الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

انقلاب أسود على «الرئيس الأسود»!

انقلاب أسود على «الرئيس الأسود»!
انقلاب أسود على «الرئيس الأسود»!


واجه الرئيس الأمريكى أوباما وإدارته يوم الإثنين الماضى أزمتين كبيرتين.. أثارتا التساؤلات فى أرجاء واشنطن والعالم حول قدرات الرئيس وفريق الأمن القومى بقيادة السيدة «سوزان رايس» مستشارة الأمن القومى فى إدارة باراك أوباما.
والصورة دائما لا تكذب، فقد بدا أوباما للجميع أنه واقع تحت ضغوط هائلة، فى إدارة تلك الأزمات الطاحنة، ومحاولة استباق التطورات اليومية للأحداث وكيفية متابعتها والتعقيب عليها.
أعلن  أوباما فى مؤتمر صحفى قبوله استقالة وزير الدفاع الأمريكى «تشاك هيجل» بعد أقل من سنتين من توليه مهامه، وسط تكهنات كثيرة بأن تشاك هيجل أجبر على تقديم استقالته تحت ضغوط من الإدارة، لانتقاداته الحادة لسياسة الرئيس إزاء سوريا، واستجابته المتأخرة تجاه كيفية مواجهة تنظيم الخلافة الإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط (داعش)  وتصاعد النفوذ الصينى.
وأشار مسئول كبير بوزارة الدفاع إلى أن «تشاك هيجل» قدم خطاب استقالته إلى الرئيس أوباما صباح يوم الاثنين، وقبل الرئيس أوباما استقالته فورا بعد أسابيع من المشاورات، ووافق هيجل على البقاء فى منصبه حتى يتم اختيار شخص آخر للمنصب وموافقة مجلس الشيوخ عليه.
ويعد تشاك هيجل (86 عاما) الجمهورى الوحيد فى إدارة أوباما وفريق الأمن القومى، وثالث وزير دفاع فى الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس باراك أوباما.
وخلال المؤتمر الصحفى بدا هيجل محبطا ومتأثرا للغاية وهو يستمع إلى كلمة الرئيس أوباما وهو يروى مساندة هيجل له عندما كان مرشحا للرئاسة عام 8002 ومصاحبة هيجل له فى زيارة إلى العراق وأفغانستان، حيث كانا سناتورين فى مجلس الشيوخ الأمريكى. وقال أوباما: «سافر معى هيجل إلى أفغانستان والعراق، ورغم أننى مرشح من حزب مختلف، فإنه لم يتردد فى مصاحبتى، وهذا هو المستوى الذى تمتع به تشاك». وفى كلمة موجزة وجه هيجل الشكر للرئيس أوباما ونائب الرئيس جو بايدن ولأفراد وزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى فخره بما قدمه خلال عمله بوزارة الدفاع، وعمله مع زملائه بالإدارة الأمريكية. وأشاد مطولا بالقوات الأمريكية.
ويرى الكثيرون فى واشنطن أنه من الأفضل للرئيس أوباما أن يجرى الآن بعض التعديلات المهمة فى فريقه الرئاسى الذى يضم مجموعة من الخبرات المنهكة سياسيا، والأقل تماسكا وانسجاما بين جون كيرى وزير الخارجية، ودينيس آرماكدونو، وسوزان رايس مستشارة الأمن القومى. رغم تأكيدات دينيس آرماكدونو، كبير موظفى البيت الأبيض  بأن كل شىء على ما يرام فى البيت الأبيض، وبأن ما يشاع عن تصوير جون كيرى أنه دون أدنى ارتباط بالبيت الأبيض غير صحيح بالمرة، وإنه يشارك فى الكثير من الاجتماعات ويشارك بقوة فى العملية السياسية.
بينما أكد أحد المسئولين أن «دينيس آرماكدونو»، و«سوزان رايس» يميل حذرهما إلى تعزيز ميول أوباما ذاته.
