الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أكاديمية تخريج المجرمين

أكاديمية تخريج المجرمين
أكاديمية تخريج المجرمين


تحقق الشرطة الفرنسية والبلجيكية فى عمليات سطو مسلح لمحال فى مدن نيس ومونت كارلو، وباريس، ثم بروكسل، نفذتها عصابات محترفة، منظمة للغاية، وتتميز باحترافية كبيرة.
مسئولون فى الشرطة البلجيكية قالوا لصحيفة لادرنيار أور - الساعة الأخيرة - البلجيكية الفرنسية قالوا إنه  توجد أكاديمية للمجرمين فى رومانيا، تخرج لصوصا محترفين، ينفذون عملياتهم بدقة عالية. وحسب المسئولين، فإن هذه الأماكن تجند الخارجين عن القانون ليتلقوا تدريبات مكثفة خلال أسابيع عديدة، من أجل تحضيرهم للسطو والسرقة المنظمة، والقيام بأعمال سرقة ميدانية بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل المرتزقة لخوض حروب بالوكالة.

حصلت صحيفة «لادرنيار أور» على تقرير أمنى يفصل فيه عمل هذه المجموعات الإجرامية. ويقول البلجيكيون إنه يتم تكوين المجرمين للقيام بعمليات فى أوروبا ولدى تخرجهم يقسمون يمين الولاء للأكاديمية ولبلدهم ويتم توقيع عقد مع كل خريج من الأكاديمية على الأقل لمدة عشر سنوات، عليه أن يقوم خلالها بأى أعمال تطلب منه سواء إجرامية أو إرهابية، ونقلت الصحيفة عن أحد المتدربين قوله «الأوروبيون لديهم أكاديميات للشرطة، ونحن لدينا أكاديمية للمجرمين والمرتزقة».
وأضافت صحيفة «أمريكان بروجرس» أن الاعتماد على المجرمين والمرتزقة يتزايد فى الصراعات؛ فبعد 10سنوات على الحرب فى العراق وأفغانستان، يمكن القول، إن الإرث الأكثر تأثيرا فى تاريخ الولايات المتحدة، أعاد النظام العالمى إلى العصور الوسطى.
وتؤكد دراسة أجريت حديثا من قبل شون ماكفيت، وهو مظلى سابق فى الجيش الأمريكى خدم فى إفريقيا لمصلحة شركة أمنية تدعى «داين كورب الدولية» ويعمل الآن أستاذا مساعدا فى جامعة الدفاع الوطنى، أن اعتماد وزارة الدفاع  الأمريكية البنتاجون على المتعاقدين فى المجال الأمنى للمساعدة فى الحروب أطلق العنان لحقبة جديدة من الحروب أصبح الحظ فيها كثيرا للشركات العسكرية الخاصة لتلبية الطلبات فى سوق عالمية مرشحة للمزيد من الصراعات.
ويكتب ماكفيت فى كتابه بعنوان «المرتزقة الجدد: الجيوش الخاصة وما تعنيه للنظام العالمى» أن الولايات المتحدة، الآن، تمنح كل المزايا لمهنة المرتزقة والمجرمين «المحاربون الخاصون من جميع الأطياف ليلتحقوا بالشركات الخاصة لجنى المال فى الحروب والصراعات».
فمثلا شركة «بلاك ووتر» الأمنية التى غيرت اسمها إلى «أكاديمى» تتميز بقدرتها العالية على القتال وتدريبها على أعلى مستوى. ويقول خبراء إنها قد تكون الجيش الخاص الأكثر نموا فى العالم. ويقدر عدد أفرادها بحوالى 21 ألف شخص من جنسيات مختلفة، إضافة إلى 20 طائرة هليكوبتر مقاتلة، وتقوم بتدريب الآلاف من المرتزقة سنويا، ولديها قسم استخباراتى خاص بها، يضم العديد من موظفى المخابرات والعسكريين السابقين.
وأظهر تقرير أجراه معهد «ذى نيشين» عام 2007 أن إدارة الرئيس جورش بوش الابن دفعت حوالى 320 مليون دولار لهذه المؤسسة منذ 2004  لتأمين خدمات «الأمن الدبلوماسى» للحكومة الأمريكية حول العالم، ويعتبر هذا العقد هو الأكبر فيما هو معروف عن الصفقات التى قامت بها هذه الشركة، ما يظهر حجم الاستفادة التى حققتها «بلاك ووتر» مما يسمى «الحرب على الإرهاب».
ووفقا للجندى السابق، فإن وجود محترفين يحملون السلاح لمصلحة مؤسسات خاصة، يضعف احتكار الأنظمة التقليدية للقوة العسكرية، ويعجل ظهور عصر القوى الخاصة قريبا.
