الجمعة 4 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الحجار تائباً

الحجار تائباً


رصاص كلمات أغنية «على الحجار» الأخيرة (إحنا شعب وانتو شعب) وجعت قلب 'ياسر برهامي قوى.. يا عينى معلهش.. لكن قلبه هذا لم يوجعه وكان ينبض مطمئناً حين طلب صبحى صالح من الله ذات مرة أن يميته إخوانياً أي على دين الإخوان.. ده مش بس إحنا شعب وهما شعب تانى.. ده إحنا دين وهما دين.. صمت الرجل ولم يعلق وقتها.. ربما كان راضياً ومناصراً.. وألم يكن هو صاحب فخ المادة 219 فى دستور الغريانى التى لم تقسم فقط الشعب إلى قسمين بل كفرت اللى خلفوه.. ده برهامى بيطالب الحجار بالتوبة!! توبة عن إيه؟.. لسه بيلعب لعبة الكافر والمؤمن؟.. طيب وهما الإخوان والسلفيين كانوا بيعملوا إيه غير كده فى السنة السودة إياها اللى عدت؟ كانوا بيلاعبونا لعبة (إحنا شعب وانتو شعب).. وانظر ماذا يفعل نصف الشعب فى نصفه الآخر الآن.. الإخوان فى مواجهة المصريين.. الإخوان أو الحرب على المصريين.
 
الحقيقة أن هذه الأغنية الصادقة شديدة التعبير التى غناها «الحجار» وكتب كلماتها «مدحت العدل» ينقصها كلمات فقط حتى تتضح وتبين.. كان يجب أن يكون مطلعها هكذا: (إحنا شعب وانتو شعب بس مش صديق وشقيق).. نحن فعلاً شعبين لكن «دونت ميكس» - ياه فين راحت أيام الكوميديا السوداء بتاعة مرسى - وإلا فما معنى حكاية المصالحة إللى دايرة اليومين دول بين شعب مصر والتيار المتأسلم؟ أولسنا شعبين لدودين ومن يوم استفتاء 19 مارس 2011 مش من النهاردة؟ كانت «نعم» التى يقولها المؤمنون أصحاب الجنة.. والتى يقولها الكفرة أصحاب النار.. هو حزب النور بينسى؟ (رغم إن الرب واحد لينا رب وليكو رب).. لماذا يخاف المتأسلمون إلى حد الذعر من الفن والغناء؟ الغناء تحديداً هو موال المواطن المصرى فى كل وقت وكل مناسبة.. إنهم يخافون سطوة الكلمة المغناة أكثر من خوفهم من كلمات محترفى السياسة ونظم الحكم.
 
هل اعتذر الحجار حقاً عن الأغنية؟ غلطان! من الذى يعتذر لمن؟ ومن سيسامح من؟.. مصر التى ظلت 7000 عام شعباً واحداً.. حتى فى لحظات الانهيار وسنوات الاحتلال المتعاقبة كانت وحدة واحدة.. لكنها تشظت ولأول مرةٍ فقط منذ مجىء الاحتلال الإخوانى.. سوف يذكر التاريخ ذلك.
 
الأغنية لم تكذب مطلقاً.. ما كتبه مدحت العدل هو حق وصدق وإبداع.. فاتركوا الفن يؤرخ فهو أصدق كثيراً ممن يدعون أنهم رجال ساسة وممن يزعمون أنهم رجال دين.