ومن هنا يرى معظم الخبراء والمحللين السياسيين بالولايات المتحدة الحاجة إلى إدخال دماء جديدة بالفعل إلى جانب هذا الفريق من الموالين للرئيس أوباما ضمن دائرته الخاصة من مساعدى البيت الأبيض، كما حدث مؤخرا فى اختياره الناجح لرون كلين، كبير الموظفين السابق لدى جوزيف بايدن نائب الرئيس، من أجل إدارة جهود الاستجابة إلى وباء الإيبولا، وكذلك الجنرال جون آر ألن، وهو القائد السابق للقوات الأمريكية فى أفغانستان، من أجل قيادة قوات التحالف ضد تنظيم «داعش».
أضف إلى كل ذلك أن أوباما يواجه أيضا لعنة أخرى تصيب الرؤساء فى فترتهم الثانية، وهى رحيل العاملين ذوى المواهب الفذة. فقد تقاعد ويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية، وهو لاعب أساسى فى الجهود الدبلوماسية المبذولة مع إيران، ويستعد أنتونى بلينكن، نائب رايس، وصاحب الرأى المؤثر فى قضية أوكرانيا، ليحل محله، ولكن لم يقرر البيت الأبيض من الذى سيتولى مهامه بعد ذلك.
ومنذ بضعة أيام كانت بورصة التكهنات فى واشنطن تركز باهتمام كبير على «ميشيل فلورنوى» (35 عاما) وكيلة وزارة الدفاع السابقة، والنظر إليها على نطاق واسع بأنها الأوفر حظا لتحل محل تشاك هيجل فى منصب وزير الدفاع القادم، إلا أنها فجأة قررت يوم الثلاثاء الماضى وطبقا لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية الخروج من دائرة المنافسة للحصول على المنصب الرفيع ، ليصبح بذلك قرار تعيين بديل لها واحدا من أعقد وأهم القرارات فى ولاية الرئيس باراك أوباما الثانية.
ولا شك أن انسحابها من الترشيح لأعلى منصب بالبنتاجون ومجلس الأمن القومى يعتبر خسارة وأزمة جديدة لإدارة أوباما التى سوف تواجه معضلة فى الحصول على موافقة الكونجرس على المرشح المقبل لوزارة الدفاع بعد انسحاب ميشيل فلورنوى، وكانت إدارة أوباما تأمل من خلال ترشيحها لهذا المنصب الحساس، أن تكون أول امرأة تتولى منصب وزير الدفاع الأمريكى فى الولايات المتحدة. وقد سبق أن رشحها الرئيس أوباما لتولى منصب وكيلة وزارة الدفاع لشؤون السياسات وعملت مع وزير الدفاع الأسبق روبرت جيتس، كما شغلت منصب المستشار الرئيسى لوزير الدفاع الأمريكى السابق ليون بانيتا من 9002 حتى عام 2102. وكانت فلورنوى أول امرأة تتولى أعلى رتبة فى إدارة شؤون السياسات فى تاريخ وزارة الدفاع الأمريكية.
أما بقية المرشحين لإدارة أوباما حتى الآن لمنصب وزير الدفاع، فمن أبرزهم السيناتور جاك ريد (36 عاما) الديمقراطى من ولاية رود آيلاند والضابط السابق فى الجيش، وآشتون كارتر (06 عاما) الذى شغل منصب نائب وزير الدفاع من أكتوبر 1102  حتى ديسمبر 3102.
وأبدى السيناتور جون ماكين أمله فى أن يرشح الرئيس أوباما لمنصب وزير الدفاع شخصية قوية ومستقلة، وانتقد كالعادة بعنف شديد إدارة أوباما، وقال فى بيانه أصدره فور تأكيد خبر استقالة هيجل: «يتعين على الرئيس أن يدرك أن المصدر الحقيقى لفشله الحالى فى مجال الأمن القومى يعود فى كثير من الأحيان إلى سياسات إدارته الخاطئة، والدور الذى لعبه البيت الأبيض فى وضع تلك السياسات وتنفيذها. وتغيير ذلك هو التغيير الحقيقى الذى نحتاج إليه فى الوقت الراهن».
