السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أحقر دعاة الأرض

أحقر دعاة الأرض
أحقر دعاة الأرض


موجة تغيير الأنظمة التى شهدها الوطن العربى، لم تنج من مصيدة دعاة التطرف وأصوات مشايخ الفتنة التى تعالت لتحريك الأحداث نحو العنف والتكفير وإراقة الدماء تحت ستار الفتاوى الدينية والتى خلفت وراءها فوضى فكرية وشهدت العديد من الجماعات المتطرفة، ليظهر نوع جديد من المشايخ الذين طوعوا الآيات القرآنية وفقاً لأهوائهم المتطرفة وانفصلوا عن كل ما هو دينى وتحولوا إلى أدوات لإشعال الفتن.. أمثال وجدى غنيم ومحمد عبد المقصود، الهاربين لتركيا، واللذين حرضا على قتل الجنود المصريين متهمين إياهم بالردة والكفر.
وجدي غنيم تربطه علاقة وطيدة بجماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية والتى حولت اسمها إلى «ولاية سيناء» لإجبار الإعلام على الاعتراف بسلطتهم عليها وهو أمر غير حقيقى، المفاجأة أنه نشر عبر صفحته على «فيس بوك» فيديو لهذا التنظيم تحت عنوان «لنثأرن» قبل حادث العريش بثلاثة أيام وهو ما يدعو للتحقيق معه.. كذلك عبد المقصود، حَرّضَ على قتل جنودنا وتوعد الإعلاميين.. إلى جانب بعض المشايخ غير المصريين الذين ينتمون للجماعات السلفية الجهادية والتى تتبنى أفكارا تصب لصالح أمن إسرائيل  مثل ياسين العجلونى، الأردنى الذى يطالب بالاعتراف بحق إسرائيل فى بيت المقدس، وتستشهد الأخيرة بكلامه فى حين أنه يحلل الجهاد ضد نظام بشار وسبى النساء واعتبارهن «ملك يمين».. فهؤلاء يعملون على الحفاظ على أمن إسرائيل ويبيحون دماء المسلمين.
وعلى طريقة عمر عفيفى، الذى يطل عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» وينشر فيديوهات تحريضية لإشعال وإحراق البلاد، خرج وجدى غنيم، منذ الأيام الأولى ليحرض على قتل ضباط الشرطة والرئيس الأسبق حسنى مبارك وكل من يقف أمامهم معترضاً، ليتطور الأمر إلى فتاوى صريحة بتكفير الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليصل به الأمر للتجرؤ والتطاول على الحديث الشريف «خير أجناد الأرض» وتحويله إلى «أنجس أجناد»، على حد وصفه فى أحد الفيديوهات المسجلة له بالصوت والصورة.
النقطة الأكثر أهمية تكمن فى علاقة «غنيم» بالجماعات الإرهابية المتسببة فى الكثير من أعمال العنف فى مصر وإراقة دماء جنودنا بالتحديد داخل سيناء، المفاجأة أنه نشر عبر صفحته فيديو يحمل عنوان: «مكتب ولاية سيناء يقدم إصدارا مرئيا بعنوان قسماً لنثأرن» وذلك بتاريخ 26 يناير، أى قبل تفجيرات العريش «الخميس الأسود» بثلاثة أيام فحسب، والذى يحمل إشارات واضحة لاستهداف عناصر الشرطة والجيش فى تلك المنطقة، كما أن كلمة «الثأر» جاءت لإعطاء الضوء الأخضر لتلك الجماعات بالانتقام من جنود مصر بدعوى أنهم يخدمون ما يصفونه بـ«الانقلاب على الشرعية»، وهو أمر يستحق المطالبة بتسليمه وفتح باب التحقيق معه بتهمة التحريض المباشر على القتل وتكفير ودعم وتحريك الجماعات الإرهابية لارتكاب المزيد من الجرائم وإشاعة الفوضى فى البلاد وهو ما يهدد الأمن القومى المصرى.
الفيديو المنشور يؤكد عمق العلاقة بين وجدى غنيم، والتنظيم الإرهابى المعروف باسم «أنصار بيت المقدس» والذى أطلق على نفسه مؤخراً «ولاية سيناء» منذ مبايعة «داعش» لإجبار الإعلام على الاعتراف بسيادته وسيطرته الوهمية وإضفاء صبغة شرعية على تواجده فى سيناء، ليضمن تكرار السيناريو الداعشى فى سوريا والعراق بعد تسميته «تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام» وهو أمر غير حقيقى وغير مقبول.
