الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د. محيي الدين.. مع السلامة




عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 18 - 09 - 2010


ومادام الله قد فتح علي محمود محيي الدين.. الذي صار موظفا دوليا يشار إليه بالدولار واليورو.. مادام الله قد فتح عليه.. فلماذا لا يبحث لزملائه الوزراء عن عقود عمل في بلاد بره في البنك الدولي.. أو صندوق النقد.. أو الأمم المتحدة.. أو منظمة التجارة.. أو أية مؤسسة أو منظمة بعيدة عن مصر..؟!
أناشد الدكتور محمود محيي الدين بالبحث فورا عن عمل لهؤلاء.. تصحبه دعوات 80 مليون مصري فاض بهم الكيل وعلي استعداد لتحمل نفقات سفر البهوات.. عسي أن يفتح الله عليهم وعلينا. وعسي أن ينجح هؤلاء في أن يقدموا خلاصة تجاربهم للخواجة عن أصول حكم الشعوب !.
خروج الوزراء بمعرفة محمود محيي الدين.. أحسن من الهجرة غير الشرعية.. وحتي لا يضطر هؤلاء إلي الهرب في مركب صيد متهالكة.. تسقط بهم في عرض البحر.. فيخرج المفتي مؤكدا أنهم ليسوا شهداء وإنما طماعون.. لأنهم ذهبوا للبحث عن الرزق في بلاد الله لخلق الله !!
سوف يذهب الدكتور محيي الدين إلي أمريكا إذن..وسوف يتعرف علي نمط الحياة الرأسمالية بحق وحقيقي.. حيث الكل سواسية كأسنان المشط.. وحيث مؤهلات التوظيف هي العلم والخبرة لا الواسطة والمعرفة.. وحيث الأسعار محترمة وفي متناول الجميع.. وحيث لا فضل لخواجة علي خواجة إلا بالتفاني في العمل والعطاء والإنتاج..
وميزة مجتمع الخواجة أنه يقدر العمال والعاملين.. فالذي يعمل يقبض ويوفر ويحوش ويشتري مزرعة وسيارة آخر موضة ويتفسح في بلاد الله وينام في أحسن الفنادق.. أيا كان نوع العمل الذي يمارسه.. أما الخواجة الكسلان والعاطل عن العمل.. فهو يا دوب يأكل هامبورجر وخضار وفاكهة.. ويسكن شقة علي قد الحال.. ويركب سيارة نصف عمر.. لكنه يعيش مثل باقي خلق الله..
سوف يكتشف الدكتور محيي الدين أن المواطن في بلاد الخواجات جدير بالرعاية والاحترام.. وأن المجتمع الرأسمالي قد حقق الرفاهية لجميع أفراده.. الغني والفقير.. الشغال والعاطل.. عكس المجتمعات إياها.. التي يكد فيها المواطن ويشقي ويتعب.. ولا يحصل علي الفتات ويعيش علي المنح والإعانات.. مع أنه يشتغل بضمير تماما مثل زميله في بلاد بره.. لكن هناك حكومة وعندنا حكومة.. وهناك فرق..!!
علي أي حال.. تهنئة من القلب للوزير الشاب.. آخر عنقود الأسرة الوزارية ( محمود محيي الدين ).. وكنت أحبه لأنه واضح.. وهو يؤمن باقتصاد السوق.. ويري أن الخصخصة هي الحل.. نختلف معه نعم.. لكنه واضح تماما.. عكس العديد من الوزراء.. وهناك من المسئولين من تولي المسئولية، والدولة تتبع سياسات اشتراكية.. وهم المسئولون الذين تحمسوا كثيرا للقطاع العام، بل ودافعوا عن أخطائه الفادحة.. فلما تغيرت دفة السفينة، وتبدلت سياسة الدولة التي قررت التخلي عن القطاع العام وبيعه لمن يدفع الثمن.. تغيرت بالتالي البوصلة الداخلية عند حضرات المسئولين، وتحمسوا لبيع القطاع العام!!
أقصد أنه لا توجد فلسفة شخصية واضحة للبهوات.. فلو كانت الدولة اشتركية فهم اشتراكيون ووجهتهم لموسكو والصين شخصيا.. وإن قررت تبني الفكر الرأسمالي هلل البهوات، وطبلوا ورقصوا في الزفة، فالمهم هو الموقع والوظيفة..!
الدكتور محمود محيي الدين لم يكن كذلك.. وقد فتح الله عليه.. فهل يفعلها ويجر معه بعض وزرائنا الذين نرحب بالاستغناء عن خدماتهم لصالح الخواجة.. عسي أن تنصلح أحولاهم وأحوالنا؟!