ڤ أول رئيس أسود
أزمة عاجلة أخرى حلت بقوة على رأس باراك أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، اعترافه الأخير فى نهاية كلمة على التليفزيون ليلة الاثنين الماضى 42 نوفمبر أن العنصرية الهيكلية حقيقة فى أمريكا. أخيرا قالها أوباما بصراحة تامة: «عندما يتعلق الأمر بترويع الشرطة للمواطنين السود أقول المجتمعات الملونة لا تختلق تلك المشاكل ولا تفتعل الأزمات». ولكن، بعد الاجتماع بمستشاريه بالبيت الأبيض، وفى نفس اليوم مساء الاثنين، وبعد إعلان قرار هيئة المحلفين الكبرى فى مدينة فيرجسون، بعدم توجيه اتهام إلى ضابط الشرطة الأبيض «دارن ويلسون» وخروج الناس بغضب عارم إلى الشوارع فى المدن المختلفة بأنحاء البلاد، قال الرئيس أيضا إنه لا يعتقد أن عدم العدالة فى تطبيق القانون هو القاعدة، وإنه لا يعتقد أن هذا صحيح بالنسبة لغالبية المجتمعات أو الغالبية العظمى من مسؤولى إنفاذ القانون.
وبينما كان أوباما يصرح بذلك كانت شاشة التليفزيون على قسمين، فعلى الجانب الآخر من صورة أوباما، نقلت عدسات المصورين لقطات مرعبة ومقززة للشرطة فى فيرجسون وهى تطلق قنابل الدخان وقنابل مسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين على حشد خارج قاعة المحكمة التى اجتمعت فيها هيئة المحلفين، وبدا الذهول على وجوه الكثيرين منهم بعد القرار الصدمة، لنرى بعد ذلك مشاهد مفجعة للغاية، سمعت أصوات أعيرة نارية وألقيت زجاجات مع انتشار الغضب بين حشد خارج من مركز شرطة فيرجسون. ورشق الحشد أفراد الشرطة الذين شكلوا حائط صد باستخدام دروع مكافحة الشغب خارج المبنى، بزجاجات وعلب معدنية، وبتلك المشاهد يتأكد للجميع بالولايات المتحدة والعالم، أن الواقع فى أمريكا هو أن التمييز العنصرى هو القاعدة، حتى وإن رفض المسئولون عن إنفاذ القانون فى واشنطن الاعتراف بهذا الواقع المرير، ومشكلات وحقوق السود والأقليات فى أمريكا أمر مؤرق للغاية للرئيس أوباما، لأنهم وضعوا آمالاً مبالغاً فيها على عاتق أوباما، الذى كان انتخابه معجزة بكل المعايير، فتخيلوا أنه بدوره قادر على فعل المعجزات، بإعطاء الأمل فى التخلص من الشعور بالخوف والأمل فى المستقبل بشعار (نعم نحن قادرون) ، فشعار التغيير كان ينصرف بالدرجة الأولى إلى الداخل الأمريكى وحياة المواطن الأمريكى، وحقوق السود والأقليات والتى لم يحقق فيها أوباما ووزير العدل الأسود «إريك هولدر» أى تغيير يذكر بالقدر الذى كان يتوقعه منهما الكثيرون.
لقد نزل آلاف الأمريكيين إلى الشوارع فى جميع أنحاء الولايات المتحدة فى لوس أنجلوس، وسياتل، ونيويورك، وواشنطن، وشيكاجو  وفيلادلفيا، ودنفر، وبوسطن غيرها الكثير من المدن الأمريكية مساء الاثنين إثر قرار القضاء وهيئة المحلفين عدم ملاحقة، وعدم توجيه اتهام إلى الضابط دارن ويلسون الذى قتل شاباً أسود فى مدينة فيرجسون فى أغسطس الماضى، حيث قطع متظاهرون الطرق السريعة، ولم يذكر وقوع أى حادث خلال الساعات الأولى من التحركات رغم التوتر الشديد، رافضين الظلم والعنصرية الواقعة من أقلية بيضاء على أكثرية سوداء فى مدينة فيرجسون بولاية ميسورى.
