
هناء فتحى
عبد الظاهر «جول» فى الحكومة
حياً وميتاً ظل معبود الجماهير «عبد الحليم حافظ» ومعه روحه الهائمة قبل وفاته وبعد وفاته وحتى الآن، ظلا يخاتلان عشاقه الملايين حول حقيقة علاقته الغرامية بالساحرة معشوقة الملايين «سعاد حسنى» فتارةً ينفى غرامه بها وتارةً ينفى زواجه منها.. وهى التى تمنى رجال العالم من عيونها نظرة أو ابتسامة.. لكن «حليم» - حياً وميتاً - كان يعمل حساباً لمعجبيه ويضعهم فى مرتبةٍ أهم من قلبه واستقراره وعذاباته وأمانيه وحقه فى الركض حراً مع المرأة التى استكان قلبه لهواها والتى استراحت روحه من دورانها بحثاً عنها.. ضحى عبد الحليم بنصفه الآخر من أجل جمهوره حتى ولو كان هذا النصف الآخر هو «سعاد حسنى» نفسها.. فما بالك بأبو تريكة وأحمد عبد الظاهر اللذين ومعهما لاعب الكونغو قد ضحوا بجماهيرهم الغفيرة ليس من أجل سعاد حسنى أو أى حبيبة مجهولة، بل من أجل بؤرة إجرامية هى نتاج جماعة إرهابية ملفوظة (ملطوطة) منبوذة من كل مواطن وطنى وشريف!!.
هل تستطيع أن تسأل معبود الجماهير «محمد منير» عن دقات قلبه والساكنة به ويجيبك؟ أتحداك.. وهو الذى عذب قلوباً كثيرةً بصوته الساحر وتجربته الفريدة؟.. لأنه ببساطة يعرف سر الوجود ويدرك أن جزءاً من شهرته ونجاحه يعود لأحلام العاشقات به كونه مثل حليم هو الصورة المثلى للحبيب وهو التجلى الأخير لصورة الرجل الفارس والحلم العصى.
وهى ذات التيمة التى لعب عليها «مصطفى أمين» سابقاً حينما كتب قصة فيلم (معبودة الجماهير) لـ «شادية» و«عبد الحليم حافظ».. وبالرغم من أن الفيلم قد انتصر وانتهى بمباركة جمهور الطرفين لزواجهما فإن هذه النهاية فى حياة «عبدالحليم» لم تكن واقعيةً ولا متحققةً.
لكن نجوم الكرة ليسوا بذكاء نجوم الفن فقرروا الانتحار فى أقرب مجارى تقابلهم.. وهذا اختيار لهم كل الحق فيه.. لكننا كجماهير لنا اختياراتنا وقراراتنا كذلك.
والمسألة أيضاً تحتاج نظرةً مختلفةً فنجم الغناء ليس كنجم الكرة.. وعليك أن تقيس طول وعرض وعمق رجل يلعب طوال الوقت بروحه وأحاسيسه - الفنانين عموماً- وبين رجل يلعب بعضلاته وقدميه كلاعبى كرة القدم حتى ولو اعتمدت اللعبة على بعض ذكاء وكثير من مراوغة.. ولا تنسى فارق الدراسة والثقافة والوعى وطول عمر الموهبة بين النجمين.. وكذلك نوعية الجمهورين.. ولا تنس أن الفنان هو جزء من تاريخ بلاده ووعيها ومصيرها.. لهذا يغامر لعيبة كرة القدم بعمرهم القصير غير المؤثر فى التاريخ الوطنى ويكنس بقدمه تاريخه القصير.. كما أن الفنان والكاتب المبدع هما من يكتبان ويخلدان القصص والأحداث والسياسات ومصائر الشعوب وليس اللعيبة بالكرة وبالإشارات المنبوذة.
«أبو تريكة» و«أحمد عبد الظاهر» نجما بؤرة «رابعة»!!.. مش مهم.. لكن المهم هو القرارات التى صدرت عن مجلس إدارة النادى الأهلى المصرى الوطنى تجاههما.. تلك القرارات الحاسمة الجدعة القوية اللى وضعت جول نظيف فى شبكة الحكومة المصرية.