الخميس 10 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ولايهمك يا «سيسي» من الأمريكان يا «سيسي»

ولايهمك يا «سيسي» من الأمريكان يا «سيسي»



شهر يوليو هو شهر الانتصارات والتحولات التاريخية العظمي.. ففي هذا الشهر دمر الجيش المصري أسطورة الإخوان التي توهمت أنها لا تقهر، وفي الشهر نفسه منذ 61 عاما تمكن الضباط الأحرار من قيادة الجيش المصري وتغيير وجه الحياة بثورة 23 يوليو. الثورتان الفاصلتان تبدلت فيهما الأدوار ففي 3 يوليو لبي الجيش نداء شعبه للقضاء علي الإخوان وأعوانهم واحتكارهم الغبي للسلطة بينما في 23 يوليو 52 التفت الشعب حول جيشه للقضاء علي الإقطاع  والاستبداد، والثورتان قامتا من أجل إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

 
 
ولأن الفترات الحاسمة من عمر الأوطان لها ملهمون وزعماء فقد تصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والفريق أول عبدالفتاح السيسي المشهد ليكتبا اسميهما بأحرف من نور في تاريخ مصر، والمدهش أن الزعيمين قد ارتفعت صورهما في الميادين بنفس العدد 30 مليون مصري التفوا حول «ناصر» - هذا هو تعداد مصر في ذلك الوقت - وهو نفس العدد تقريبا الذي تغني باسم «السيسي» وكأن اللحظات الحاسمة تعيد نفسها، والمفارقة هنا أن أبناء هذا الوطن الغالي منذ 25 يناير كانوا يتطلعون لزعيم جديد واستلهموا روح ناصر برفع صوره في الميادين حتي استجاب القدر بابن النيل العظيم الفريق أول عبدالفتاح السيسي ليعيد كتابة التاريخ محققا آمال غالبية المصريين وقواته الفاعلة.
صورة السيسي التي غطت سماء  وميادين مصر كانت امتداداً للمشروع الناصري وانتظرها كل المصريين  لصناعة البهجة وتحقق حلم الجميع علي أرض الواقع  بمولد زعيم  بالمواصفات الناصرية.. «السيسي» كان هو الحلم الناصري الذي كان ينتظره المصريون وفي لحظة تاريخية أشبه بمعجزات السماء وفي توقيت ساحر، بعد أن تحولت الدولة العظمي إلي عشيرة في قبضة تجار دين ساهموا في تفكيك أوصالها ومفاصلها، حتي أفقدوها الوعي علي مدار عام كامل من التخريب والتدمير لهذا الكيان العملاق الذي انكمش في فصيل يتبع تنظيما دوليا إرهابيا وبرعاية أمريكية خسيسة.
معجزة السيسي ليست في استلهام روح يوليو وإعادة الدولة المصرية العظمي فقط، بل لأنها ردت اعتبار المؤسسة العسكرية العميقة بعد أن تعرضت لهجمات شرسة وموجهة ومسعورة منذ اندلاع ثورة مصر رغم أن الجيش تحمل بشجاعة كل الأزمات والضغوط مع تأكيد قياداته أنهم لا يستهدفون سلطاناً بعكس الإخوة الكذابين الذين خالفوا كل مواثيقهم وكشفوا عن أطماعهم القبيحة، فخير أجناد الأرض عندما طالب الشعب بحريته لبوا نداءه بخلع «مبارك» وحينما  ارتضي الشعب الشرعية وكلمة الصندوق سلموا بإرادة الشعب الحكم لسلطة مدنية.. وحينما استشعروا الخطر نتيجة الإدارة السيئة للبلاد قاموا بدورهم الوطني لتحقيق أحلام المصريين وإنقاذ مصر من الفناء، ليعود الجيش لأحضان شعبه، وبالتالي عودة مصر لأبنائها، المدهش أن الجيش المصري كما استلهم روح ناصر رد اعتبار زعيمه الشهيد محمد أنور السادات بتوجيه ضربة قاضية لمن قتلوه تحت دعاوي التطرف والإرهاب، والمؤسف أنهم يطالبون بالشرعية بالقرب من ضريحه الطاهر بجوار مسجد رابعة العدوية بينما روح شهيد الوطن ترفرف لإنجاز جيشه العظيم.
أروع ما في عبور مصر الثاني بعد العبور الأول للقائد الشهيد السادات أنه جاء علي جثة الإدارة الأمريكية وعلي عكس مخططاتها وهواها وكأن القدر يكتب لنا المجد علي أطلال أغراضها القبيحة وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما تحدي الزعيم الخالد عبدالناصر الكيان الصهيوني ومن وراءه بكلمتة الشهيرة «ولايهمني إسرائيل ومن وراء إسرائيل» والتي ترجمها الإبداع المصري بصوت العندليب عبدالحليم حافظ «ولايهمك يا ريس من الأمريكان ياريس» ورددها معه الشعب.. وهو أيضا نفس السلاح الذي استخدمه الفقيد  السادات في نصر أكتوبر بعيدا عن الخبث الأمريكي حتي أذهل العالم كله، ثم يعود القائد الأعلي الفريق أول عبدالفتاح السيسي ليوجه الضربة القاضية لأوباما وإدارته ليعيد الزعامة إلي أرض مصر التي تصنع التاريخ دائما ولو كره المتأسلمون المتأمركون.
 

الفريق أول عبد الفتاح السيسى