الـمـرأة بـلــون الــدم

 
لا ترهق عينيك وعقلك وأعصابك وأنت تديم النظر طويلا إلى اللوحة الملونة بنور الصبح والفضة للمرأة المصرية وخروجها المميز والاستثنائى متصدرة مقدمة طابور ثوار ثورة 30 يونيو.. فثمة لون أحمر فى خلفية اللوحة ربما لم تدركه عيناك بعد: ليس فقط دم ابنها المغدور برصاص مصرى الصنع.. ولكن لأنها وبعد عامين ونصف العام من الانتظار جاءها البيان التالى: إن القاتل هو الإخوانى الذى يمشى فى جنازة ولدها.. إذن فقد نام الشهيد وارتاح.. فخرجت نساء مصر ليكملن الكفاح.. هذا أولا أما ثانيا: فلأن اللوحة قد زاد فيها اللون الأحمر وطغى حينما شرعالقاتل فى انتهاك جماعى للعرض بل والاغتصاب العلنى بميدان التحرير للبنات والسيدات والعجائز فى ظل حكم رئيس إخوانى مسلم يقرأ القرآن ويصوم ويصلى فى سابقة لم تحدث من أيام فتاة العتبة الشهيرة آنذاك حتى إن تلك الحادثة كانت فردية.. أما مافعله الإخوان أو بلطجيتهم فقد حدث فى جميع نساء التحرير وبلا استثناء.. أولا رغبة فى إذلال النساء وثانياً لمنعهن من النزول وثالثا لإعمال مبدأ جلوس المرأة فى البيت ورابعا علشان يخلص من جدعنتها اللى بميت ذقن وخامسا حتى يدفن نهائيا كل مكتسباتها السابقة منذ كفاحها القديم أيام هدى شعراوى وما تلى ذلك.
 
∎لكن اللون الأحمر القانى الذى أفسد اللوحة أكثر وأكثر كان فى هجوم الإرهابيين المتأسلمين على الفنانات والمثقفات وتهانى الجبالى.. فلا تسأل هنا عن الخروج العظيم لنساء مصر فى ثورة 30 يونيو المجيدة.. لقد كان للهجوم البربرى الكاسح الذى قام به أعضاء جماعة الإخوان على المستشارة تهانى الجبالى وذلك الغل الواضح من تلك المرأة التى حاولوا إقصاءها بكل الطرق ولما غلب خروفهم عملولها دستور!! دستورهم اللى طار مع نهضتهم.. ناهيك عن حروبهم المتكررة والقذرة والمسفة لرجال «دينهم» مع الفنانات اللواتى يرفضن حكم الإخوان كإلهام شاهين مثلا والتى قادت معركة لا تقل شراسة عن معركة تهانى الجبالى معهم وكسبت المرأتان القضية وخسر الإخوان مصر.
 
∎وكما أن شعب الإخوان لا يعرفون شعب مصر فهم أيضا لا يعرفون نساء مصر نظرا لكونهم جماعة محظورة- كانوا وأصبحوا- وجماعة مسجونة- كانوا وأصبحوا- فلهذا لم يأتهم خبر أن المرأة هى اللى ربت العيال لما كانوا هما غايبين.. والمرأة اتعلمت واتنورت لما كانوا هما فى العتمة والمرأة نزلت الشغل لما كانوا هما متنطعين أو بيشتغلوا دعاة دين.
 
∎هنا عليك ألا ترهق عينيك وعقلك وأعصابك وأنت تديم النظر طويلا إلى اللوحة الملونة بنور الصبح والفضة للمرأة المصرية وخروجها المميز والاستثنائى متصدرة مقدمة طابور ثوار 30 يونيو.