
هناء فتحى
وثالثتهما الجزيرة
صدقاً.. نقولها الآن بضمير مرتاح وصوت عالٍ وقلب قوى: إن قناة الجزيرة القطرية كانت هى البؤرة الإرهابية الثالثة «ثالثة اثنتين» التى فككها الأمن المصرى معاً وبنجاح ساحق ساعة فضه لبؤرتى «رابعة العدوية» و«النهضة» فى 14 أغسطس الجارى.. وحتماً.. حين نفتخر بسقوط التنظيم الإرهابى الدولى للإخوان المسلمين على يد شعب مصر العظيم نعلن أن مصر قد تحررت وكنست من تاريخها وجغرافيتها وحساباتها تلك البؤر الإجرامية الثلاث التى احتضنت كل قيادات وقواعد التنظيم.. وحقاً.. نعترف أنه قد غلب حمارنا أو خروفنا: فلم يحدث فى تاريخ إنشاء الفضائيات أو أكاديميات الصحافة والإعلام المتنوعة والمنتشرة بالعالم أجمع أن قرأ أو درس دارس أو باحث أو مشاهد أن قناةً تليفزيوية قد خلعت وظيفتها الإعلامية يوما وتحولت إلى بؤرةٍ إرهابيةٍ.. وإلى زعيمة عصابة «إخوانية صهيونية» هى أقرب ما تكون إلى شبكة جواسيس دولية.. وفعلاً.. علينا الآن أن نعيد تشكيل كلمات المثل القائل: ما اجتمعت «رابعة» و«النهضة» إلا وكانت «الجزيرة» ثالثتهما.. وما اجتمع المعتصمون فى «مدينة نصر» و«الجيزة» إلا ومولتهما وصاحبتهما وبثتهما (صورة وصوتاً وسماً) «الجزيرة» وأصحاب «الجزيرة» وأحباب أصحاب الجزيرة فى تركيا وإسرائيل.. فالذين درسوا بكليات الإعلام صفحات عن وزير الدعاية النازية «جوبلز» ودوره أثناء الحرب العالمية الثانية عليهم أن يضيفوا لدراساتهم قناة «الجزيرة» كوزيرة أو كسفيرة للدعاية الإسرائيلية فى البلاد العربية أثناء الحرب المصرية العربية على الإرهاب الإخوانى 2013 ..فإسرائيل لم تعد فى حاجة الآن لإعلام صهيونى موجه للعرب.. فقط يكفيها الضيوف المصريون الذين تستضيفهم القناة.. والذين يفوقون وزير الحرب الإسرائيلى كذباً وبجاحةً وصفاقةً.
«الجزيرة» الآن تشنق نفسها بحبلها وبما بثته من فيديوهات وحوارات ونشرات مصورة مع قيادات الجماعة: فمع سقوط قيادات لإخوان فى قبضة الأمن المصرى واعترافاتهم المسربة من داخل التحقيقات - صوتاً وصورة- وإنكارهم المخزى والساقط أخلاقيًا لعلاقتهم بتنظيم الإخوان ورموزه مثل اعترافات «صفوت حجازى»، أو إنكارهم بتمويل الجماعة وتسليحها وتقتيلها وترويعها للناس مثل اعترافات المرشد «بديع» الذى ألقى بالجريمة والليلة كلها على عاتق وعهدة «البلتاجى» وحده.. ثم حينما نستعيد بث «الجزيرة» لحواراتها النارية والجامدة قوى مع نفس القيادات الإخوانية وأقوالهم النارية المأثورة على منصة «رابعة» التى كانت تهدد وتتوعد المصريين والشرطة والجيش بالفناء وتعد أنصارها بحكم مصر والعالم أجمع.. فما بين التصريحات البطولية للقيادات الإخوانية على شاشة «الجزيرة» وبين اعترافاتهم «الواطية» والمذلولة والمذلة والمرعوبة فى تحقيقات النيابة سقطت الجزيرة فى الشرك.. لقد حاولت القناة الإخوانية الصهيونية أن تبيع الضلال المغلف بالحق للمشاهد وأن تصنع أبطالاً من ورق.. لا بل أبطالا من إخوان.. فسقطت أخلاقياً ومهنياً هى والإخوان.