كما تجمع بضع مئات من المحتجين أمام البيت الأبيض هاتفين «ارفعوا أيديكم لا تطلقوا النار»، الشعار الذى اعتمده المتظاهرون منذ وقوع المأساة فى مدينة فيرجسون الصغيرة فى ولاية ميسورى. ورفعوا لافتات كتب عليها «أوقفوا ترهيب الشرطة العنصرى»، و«حياة السود لها أهمية»، وتوجه الموكب بعد ذلك نحو مبنى «كابيتول» للكونجرس الأمريكى.
وأصدرت «إدارة الطيران الاتحادية» الأمريكية ليل الاثنين 42 نوفمبر تقييداً موقتاً للرحلات الجوية فوق بلدة فيرجسون، وقالت إدارة شرطة مقاطعة سانت لويس فى تغريدة على «تويتر» إنه: سمعت أصوات إطلاق نار كثيفة من أسلحة آلية فى فيرجسون قرب المكان الذى أصيب فيه مايكل براون (81عاماً) برصاص ضابط الشرطة الأبيض «دارن ويلسون».  
ونشر مراسلو وكالات الأنباء ووسائل الإعلام معلومات مهمة أثارت تعجب ودهشة الأمريكيين أكثر تفيد أن رجال الشرطة يلقون القبض فى فيرجسون على المواطنين السود ثلاث مرات أكثر مما يفعلون مع الناس البيض، فإنه طبقا لصحيفة «يو إس إيه توداى» الأمريكية التى ذكرت مؤخرا أن 1851 من إدارات الشرطة الأخرى فى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية تعتقل السود بمعدلات عالية وبطرق اختلاقية منحرفة أكثر من مدينة فيرجسون، ولِمَ العجب أن نرى إدارة الشرطة فى مدينة فيرجسون يصعب عليها عقاب أو اتهام؟ أو كيف من الممكن محاكمة ضابط الشرطة دارين ويلسون، بتهمة إطلاق النار على مراهق أسود أعزل ، بل راحوا يلقون اللوم واشتكوا أن مايكل براون «بدا وكأنه شيطان»؟!
ومع تفشى وانتشار الغضب بالمدن الأمريكية واشتعال الحرائق فى جميع أركان مدينة فيرجسون، وولاية ميسورى، وجه الرئيس باراك أوباما من البيت الأبيض نداء بالهدوء، وقال «إننا أمة تقوم على احترام القانون»، داعياً جميع الذين يعارضون قرار القضاء إلى التعبير عن معارضتهم «بطريقة سلمية»، مشدداً على أن عائلة الشاب الأسود القتيل «مايكل براون» نفسها دعت إلى تفادى العنف، كما دعا الذين يحتجون على هذا القرار بأن «يحتجوا بطريقة سلمية»، مؤكدًا أن الغضب هو ردة فعل «مفهومة».
وتابع قائلاً «أدعو أيضاً قوات الأمن إلى ضبط النفس»، محذراً من محاولة «إخفاء المشكلات المرتبطة بالعنصرية فى الولايات المتحدة».
وقال أيضاً «يجب أن نقر بأن الوضع فى فيرجسون يعود إلى تحديات أكثر أهمية لاتزال بلادنا تواجهها»، مضيفاً «فى الكثير من مناطق البلاد هناك مشكلة عدم ثقة بين قوات الأمن والمجموعات الملونة»، متحدثا عن «إرث التمييز العنصرى».
وأوضح «أنها ليست مشكلة فيرجسون وحدها، إنها مشكلتنا جميعًا»، لافتاً إلى أنه «يجب أن نفهم هذه المشكلات وأن نرى كيف يجب أن نحقق تقدماً فيها. ولكن هذا لن يتم برمى الزجاجات وتحطيم زجاج السيارات، وبالتأكيد بعدم التعدى على أى كان».