«أكاديمية المجرمين» فى رومانيا لا تختلف كثيرا عن الأكاديمية الأهلية الأوروبية التى تقع فى أحد أرياف غرب أوروبا حيث يوجد مركز لتدريب المستثمرين الجدد فى عالم الحروب وتعتبر أكبر مدرسة لفرق الكوماندوز فى أوروبا؛ وميزته عن غيره أنه يستخدم الذخيرة الحية فى تدريباته. وهذا المركز أو الأكاديمية يدرب الذين سيلتحقون بالشركات الأمنية على الهجمات العدائية ومرافقة الشخصيات العامة والمهمة وهدف الأكاديمية واضح وهو تكوين كوماندوز خاص يعمل فى شركات مختلفة مثل «بلاك ووتر» أو«كوايزيون الفرنسية» ويعوضون العسكريين الأمريكيين فى مناطق النزاع حول العالم؛ و هذه الأكاديمية تستقبل نحو ما لا يقل عن 700 متدرب سنويا ويعملون بعد ذلك فى شركات أمنية خاصة وبسبب الحروب فى دول العالم الثالث فهؤلاء سيزدادون يوما بعد يوم؛ و هى تعتبر تجارة من نوع جديد رائجة بسبب عدم الاستقرار فى الدول؛ وحتى ديكورات الأكاديمية تحاكى الدول العربية لكى تكون التدريبات أقرب للحقيقة.
أمريكا والكثير من الدول الأوروبية يستخدمون تلك الشركات فى الحروب بالوكالة وهو ما يعتبر استراتيجية جديدة للسياسة الأمريكية والأوروبية.
تعتمد السياسة الأمريكية على خلق طرف غير خاضع للسيطرة يمكن نصبه عدوا قوميا ويجرى استخدامه فى أغراض متعددة لإعادة ترتيب أوراق الاستراتيجية المتعلقة بالأچندة الأمريكية فى الدول المستهدفة وتعتبر الإدارة الأمريكية نموذجا لسيطرة الشركات الأمريكية الكبرى التى أحكمت قبضتها على مفاصل تلك الإدارة، والدليل الأكبر هو ما يحدث ولا يزال فى العراق حتى اليوم، حيث أصبحت صناعة القرار تتم فى أروقة الشركات الأمريكية العابرة للقارات «كهاليبرتون» و«شفرون تكسكو» و«بلاك ووتر» التى يهيمن عليها المحافظون الجدد.
 وقد قطعت الولايات المتحدة الأمريكية شوطا كبيرا فيما يسمى اليوم «بصناعة خصخصة الحروب» من خلال حرب العراق الأخيرة بعدما سمح الجيش الأمريكى فى العراق للشركات الأمنية أو ما يسمى بالمتعاقدين الأمنيين أو المرتزقة بالقتال نيابة عن الجيش الأمريكى كما هو الحال فى شركة بلاك ووتر الأمريكية التى كانت لوقت قريب تتخذ من أزقة فرجينيا الفقيرة مقرا لها بعدما عانت من أزمات مالية كادت أن تعلن إفلاسها، حيث إن تلك الشركة كانت تقاتل فى العراق بالوكالة نيابة عن الجيش الأمريكى وبتمويل وتسويق أمريكى وتتمتع بحصانة بعيدا عن الملاحقة القضائية.
 واستخدمت الولايات المتحدة المتعاقدين فى العراق وأفغانستان أكثر مما فعلت فى أى حرب بتاريخها. ففى 2010 نشرت الشركات الأمنية الخاصة قواتا فى مناطق الحرب قوامها نحو 200 ألف جندى، بينما كان عدد القوات من الولايات المتحدة 175 ألفا. أما فى الحرب العالمية الثانية، فلم تورد الشركات الخاصة سوى نسبة 10٪ من القوى العاملة العسكرية، إلا أن البنتاجون واجه مشكلة كبيرة فى فرض قواعد السلوك على المتعاقدين.
ازدهرت شركة اداين كوربب الأمنية الخاصة التى خدم فيها ماكفيت، كأحد المزودين الأساسيين لواشنطن فيما يتعلق بالأمن وإعادة الإعمار فى أفغانستان والعراق، على الرغم من الكلفة العالية وضعف الأداء فى الميدان، ولعل الشركة الأسوأ سمعة على القائمة هى «بلاك ووتر» التى اتهمت بالضلوع فى الفساد والعنف ضد المدنيين وتنفيذ العديد من الاغتيالات قبل أن يتم إعادة تصنيفها.
وأدين أربعة من العاملين فيها بالقتل العمد فى حادث مقتل 17 عراقيا فى ساحة النسور عام .2007
ونجح مؤسس «بلاك ووتر» إريك برنس فى تشغيل عدد مما يسمى شركات وهمية والعمليات الأمنية الدولية داخل نطاق حكومة الولايات المتحدة وخارجه، بما فى ذلك مؤسسات لمكافحة القرصنة فى شمال إفريقيا. وذلك بعد أن غير اسم «بلاك ووتر» مرتين ليصبح حاليا «أكاديمى».∎