
هناء فتحى
عاش مهند ويسقط أردوغان
وأنت تعرف الآن أيهما سيكون الشخصية الأكثر دراماتيكية فى الشارع التركى والعربى: «مهند» أم «أردوجان»؟ وأيهما الأكثر انتشاراً وتأثيرا وصدقا؟ الرجل الوسيم العاشق فى الدراما التركية أم الإخوانى العلمانى! (دونت ميكس) والسياسى المراوغ أهم أحد أشهر زعماء تنظيم إرهابى دولى الآن؟ هل ستبقى شخصية «أردوجان» المزدوجة متغيرة الأوجه مكاناً فى كتب الدراما والسينما والتليفزيون أفضل من مكانة المهزوز المكروه فى كتب السياسة؟
يقيناً سيبقى «مهند» ويرحل «أردوجان» سوف يبقى البطل «الحليوة» محطم قلوب عذارى العالم العربى -النموذج الأحدث لفتى الأحلام - والمصطنع والأكثر شهرة ولسوف ينزوى «أردوجان» البطل القبيح المصطنع أيضاً لكنه الأقل حضوراً والأقل قبولاً وشعبية صاحب حلم الزعامة والخفة.. الحلم الذى صار كابوسا يطارد الرجل فى صحوه ومنامه. يقيناً سوف ينزوى رئيس الوزراء التركى شعبياً وسياسياً وإن تم تدوين سيرته وسياساته فى الكتب باعتباره أحد أدوات وأذرع الاحتلال الأمريكى «البريطانى- التركى- القطرى» الذى مزق «ليبيا» و«سوريا» وكان فى طريقه إلى «مصر». وباعتباره أيضاً (كان) فعل ماضى مثله مثل تنظيمه الإرهابى الدولى الذى أسقطته ثورة 30 يونيو ليس فى مصر وحدها بل فى العالم كله.
تقريباً تخرج الاثنان من داخل ذات اللوكيشن أو الأكاديمية أو المطبخ الفنى السياسى التركى. .كلاهما - مهند وأردوجان - نافق وحاكى النموذج الغربى حتى ولو غمز بعينيه للعالم العربى واستمد رصيده ووجوده وشهرته منا نحن العرب.. فكل المسلسلات التركية غربية الشكل والمضمون وتتسق نهائياً مع سياسة أردوجان الإخوانية المنغلقة والذى يعمل طوال الوقت على الانضمام للاتحاد الأوروبى! مش بقولك دونت ميكس.. لهذا استوعب «مهند» وفهم المفردات.. لكن «أردوجان» لم يفهم أن آخر خدمته لأمريكا وللغرب شلوت! وكان منطقياً أن تؤثر ملامح وجه «أردوغان» الكريهة - وللأسف - على ملامح وجه «مهند» الوسيم الذى تم تغييبه عن الشاشات الصغيرة اضطراراً عندما قررت كل القنوات المصرية حجب إذاعة كل المسلسلات التركية بسبب سياسة رئيس الوزراء التركى وتصريحاته الزالفة تجاه مصر واحتفائه بأبطال إرهابيى وقتلى بؤرة «رابعة».
لهذا سيبقى (مهند ونور).. وسيبقى «مارتن لوثر كينج» وسيندثر «أوباما». سيظل «بيكاسو» بينما لن يخرج «ماركو» من قعر مزبلة التاريخ والضمير.. أعدم التاريخ «بينوشيه» مائة مرة ورفع فوق رأسه «سلفادور اللندى» زعيماً خالداً ووضع ابنة أخيه «إيزابيل اللندى» روائية فريدة كبيرة.