الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
وسقطت نظرية جحا!!

وسقطت نظرية جحا!!


فى الماضى كانوا يقولون اختلف العرب فى كل شىء واتفقو على أم كلثوم.. ومر زمن واكتشفنا أن العرب صاروا يختلفون حتى على صوت أم كلثوم.
 
تستطيع أن تقول الآن أن ما يوحد العرب حقيقة هو الفضائيات التى جمعت الشامى على المغربى على المصرى على الخليجى على الفلسطينى لم يعد للمثل الشهير «إيش جمع الشامى على المغربى» أى محل من الإعراب. شهدت الدراما حالة من الانصهار لايوجد مسلسل إلا وهناك نجم أو نجمة عربية يشارك فى بطولته وخفت تماما هذا الصوت الرافض الذى كان يردد «جحا أولى بلحم طوره» وبرغم سخافة المثل إلا أنه مع الأسف كنا كثيرا ما نسمعه.
 
 تلقيت مكالمة هاتفية من إحدى المذيعات فى بداية رمضان قالت لى هل يرضيك «الدار دار أبونا والغرب يطردونا» سألتها ماذا تقصد بحكاية أبوها قالت لى المحطات الفضائية التى تستعين بالمذيع اللبنانى وتترك المصرى.كانت تقصد طونى خليفة وجورج قرداحى ونيشان وليليان داود وغيرهم.
 
 ولم تدرك أن الجميع صاروا داخل رقعة الفضاء العربى، الكل يخضع لقانون العرض والطلب.. القناة الفضائية تستعين بالورقة الرابحة التى تحقق لها الدخل الأعلى والجاذبية الأكبر ولا مجال لمن يتصور أنه مثلا مصرى فهو الأحق فى القنوات المصرية أو تونسى فيصبح هو المرشح الأول فى برنامج تونسى، سقطت تماما الهويات أمام القانون الجديد.
 
 السوق التليفزيونى يفرض على الجميع ضرورات اقتصادية. الأصوات الغاضبة التى تسأل لماذا مثلا يعمل المذيع اللبنانى، بينما هم فى بيوتهم يذكرونى بتلك الهجمات الفاشلة التى شنتها نقابة الممثلين المصرية قبل نحو 6 سنوات ضد أى فنان عربى يتواجد فى مصر وبدأنا نتابع قرارات عشوائية تصدر من أجل تحجيم مشاركة الفنان السورى أو اللبنانى فى الدراما.. لم نشعر أبداً وقتها أن هذه القرارات تسعى لحماية الفنان المصرى بل كانت تُظهره فى مكانة الأضعف وكان يتردد بين الحين والآخر عبارات مثل «اللى يعوزو البيت يحرم ع الجامع» واعتبر بعض الممثلين المصريين أنهم البيت وما عداهم هم الجامع ومع الأسف جزء من الإعلام المصرى تورط فى الدفاع عن هذه القرارات، ولكن ما حدث بعد ذلك هو أن كل محاولات تحجيم الفنان العربى ماتت على أرض الواقع والعديد من المسلسلات التى نشاهدها فى السنوات الأخيرة يشارك فىبطولتها فنانون من سوريا ولبنان وتونس وفلسطين والأردن والسودان، ولم يعد أحد حتى يتذكر جنسية هؤلاء.. الفضائيات طرحت قانونا مختلفا، الفنان الأعلى إبداعاً هو المطلوب ولا شىء آخر.. المعلق الكروى التونسى عصام الشوالى أصبح الأشهر عربياً أسند له المخرج «عمرو عرفه» أداء مشهد داخل فيلمه «حلم عزيز» بالرغم من توافر عشرات من مذيعى مباريات كرة القدم المحليين!!
 
ويجب ألا ننسى أن التليفزيون المصرى كان يحمل حتى سنوات قليلة اسم التليفزيون العربى بل إن الفنان والأديب المصرى الذى يحقق نجاحا استثنائيا كان يحمل فى الماضى لقب عربى أم كلثوم سيدة الغناء العربى وفاتن حمامة سيدة الشاشة العربية وطه حسين عميد الادب العربى بل إن البابا الراحل «شنودة» كان يحمل لقب بابا العرب.
 
 لم يعد أحد يلاحظ وهو يشاهد مسلسلات رمضان أن «إياد نصار» ومنذر ريحانة وصبا مبارك «أردنيون» و«جمال سليمان» و«سلافة معمار» وسوزان نجم الدين''وسلاف فواخرجى و كندة علوش وجومانة مراد '' رانيا الملاح'' من سوريا و«هند صبرى» و «سناء يوسف» و«فريال كامل» و«درة» من تونس وغيرهم.. لا أحد يفتش فى جواز السفر.
المعادلات الاقتصادية هى التى فرضت تلك الحالة من الانصهار بين كل العناصر العربية كل المحاولات السابقة التى سعى فيها عدد من المسئولين العرب فى وزارات الثقافة لتقديم أعمال فنية مشتركة جاءت النتائج فى الغالب مخيبة للامال مثلا قدم اتحاد الفنانين العرب قبل عشرين عاما مسرحية اسمها ''واقدساه'' ضمت فنانين من كل العالم العربى ولكن العمل الفنى لم يمكث أبدا فى الذاكرة برغم حرص الاتحاد على أن يجوب بالعرض المسرحى العديد من الدول العربية . فى عام 1995 أصدر وزيرا الثقافة الأسبقين فى مصر وسوريا «فاروق حسنى» و«نجاح العطار» قرارًا بإنتاج فيلم مصرى سورى مشترك، وتعثر المشروع طوال هذه السنوات، بينما بدون قرار وزارى ولا معاهدات رسمية صارت الشاشات العربية كلها تتكلم عربى!!