وردا على سؤال حول إمكانية زيارة منطقة فيرجسون، لم يكن أوباما واضحاً فى جوابه، وقال «لنر كيف ستتطور الأمور».
ما حدث لطمة قوية للمواطنين السود فى الولايات المتحدة لرؤية الرئيس الأمريكى وهو من أصل أفريقى على الجانب الخطأ من الفجوة بين خيال ما يفعله رجال القانون والواقع الذى يعيش فيه الناس. أوباما، فى تلك اللحظة، يحاول بمصداقية كبيرة إقناع الجميع بمن فيهم الأمريكيون من أصل أفريقى وهو وزوجته وبناته ينتمون إلى هذا الأصل، وأنهم عانوا فى فترات طويلة من العمر من وحشية وعنف وقسوة التمييز العنصرى بالولايات المتحدة بين البيض والسود، وهو يحاول اليوم أن يخفى دموعه وأوجاعه الداخلية التى تحسستها بعمق الكاميرات وهو يتحدث إلى الأمريكيين من أصل أفريقى ولأسرة الضحية، وسبق له من قبل القول «إن لم أكن الرئيس فأنا وزوجتى وبناتى ربما نواجه نفس المعاملة والتمييز العنصرى، الذى عرفته فى فترات طويلة من عمرى»، وهو مضطر لتذكير الجميع من واقع ضميره ومسئوليته كقائد للأمة الالتزام بأمانة إلى كون الولايات المتحدة «دولة مبنية على سيادة القانون»، والنتيجة سوف تكون العدالة. وربما يذهب فى النهاية لفيرجسون بعد فترة، ولكن اليوم، تبدو الأمة ككومة من الرماد والموت والأحلام المكسورة.
والذين شاهدوا شاشات التليفزيون وتابعوا تويتر وفيسبوك ليلة الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وربما بعد 001 يوم بعد ذلك، سوف يكتشفون عبروسائل الإعلام، خصوصا وسائل الاتصال الاجتماعية، أنها تعكس واقع العنف العنصرى فى الولايات المتحدة أكثر من أى سياسى أو قانونى أو مفكر أو عالم اجتماعى أو محلل نفسى فى أى وقت مضى قبل الآن. وفى غضون ذلك، أى قوانين للولايات المتحدة لم تفشل فقط للحاق بركب لما تراه وسائل الإعلام، بل خلقت كابوسًا عنيفًا من الذل والعار يعيشه الناس الآن.
المثير للدهشة والتعجب إعلان أمين المظالم الروسى «كونستانتين دولجوف» لوزارة الخارجية فى بيان يوم الثلاثاء الماضى: «إن الاحتجاجات بمدينة فيرجسون ترسل إشارة واضحة إلى حكومة الولايات المتحدة التى يجب أن تركز على قضايا حقوق الإنسان الداخلية للبلاد. وأضاف إن «الأحداث الأخيرة فى فيرجسون إشارة أخرى مثيرة للقلق للسلطات الأمريكية وإن الوقت قد حان للتركيز فى النهاية على القضايا الداخلية واسعة النطاق لحقوق الإنسان وتأخذ فى الاعتبار التوصيات ذات الصلة الصادرة عن جماعات حقوق الإنسان».
لقد وضح عجز أوباما عن تحقيق معظم ما وعد به، ولم يدرك الرئيس الأمريكى حجم خيبة الأمل والغضب الذى أخذ يزحف ضده، خصوصاً من الطبقة الوسطى التى أيدته، إلا بعد التصويت فى الانتخابات النصفية للكونجرس وهزيمة حزبه، والتى عبرت عن ذلك خير تعبير، ثم اندلاع ثورة الأمريكيين السود عليه، وعلى العنصرية والظلم الاجتماعى الواقع عليهم من الإدارة الأمريكية، ومن أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية.∎