الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
متى يعلنون وفاة وزارة الثقافة؟

متى يعلنون وفاة وزارة الثقافة؟


 حتى تعلن وزارةُ الثقافة لحظة موتها الفعلى إثر سكون ووهن وضعف أعقب دوىّ صهيل حىّ وحيىّ قاده مثقفوها حتى وصلنا بهم ومعهم إلى نهار 30 يونيو.. أقول إذا كانت وزارةُ الثقافة تعيش آخر أنفاس موتها الإكلينيكى فمثقفوها مازالوا أحياء يكتبون.. وعليهم أعظم الأدوار التى يجب أن يقوموا بها الآن.. الآن وليس غداً.
أدوار لا تقف فقط عند حدود إبداعات النص الأدبى وتسجيل الحدث، بل تتعداه إلى الدخول فى عمق معقل عقل وإدراك شباب الجماعة الفيسبوكية (إخوان وغير إخوان) التى تنشر الجهل والجهالة ويتبارى أعضاؤها على الفوز فى معارك الخواء والعدم ونشر الجهل والعتمة والرجعية دون خجل:  فعلى الكتاب والمثقفين أن يقوموا منفردين ومتطوعين بالدور الذى كان يجب على وزارة الثقافة المتوفاة - والإعلام أيضاً- أن يفعلاه.. فلو كان للوزارتين دور أو شأن لما وصل شبابنا لهذا الدرك من الانحدار العلمى والأخلاقى والثقافى داخل أكبر وأهم جامعاتنا المصرية منذ خلع التنظيم الإرهابى الدولى للإخوان من التربة المصرية.
أولاً هؤلاء التلامذة والطلبة هم أبناء لأجيال لم تعرف الطريق إلى القراءة والاطلاع أبداً سوى قراءة ما كانت تلقى به أعضاء المحظورة على أتباعها من كتيبات جاهلة بالإسلام وبالعالم.. على الكتاب والأدباء أن يدخلوا معاقل الجهلة من الفيسبوكيين وأن يطرحوا عليهم نماذج من معلومات شيقة ورشيقة عن علمائنا ومثقفينا وفنانينا وأبطال حكاوينا الأدبية الشعبية أصحاب التأثير الحقيقى فى بناء مصر التى كانت.
على الأدباء والمثقفين أن يجدوا صيغةً أخرى لنقل المعرفة غير طريقة تداول الكتب والمراجع فهؤلاء الطلبة لا يجيدون القراءة وإلا ما خربوا منشآت الوطن وما اعتدوا على المصريين وما أهانوا رموز الجيش المصرى العظيم.. فلم يعد نجاح الأمر يقتصر على طرح عدد من الكتب للبيع بسعر رمزى يتم وضعها فى الأدراج مع الأسرار والممنوعات.. بل الدخول بتلك الكتب عبر الإنترنت ووسائل الميديا الحديثة التى يجيدها هؤلاء الصبية خير إجادة.. تلك هى المعركة الحقيقية بين العلم وبين الإرهاب.. بين الإدراك وبين الرجعية.. بين الفهم وبين الجهل.. بين الأهل والعشيرة وبين الوطن.
الحوار المجتمعى الحقيقى الذى تحتاجه مصر الآن ليس تحلق جماعة ممن يسمون أنفسهم بالنخبة حول الرئيس أو الوزير أو الغفير فى جلسات ثرثرة عقيمة كان يفعلها باقتدار المتهم «مرسى العياط».. بل هو حوار تثقيفى وطنى لشباب الأحزاب الافتراضية ولطلبة الجامعات المصرية عن مصر الحضارة والتاريخ والشموخ.. عن تجارب ورموز البلاد والحضارات الأخرى القديمة والحديثة.
إذا كانت وزارةُ الثقافة قد غابت أو غيبت بفعل فاعل أو بجهل جاهل فالكتاب والأدباء والفنانون لابد وأن يكونوا جاهزين حاضرين للعب أهم الأدوار فى بناء العقل وترميم الضمير.