف هذا على ما سوف تسفر عنه التحقيقات فيما إذا كان ما فعله القس كان على سبيل الاعتياد أم أن ذلك تم لمرة واحدة، وهل كان القس فى كامل وعيه أم تحت تأثير عقاقير طبية، كما أن الأمر يتوقف على مدى اعتراف القس بخطئه ونيته فى التوبة الحقيقية، وفى كل الأحوال سوف تتخذ الكنيسة من العقوبات ضد القس ما يتناسب مع حجم الواقعة حتى لو كان تحت تأثير مخدر وأكرر أن الكنيسة لا تتستر على مخطئ والقساوسة هم بشر فى النهاية غير معصومين والبعض منهم يمكن أن يخطئ.
هل سبق أن اتهم القس بمثل تلك الاتهامات؟
- الأمر العجيب والمحير فعلا هو أن القس من أنقى وأفضل قساوسة الإيبارشية ويتمتع بمحبة الجميع، وعلى الرغم من كبر سنه فإنه يبذل مجهوداً غير عادى فى مساعدة المرضى والمحتاجين، كما أنه واعظ مفوه وأظن فى النهاية أن ما ارتكبه هو هفوة شيخ مسن، وهذا ليس مبررا،ً ولكنها الحقيقة بكل جوانبها وأبعادها.
إذا ما تقرر محاكمة القس هل يكون هذا أمام قداسة البابا؟
- قداسة البابا بالطبع هو أب للجميع والرئيس الأعلى لرجال الدين داخل الكنيسة ويحق لقداسته أن يستدعى من يشاء منهم ومساءلته إذا ما أراد، ولكن قداسته قام بتفويضى لاتخاذ ما يلزم من إجراءات، وفى النهاية إذا ما تقرر اتخاذ قرار بعينه أيًا كان هذا القرار فسيتم عرضه على قداسة البابا قبل إصداره.
أخيراً لماذا يتم نشر هذا الفيديو فى هذا التوقيت ومن وراء ذلك؟
- على ما يبدو فإن صانع هذا الفيديو كان يظن أنه يمكن من خلال ذلك ابتزاز الكنيسة والحصول على مبلغ مالى كبير، ولكن بعد أن صدم بموقف الكنيسة بحث عمن تكون لهم مصلحة من وراء التشهير بالكنيسة، وأظن أنه نجح فى ذلك ووجد من يدفع له ثمن هذا المقطع فلا يمكن لنا أن نتصور أن أحد أبناء الكنيسة يمكن أن يقدم على التشهير بالكنيسة خاصة أنه بعد أن قدم لنا هذا المقطع علم أن الكنيسة أوقفت القس وتجرى تحقيقات موسعة فى الأمر على أعلى مستوى فى الكنيسة، فإن كان يهدف من وراء هذا المقطع الوقوف على الفساد داخل الكنيسة ومحاربته فها هى الكنيسة تتخذ من المواقف ما يواجه هذا الفساد، ولكنى أظن أن الأمر يقف من ورائه بعض الجماعات المتطرفة التى تختلق المشكلات الطائفية فى المنيا وظنت أنها وجدت صيداً ثميناً بهذا الفيديو للتشهير بالكنيسة وآبائها فأى شرف فى استدراج كهل مسن للوقوع فى أمر مشين والتشهير به؟.