«طارق نديم».. الأمير السلفى يستعد لغزوة البرلمان

روزاليوسف الأسبوعية
تحول طارق نديم الوجه السلفى المغمور الذى يجمع بين متناقضات الدين والسياسة والبيزنس إلى لغز محير فى الوسطين السياسى والإعلامى.
المحاولات البائسة لأمير إحدى الجماعات السلفية الغامضة لم تنجح بعد فى فرض نفوذه على الوسط الإعلامى بامتلاكه صحيفة الوادى الأسبوعية التى تحولت لموقع إلكترونى فقط بعد أن كانت جزءًا من مشروع تمكين الإخوان والترويج لحكم المرشد، وكذلك الموقع الإلكترونى لحزب «الصرح» الذى تقدم بأوراق اعتماده وحصل على رخصة التأسيس ليكون أحد الأحزاب الإسلامية- كما يطلقون على أنفسهم- الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسى، ولعل كل هذه السطور موثقة بمئات الأخبار والتصريحات والاجتماعات التى شهدتها قاعة فندق «جراند بيراميذ» الذى يمتلكه طارق نديم على ترعة المريوطية وفندق «أورايزون» الذى اشتراه مؤخرًا فى شارع الهرم.
لم ييأس طارق نديم من محاولات غسيل السمعة بدعمه لجماعة الإخوان المحظورة، فتقدم بطلب لبث فضائية على النايل سات كان قد حصل على ترددها قبل رحيل الإخوان ليصبح مالكًا لقناة «LCT».
وبالطبع انكمش طموح طارق نديم الذى كان يمثل أحد جنود الجماعة المحظورة بعد رحيل الإخوان خصوصًا وقد راهن على علاقة نسب ادعى بأنها تربطه بالمهندس طارق وفيق وزير إسكان الجماعة الذى كان مرشحًا لرئاسة الوزراء خلفًا للمهندس هشام قنديل، لولا قيام ثورة 30 يونيو التى أطاحت بأحلامهم جميعًا، ولم يستسلم مدعيًا أنه رئيس لحزب مدنى «الصرح» ولا يمثل الإخوان أو السلفيين ولا يسعى لتمكينهم.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، يحاول نديم أن ينسج شكلاً جديدًا ليدخل من خلاله إلى البرلمان ومن معه من وجوه مغمورة تحت ستار «ائتلاف نداء مصر» باعتباره اسمًا مدنيًا وتحالفًا انتخابيًا أتى بالرئيس التونسى «السبسى» على حساب مرشح جماعة الإخوان المنصف المرزوقى، ويسعى نديم لإقناع السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق الذى يمثل ائتلاف تحيا مصر الشعبى باندماج «نداء مصر» تحت راية ائتلاف «تحيا مصر الشعبى» وبذلك يكون أمام الرأى العام أحد المقربين أو المحسوبين على الحملة الشعبية لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى.
المتعاملون مع طارق نديم يلمسون ازدواجيته فى كل تفاصيل حياته وتصرفاته فهو يحرص على الظهور بلحية كثة وفى يديه السواك والمسبحة وهو جالس على أريكته المطلة على حمام السباحة فى الفندق «الخمس نجوم» الذى يمتلكه فى نهاية شارع الهرم.
وإذا ما تبادر لذهنك أن تسأله عن موقفه من تناول الخمور فى الفندق الذى يمتلكه تجده حريصًا على تجنب الشبهات ومحصنًا بفتوى يدعى أنه حصل عليها من دار الإفتاء لتأجير محل الخمور الخاص بالفندق لأحد النصارى أو غير المسلمين، وترك الحرية للسائح أن ينزل ليشترى بنفسه أنواع الخمور التى يحتاجها ثم يصعد ليحتسيها فى غرفته، أما إذا سألته عن مصير تلك الأموال التى يحصل عليها نظير إيجار محل الخمور الذى قرر الإبقاء عليه فى وضع استثنائى من أجل الحصول على «الخمس نجوم من وزارة السياحة»، تجده محصنًا بفتوى أخرى تبيح له استخدام تلك الأموال فى الأعمال الخيرية غير المباشرة كإصلاح شبكات الصرف الصحى وتمهيد الطرق والمزلقانات التى أصحبت جزءًا من برنامجه الانتخابى والخدمات التى يقدمها لأهالى الدائرة التى ينتوى دخول الانتخابات فيها.∎