وباعترافه فى أحد الفيديوهات التى نشرها عبر قناته على موقع «يوتيوب» تحت عنوان: «د. وجدى غنيم اتقوا الله فى السلفية الجهادية فى سيناء»، والتى تندرج تحتها جماعة «أنصار بيت المقدس» قال فيه: إن الإعلام المصرى يتطاول على الإخوان المجاهدين المتواجدين فى سيناء، مشيراً إلى بيان أصدرته جماعة أنصار بيت المقدس عن مسئوليتها عن انفجار خطوط الغاز، بحجة أنه يصدر لإسرائيل، على حد تعبيره.. علماً بأنه تلميع وجههم بأنهم مجاهدون ضد إسرائيل وأنه لا دخل لهم بمذبحة رفح التى راح ضحيتها 16 جندياً مصرياً فى رمضان .2012
وفى فيديو آخر وبطريقة سينمائية قام بارتداء الزى العسكرى لأداء دور المقاتل فى أحد الأفلام التى يتم إنتاجها تحت مسمى «الجهاد فى سبيل الله»، قال فيها إن «الجهاد مش إرهاب»، محرفاً فى معنى الآية الكريمة التى تقول: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله ويقتلون وعداً عليه حقاً»، مدعياً أن تفسير هذه الآية يأتى عن طريق (التقديم والتأخير)، أى أن «يقتلون بضم الياء ثم يقاتلون» وأن هذا تفسيره الوحيد هو القيام بالعمليات الاستشهادية والتى فيها يقتل منفذها ثم يقتل ويصيب آخرين، على حد تعبيره.
الداعية الإرهابى وجدي غنيم صاحب الألفاظ النابية والبذاءات له العديد من الفتاوى التى يطلقها بين الحين والآخر ضد الجيش والشرطة بل المواطنين السلميين المخالفين للإخوان فى الرأى باعتبارهم «كفرة».
كما يدعو غنيم لقطر بأن يعزها الله ويدعى أنها البلد العربي الوحيد الذى ظل راعيا للإسلام، وضد اليهود والصهاينة على الرغم من علاقة حمد بن خليفة، أمير قطر آنذاك وزوجته «موزة» بإسرائيل وقناة الجزيرة التى اعتاد زيارتها المسئولون الإسرائيليون والتى لاتخفى على أحد، حتى بعد قرار طرده منها، مبرراً ذلك بضغوط على قطر وأنه قرر الانسحاب كى لايتسبب لهم فى أذى، ليرتمى فى أحضان تركيا التى فتحت ذراعيها للهاربين من مصر، مطالباً أعضاء جماعة المسلمين فى مصر بما أسماه بـ«تغيير المنكر باليد».
حيث دعا عبر صفحته على «فيس بوك» بضرورة استمرار تظاهرات «المطرية» على غرار اعتصام «رابعة»، وفى الخامس والعشرين من يناير 2015 نشر عدداً من الفتاوى التى ادعى أنها مستندة لأدلة شرعية متطرفة حول «وجوب قتل الحاكم المرتد»، من بين ما استند عليه ، قال القاضى عياض: أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع أو بدعة، خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته، ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه وتنصيب إمام عادل.. واختتم الأدلة قائلاً: وأى كفر أبوح من كفر «السيسى»، مدعياً أن الرئيس قال بضرورة إلغاء النصوص القرآنية.
اللافت أن وجدى غنيم، الذى يدعم الإرهاب فى مصر ويدعو لقتال المعارضين باعتبارهم مرتدين عن الإسلام، الحاصل على بكالوريوس التجارة، بدأ حياته عاشقاً للموسيقى والحفلات على حد قوله، وسافر من مصر إلى أمريكا فى 2001 قبل أحداث 11 سبتمبر حتى 2004  وكان سبب ترحيله «خرق قوانين الهجرة» وادعى أنه يهدد الأمن القومى الأمريكى، وهذا غير صحيح، فهو كان يتمتع بالحرية فى إلقاء المحاضرات فى المساجد وعمل ندوات وحوارات مع وسائل الإعلام المختلفة بما فيها الصحف الأمريكية.∎