
طارق الشناوي
مهرجان «سينما الأطفال» لا حس ولا خبر!
هل تتذكرون مهرجان سينما الأطفال الذى كان يعقد فى مصر قبل قرابة ربع قرن بدءا عام 1991 وتوقف فى أعقاب ثورة 25 يناير ثم عقده دورة فى 2012 وبعدها يعيش فى حالة من الصمت وحتى إشعار آخر.
المهرجان القومى انتهت فعالياته قبل أيام ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية تواصلت دوراته وهناك من يفكر فى عودة عيد الفن الذى توقف قبل أكثر من 34 عاما فى نهاية حكم السادات، إلا أن مهرجان سينما الأطفال لا حس ولا خبر.
ما ذكرنى بالمهرجان هو أن مؤسسة الدوحة للأفلام أقامت مهرجان «أجيال» المتخصص فى أفلام الطفل والشباب فى أول دورة له انتهت فعالياته مؤخراً حيث عرضت أفلام من مختلف دول العالم وأقيمت ندوات متخصصة فى هذا النوع من السينما.
بينما نحن لم نتذكر حتى هذا المهرجان ولم نحدد مصيره، كان المهرجان فى البداية يقام بتمويل من اتحاد الفنانين العرب الذى كان يرأسه الراحل سعد وهبة وكان من طموحات الاتحاد أن يتم إنتاج فيلم روائى طويل عن الأطفال ومرت السنوات ولم ير هذا الفيلم النور بل لم يعد اتحاد الفنانين العرب يرصد أى أموال للمهرجان الذى تحملت نفقات إقامته وحدها وزارة الثقافة المصرية.
علينا فى الحقيقة أن نستشعر أهمية هذا المهرجان، أن نعيد مرة أخرى للطفل مكانته فى بؤرة الاهتمام، بدلا من حالة التهميش التى بات عليها أطفالنا، لقد تعودنا مع الأسف أن أسوأ مقدم برامج هو الذى نلحقه بالعمل فى برامج الأطفال، وعندما يتم تقليص الميزانيات فى أى مؤسسة متخصصة فى الإنتاج الفنى فإن أول ما يتم الاستغناء عنه هو ما يخص الأطفال، ولا ندرك أننا بهذه الاختيارات نجرح الحاضر ونغتال المستقبل ألم يقل علماء النفس «الطفل أبو الرجل».
هل نحن نهتم حقا بأهم ثروة وذخيرة نملكها للزمن القادم، هل تخلصنا تماما من تراثنا فى هذا الشأن الذى كان لا يتجاوز عند البعض حكاياتنا القديمة «أُمنا الغولة» و«أبورجل مسلوخة» التى كانت تخيفنا فأصبحت من فرط سذاجتها تُضحك أطفالنا.
مهرجان «أجيال» حرصت مديرته فاطمة الرميحى، على أن يحتفظ ومنذ لحظة انطلاقه بروح الطفل حيث إن طفلين هما اللذان شاركا فى التقديم، بالإضافة إلى أن لجنة التحكيم جميعها من الأطفال، وهو بالضبط ما كان يحرص عليه مهرجان القاهرة لسينما الأطفال. فعاليات مهرجان «أجيال» تدعونا لفتح ملف الطفولة فى عالمنا العربى، هل نحن حقا نمنح طفلنا ما يستحق، فى الحقيقة أننا لا ندرى فى أغلب الأحيان كيف نعامل أطفالنا أبناء عصر «النت»، جيلنا نشأ فى حضن الدولة التى كانت تُمارس السلطة الأبوية على الشعوب وانتقلت تلك السلطة إلى الأب والأم، هناك قائمة من الممنوعات توارثناها، وصارت مسؤولية الاختيار تقع على عاتق الأسرة، الآن أصبح علينا دعم قدرة الطفل على الاختيار، وأول درس هو أن نوفر له المعلومات، أطفال زمن التليفزيون عندما كانت الدولة تملك البث الأرضى فلم يكن هناك أى خوف من أن تتسلل أفكار رغم أنف الدولة أو الأسرة ولكن الطفل الذى عاش زمن الفضائيات تغيرت أفكاره وأيضا أسلوب التواصل معه، علينا أن نخاطب عقولا صارت قادرة على أن تلتقط كل شىء لتُصبح وسائط الاتصال سلاحاً لنا لا علينا.
مثل هذه المهرجانات لا شك أنها تلعب دورا جوهريا فى تنمية إدراك أطفالنا عندما يشعرون أنه مهرجانهم وهم أصحابه، فما هو مصير مهرجان سينما الأطفال؟